السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / أخبار / قيم امريكا الجوفاء

قيم امريكا الجوفاء

حمدي دوبلة
-لطالما اطربت عقول المساكين من البؤساء والحالمين حول العالم بالتغني بقيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وشعارات المدنية والحداثة.
-اتخذت الولايات المتحدة الامريكية منذ نشاتها من هذه الشعارات الجوفاء ستارا لممارساتها الاجرامية واسلحة فتاكة للسيطرة على خيرات الشعوب ونهب ومصادرة خيراتها والتدخل في شئون وخصوصيات الدول والمجتمعات وجعلت من هذه القيم عصى غليظة مصلتة على رؤوس كل من يبدي تحفظا ازاء سياستها اويفكر في مواجهة اطماعها
-ولان مثل هذه الشعارات زائفة وفارغة تماما من مضامينها النبيلة كانت دائما ولاتزال الى يومنا تنكشف سريعا وتظهر سوءاتها مع كل حادثة او مشكلة ليبدو الوجه القبيح ويتجلى بشاعة هذا الكيان المتسلط في انصع صوره ومظاهره امام العالم واذا بادارة البيت الابيض في كل زمان ومكان تتصرف على سجيتها الفطرية التي يغلب عليها الوحشية والقبح ازاء مواطنيها كماتفعل بطبيعة الحال مع الشعوب والامم الاخرى على الدوام

-اليوم تتسع الاحتجاجات الجماهيرية في امريكا عقب انتشار مقطع فيديو يوثق مشهدا فظيعا لجريمة قتل مواطن امريكي أسود البشرة يُدعى جورج فلويد على يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا..واذا بالجانب الحقيقي في النفسية الامريكية الرسمية يظهر على ارض الواقع متجسدا في القمع والبطش واللانسانية في تعامل العسكر مع جموع المحتجين وباوامر وتوجيهات مباشرة من سيد البيت الابيض الذي لم يكتف بقمع شعبه والزج باعداد كبيرة منهم في غياهب السجون والمعتقلات وانما ظل يهدد ويتوعد المدنيين المحتجين بالمزيد من الانتقام والردع
-الطريقة البشعة التي قتل بها الامريكي الاسود ذي الـ46عاما تحت اقدام الضابط الامريكي خاصة وانه كان يرجوه ويتوسله بالقول “لا أستطيع أن أتنفس، أرجوك لا تقتلني” عكست تعمق وترسخ ممارسات العنصرية والتمييز في ذلك المجتمع وخاصة في الطبقة الحاكمة وان كل مايقال عن المساواة والحقوق والقيم الانسانية الراقية لاوجود لها الا في اعلامهم ولاتحضر في ممارسات قيادتهم الاحين يتعاملون معها مع الاخرين لابتزازهم والاستئثار بثروات شعوبهم
-هذه الحادثة المؤلمة لم تكن الاولى فقد شهدت الساحة الامريكية وتشهد دائما حوادث مماثلة واكثر ايلاما ولاشك لن تكون الاخيرة وهو مايثبت مجددا حقيقةأن العنصرية المقيتة وخاصة ضد ذوي البشرة السوداء والمواطنين من عرقيات اخرى غير اوربية مازالت متغلغلة في المجتمع الأمريكي..وان ماتردده الابواق الاعلامية في امريكا ومن يدور في فلكها من دول وانظمة الخيانة والخنوع والارتهان ماهي الا شعارات جوفاء وتمويه مفضوح ومحاولات مكشوفة لاخفاء الحقائق وذر الرماد في العيون.
“نقلا عن صحيفةالثورة “

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …