السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / أشلاء الأطفال في غزة ستلاحقكم!

أشلاء الأطفال في غزة ستلاحقكم!

اسيا العتروس*
السخاء الامريكي و الغربي عموما لا حد له عندما يتعلق الامر بمنح اسرائيل ما تحتاجه من وسائل الابادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة و دفع من يبقى منهم على قيد الحياة للمغادرة وفق سيناريو النكبة و بعدها النكسة .. مقابل ذلك فان السخاء الامريكي ازاء ضحايا غزة لا يتجاوز مدهم ببعض الخيم لايواء من سيكتب لهم النجاة …
بلينكن وزيرالخارجية الامريكية المستنفر دوما لنجدة كيان الاحتلال ما انفك يدعوالجيش الاسرائيلي بمواصلة اهدافه العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية و تجنب استهداف المدنيين رغم انه اكثر من يدرك ان في كلامه دعوة لمواصلة عمليات القتل دون هوادة ..المفارقة ليست جديدة ولا هي ايضا تدعو للاستغراب و ربما العكس سيكون صحيحا
…واشنطن و معها حلفاءها الغرب هبوا هبة رجل واحد لدعم اسرائيل بكل ما يديهم من سفن حربية و حاملات طائرات و قنابل ذكية و غيرها من وسائل الدمار التي وجدت لها في غزة مخبرا للاسلحة الجديدة ..و هذا الاستنفار يؤكد ان الغرب استشعر فشل و حماقة الجيش الذي كان يعتقد انه لا يقهر في الكيان الذي يصر الغرب على انه الديموقراطية الوحيدة في واحة الشرق المستبد واستشعرايضا فشل خياراته الكارثية في المنطقة و التي لا يمكن لكل مصانع السلاح في العالم مهما كانت قدرتها على استهداف الفلسطينيين يمكن ان تمنح الكيان الاسرائيلي الامان و توفر له القبول و التطبيع الذي يتطلع اليه بين شعوب المنطقة ..
لا مكان يذهبون اليه …من شمال غزة الى جنوبها لاحقتهم صواريخ الاحتلال و القنابل الذكية المستوردة من مصانع الغرب لدمير بيوتهم و مستشفياتهم و تسويها بالتراب على رؤوس أصحابها …و بعد ان تكدس اهالي غزة فيما بقي من جنوب القطاع ..عاد القصف الهمجي لملاحقتهم …شهادات الناجين و قصص الاطفال المروعة و شهادات النساء و كل الاهالي ممن كتب لهم النجاة تروي حجم المأساة غير المسبوقة التي يقف كل العالم شاهدا عليها دون قدرة توازي خرم الابرة على وضع حد للابادة الجماعية المستمرة …
طبعا لم تغب البيانات الامريكية وتصريحات المسؤولين الامريكيين لتبريرجرائم جيش الاحتلال بدعوى أن قواته تحاول قدر الامكان تجنب اصابة المدنيين و انها تحذر الاهالي الفلسطينين مسبقا من التواجد في المناطق المستهدفة و هي الكذبة التي دأب الاحتلال على الترويج لها ووجد لها في المؤسسات الدعائية الامريكية و مؤسسات صنع القرار, التي تتجاهل عمدا ان لا مكان لاهالي غزة يلجأون اليه , كل التأييد …الى هنا لا شيء جديد في العدوان المستمر على غزة التي يتحمل اطفالها و كل من فيها ما لا تقدر الجبال على تحمله …و في كل الحالات فاسرائيل ليست في حاجة لاي تبرير لمواصلة عدوانها الهمجي …لان حلفاءها التقليديين يدركون جيدا أن رفض ممارسات اسرائيل او محاسبتها سيدفعهم الى محاسبة انفسهم قبل ذلك و الاقرار بأنهم من صنعوا و خططوا و نفذوا المحرقة اليهودية على ارض اوروبا و ان المحرقة تبقى عقدة الغرب التي يتهرب من دفع الفاتورة و يحملها للفلسطينيين والعرب ..
حتى هذه المرحلة تواصل اسرائيل مخططاتها بعد ان خبرت ضعف و فشل المجتمع الدولي ووقفت على انهيارالقوانين الدولية و الشرعية الزائفة التي تروج لها …والاكيد أننا سنقف بحلول الذكرى السنوية للاعلان العالمي لحقوق الانسان في العاشر من ديسمبربعد ايام كما وقفنا في الذكرى السنوية للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني على ان اقصى ما يمكن لصناع القرار في العالم تقديمه للفلسطينيين كلمات و رسائل تعاطف لا يمكنها باي حال من الاحوال ان تمنح اطفال غزة المشردين سقفا ياويهم ولا ان تمنح نساء غزة بلسما يداوي جروحهن الغائرة أو مستشفياتها الامان و الدواء الذي يحتاجه المرضى ولا حتى ان تمنحهم الرغيف الذي يسد الرمق و يبعد عنهم شبح الجوع و العطش المتربص بالجميع ..تعيش غزة كل ذلك فيما يتجه خبراء العالم و عباقرةالديبلوماسية الدولية قراءة الصورة العائلية الانيقة لزعماء العالم و هم يتنفاسون على تقديم تصوراتهم حول التحولات المناخية و مخاطرها على الشعوب ..متجاهلين أن الخطر الاكبر يقف متباهيا بينهم مفاخرا بانهار الدم التي تتدفق من غزة الى الضفة كل ذلك و هو يحظى بالتبجيل بينهم فيما يواصل جيشه استهداف المدنيين في غزة بالاسلحة المحرمة دولية و بالصواريخ الحارقة التي تستهدف كل شيء في القطاع ..
وفيما تفاخر اسرائيل بتحكمها في الذكاء الاصطناعي كسلاح يضاف الى ترسانتها القادمة من مختلف مصانع الغرب المدفوع بنفاقه السياسي و دعمه الاعمى لاسوأ و افظع و اخر انواع الاحتلال المتبقي في العالم ..تتحول مهمة العرب الى رصد و اعلان الحصية الجديدة للضحايا و التي لا تتوقف عن الارتفاع ساعة تلو الاخرى ..
أمريكا الكريمة جدا بعد ان منحت اسرائيل قنابل تتجاوز الواحدة منها ألف كلغ لتدمير قطاع غزة وتهجير سكانه.. تبعث بخيم للفلسطنيين لايواء الاطفال المشوهين بعد ان بترت اطرافهم و باتوا يعانون العجز و عدم القدرة على التحرك …كل المساعدات الانسانية القادمة من الغرب لا قيمة لها و لا يمكن ان تخفي عنصرية الانظمة التي يصح القول انها تقتل القتيل و تمشي في جنازته تذرف دموع التماسيح عليه..
*كاتبة تونسية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …