الخميس , أبريل 25 2024
الرئيسية / أخبار / عبدالجليل .. المسؤولية و أخلاق المهنية

عبدالجليل .. المسؤولية و أخلاق المهنية

 

محمد العزيزي

كان في المطعم يتناول وجبة الإفطار و جاء أحد الموظفين و عزم عليه بالجلوس إلى جواره لتناول وجبة الإفطار ؛ بعدها انطلقا معا إلى مقر العمل و عندما وصل إلى بوابة مبنى مؤسسة الثورة للصحافة و الطباعة و النشر ، دعا بصوت عالي مسؤول و مراقب الدوام أو حافظت الدوام .. و قال : يا فوزي أكتب خمسة أقساط جزاءات  للأخ عبدالرحمن الزريقي و علقها في لوحة الإعلانات ، اتخذ القرار و طبقة اللائحة دون تراجع ، الزريقي طبعا ذلك الموظف الذي كان بجواره خلال وجبة الإفطار ، صعد عندما سمع التوجيه و استلم صورة الإشعار بالخصم من المرتب ، صعد سلالم و درج المؤسسة بخطى سريعة نحو المكتب خلف مديره محاولا استعطافه ، قائلا : يا أستاذ أكلنا قبل قليل عيش و ملح و احنا من بلاد ، و اعتبرها آخر مرة و لن تتكرر  .. فكان الجواب من المدير : يا عبدالرحمن ، خارج العمل نحن أصدقاء و زملاء و أصحاب و أيضا من بلاد .. و لكن نحن الآن في العمل ، في المؤسسة و النظام نظام و القانون قانون ، و العمل عمل ليس له دخل بالصحب و الصداقة و هذا يسري على الجميع  ، و أنت تأخرت عن الدوام و غير منضبط في عملك ، و لهذا لا استطيع أعمل لك شيئا .
هذا هو الأستاذ الراحل عبدالجليل  أحمد محمد الزريقي مدير عام مؤسسة الثورة للصحافة و الطباعة و النشر الأسبق و الذي انتقل إلى حوار ربه يوم السبت الفائت ، و بهاكذا شخصية وطنية و مسؤول يعمل تحت سقف النظام و القانون ، قد أسس نظام و هيبة للعمل و القانون و اللوائح و ليس للمسؤول و القائد ، و كان مثال للمسؤول المثالي و الملتزم بالنظام و القانون و الأخلاق و الإنسانية ..
المرحوم عبدالجليل أحمد محمد قصير القامة 140 سم كان له هيبة المسؤول الإنسان الذي يهابه كل الموظفين ليس لهيبة شخصيته بل لهيبة القانون الذي ينفذه بمسؤولية وطنية خالصة ،و فرض احترامه و محبته على الجميع بدون مرافقين مدججين بالسلاح .
لقد مثل الأستاذ عبدالجليل أحمد محمد ، طوال فترة عمله بمؤسسة الثورة منذ السبعينيات و الثمانينات من القرن الماضي رجل الدولة المسؤول و الحريص على ممتلكات الدولة ، و بناء مؤسسة الثورة للصحافة طوبة ، طوبة ، مع القيادات المتعاقبة على رئاستها ،  شرى أرضية المؤسسة التي عليها مباني المؤسسة و ما تزال بصيرة تلك الأرضية باسمه ، و أشرف عليها حتى أصبحت كما هي عليها اليوم ، مؤسسة صحفية عملاقة و هي الأولى و الرسمية على مستوى الجمهورية اليمنية.
بالأمس الأحد تم تشييع الأستاذ عبدالجليل، معلم و أستاذ المسؤولية الوطنية و الإنسانية إلى مثواه الأخير في ظل غياب كل قيادات مؤسسة الثورة للصحافة المتعاقبة  ، و لم يقدم له شيء نظير كل ذلك العمر الذي أفناه في خدمة المؤسسة و عمالها ، مات و لم يلتفت لأي مساعدة مالية لمواجهة حاله كباقي موظفي الدولة ، لم يستجدي أحدا و لم ينتظر لمستحاقاته .. عاش مسؤولا شريفا نظيفا و مات عزيزا شامخا محبا لكل زملائه و محبيه . رحمك الله يا أستاذ عبدالجليل و اسكنك فسيح جناته مع الأنبياء و الشهداء و الصديقين .. إنه سميعا مجيب .

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

عبد الباري عطوان: اليمن أهان الأمريكي والإسرائيلي

  اليمن الحر /متابعات أكد الكاتب الفلسطيني ورئيس تحرير جريدة (رأي اليوم) عبدالباري عطوان، أن …