حسن الوريث
قال زميلي المواطن العزيز.. أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تحديد رسوم التسجيل في المدارس الخاصة في مختلف المحافظات.. فهل سجلت الاصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة ؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. اولا دخلنا إلى موقع وزارة التربية والتعليم الذي نشرته مع رابط الخبر في مختلف وسائل الإعلام الرسمية وغيرها وعندما ذهبنا إلى إحدى المدارس لتسجيل الاصدقاء الصغار فوجئنا بأن الاسعار ليست كما تم الإعلان عنها في الموقع وعندما سالناهم عن السبب ابلغونا بأن هذه الأسعار التي نشرتها الوزارة غير صحيحة وأنها لأسعار التسجيل قبل اربع سنوات؟ وقالوا لنا بالحرف الواحد لاتصدقوا هذه الأسعار.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل يعقل أن تكون الوزارة نشرت أسعار غير صحيحة ؟ وهل تم النشر بدون التنسيق مع المدارس ؟ أم ان المدارس تتصرف من تلقاء نفسها وتحدد أسعار كما تريد هي وأنها ليست ملزمة بما تم الإعلان عنه ؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. في كل الأحوال هناك خلل كبير جدا وضعف أيضا في أداء الوزارة وتعاملها مع المدارس الخاصة من كافة النواحي والا لما تجرأت هذه المدارس على التعامل بهذا الشكل مع المواطن أو مع الوزارة وقد تحولت الرسوم فيها كالفنادق بحسب النجوم فمنها خمسة نجوم واربعة نجوم وثلاثة نجوم أما بعضها فهو عشرة نجوم وهذه فقط مخصصة لاولاد المسئولين والتجار والمشرفين القادرين على دفع رسومها والتعليم صفر والمباني تحت الصفر والتربية بعيد عن كل ذلك.
قال لي زميلي المواطن العزيز .. كلامك صحيح يا صديقي الصحفي وانت متابع للمشهد التعليمي ووصفته بأنه أسوأ مشهد وان المنظومة التعليمية تحتاج إلى تغيير جذري .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز .. موضوع التعليم الأهلي والخاص ذو شجون حيث لا توجد أدنى معايير لإنشاء هذه المدارس ولاندري كيف يتم منح التصاريح لها واغلبها لا تتوفر فيها أدنى مقومات المباني المدرسية والمهم الرسوم التي تدفعها مقابل الحصول على التراخيص من وزارة التربية والتعليم التي تتحمل مسئولية كبيرة في هذا الأمر كما ان هذه الرسوم والمبالغ التي تدفعها للوزارة تجعل الكل يتغاضى عن كوارثها وبلاويها كما ان الوزارة غير قادرة على ضبطها ودعني أتدخل انا وانت في تحد مع وزارة التربية والتعليم بأن نقوم بإلزام المدارس الخاصة بالرسوم التي حددتها الوزارة في موقعها .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. ما الذي يحدث حتى تكون سلطة المدارس الخاصة اقوى من الوزارة ؟ ولماذا تتهرب الوزارة من مسئوليتها في ضبط المخالفات التي تحدث من هذه المدارس؟ وانا معك اتحدى وزارة التربية والتعليم من أعلى هرمها إلى اسفله ان تتخذ اي اجراء تجاه هذه المدارس المخالفة سواء في المعايير أو في قرار الرسوم الدراسية؟ .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. الوزارة تقول انها ستعاقب اي مدرسة لاتلتزم بقرار تحديد رسوم التسجيل الذي نشر في موقعها والمدارس تقول ان هذه اللائحة بالرسوم قديمة ولها اربع سنوات كما تقول من يريد التسجيل بلائحة الوزارة فليذهب إليها ويسجل هناك فمن يكذب على من ؟ هل الوزارة تكذب على المواطن المسكين؟ أم ان المدارس الخاصة تكذب على الوزارة والمواطن ؟ وبالتأكيد أن المواطن المسكين يعاني فمن تعليم رديء في المدرسة الحكومية إلى تعليم مرتفع السعر في المدارس الأهلية وغياب تام للأجهزة الحكومية في ضبط أصحاب المدارس الأهلية الذين يتحججون بأنهم يدفعون رسوم باهضة لبعض أجهزة الدولة والحكومة وبالتالي يضيفونها على الرسوم وكذا غياب غير مبرر لضبط العملية التعليمية في المدارس الحكومية وكل ما نشاهده من زيارات لبعض المسئولين في وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات مجرد ظهور إعلامي وذلك الجيش العرمرمي من الوكلاء والمدراء الذي يثقل كاهل كشف الراتب والمكافات والحوافز ليس له من عمل سوى التصريحات في القنوات ووسائل الإعلام عن جهودهم العظيمة في استمرار التعليم في البلاد في ظل هذه الظروف من العدوان والحصار لكنهم لم يعملوا انطلاقاً من مسئولياتهم في تحسين جودة التعليم أو على الأقل ضبط ماهو موجود والتحكم فيه ومعالي الأخ الوزير في برجه العاجي حيث تم عزله عن الناس والعمل بحجة الحفاظ على أمنه وسلامته وهم يعبثون كما يريدون واصبح المواطن بين رمضاء المدارس الحكومية ونار المدارس الأهلية .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. الوزارة والمدارس الخاصة يكذبون على المواطن والوزارة عاجزة فعلا عن اتخاذ أي قرار ضد هذه المدارس والمدارس الخاصة تتفرعن على الكل لأنها تدفع للدولة رسوم وضرائب وزكاة وتبرعات وامور اخرى يعلمها الراسخون في العلم .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلام يدمي القلب .. تعليم سيء ورسوم باهظة ووزارة عاجزة ومواطن مظلوم بينهم .. وسنقول للاصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة انتظروا حتى تتضح الصورة ونعرف من يكذب على من .. كما نقول للدولة والحكومة.. أين سنجد الإنصاف لهذا المواطن ام أن الأمر سيبقى كما هو ويظل الكل يكذب عليه ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب والمنهوب؟.