السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / ياللعار والخزي من حكام بعض الانظمة العربية!

ياللعار والخزي من حكام بعض الانظمة العربية!

د.اوس نزار درويش*
انا كشخص قومي عربي عقيدتي الاساسية هي القومية العربية وصلت في هذه الفترة الى حالة من الشعور بالاشمئزاز الشديد والعار الكبير من بعض قادة وملوك الانظمة العربية وخصوصا بعد عملية طوفان الاقصى البطولية المباركة والتي قامت بها المقاومة الفلسطينية في السابع من اكتوبر .
نعم اشعر بالعار وانا ارى شعب غزة يقتل بابشع انواع القتل من اقذر عدو عرفه التاريخ ولانرى اي موقف جدي وحقيقي لوقف هذا العدوان بل حتى عجزت الانظمة العربية المطبعة مع العدو من فتح معبر رفح كاضعف الايمان لادخال المساعدات الانسانية.
اشعر بالعار عندما ارى واشاهد الشعب الفلسطيني في غزة يقتل بطريقة تقطع القلوب وتقطع الحجر وفي الوقت نفسه السعودية التي هي ارض الحرمين تحتفل بمهرجان الرياض للترفيه وكان مايحدث في غزة لايعنيها بتاتا وكان الشعب الفلسطيني من كوكب اخر.
اشعر بالعار عندما اسمع الصهيوني غاريد كوشنر يصرح بان المسؤولين السعوديين اخبروه بانهم مازالوا الى الان متمسكين بخيار التطبيع مع الكيان الصهيوني بالرغم مما جرى في غزة.
اشعر بالعار عندما سمعنا قبل اسبوعين وزيرة التعاون الدولي الاماراتية ريم الهاشمي وهي تدين المقاومة الفلسطينية في اجتماع لمجلس الامن وتصف عمل المقاومة البطولي في السابع من اكتوبر بالعمل البربري وتتباكى في الوقت نفسه على الصهاينة وتدعو المقاومة الفلسطينية الى اطلاق الاسرى الصهاينة بدون شروط .
اشعر بالعار عندما اقرا قبل عشرة ايام مقالا في نيويورك تايمز للدبلوماسي الامريكي المعروف دنيس روس يقول فيه بان بعض الدول العربية تتواصل سرا مع امريكا ومع اسرائيل وتطالبها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية بشكل نهائي لان انتصار هذه المقاومة سيشكل مشكلة كبيرة لهم. وبالمناسبة لم يجر اي تكذيب لكلام دنيس روس.
اشعر بالعار عندما اقرا خبرا قبل ايام من وكالة رويترز نقلا عن احد مسؤولي البنتاغون الذي قال بان دولة الامارات قد اقترحت على الولايات المتحدة الامريكية تشكيل تحالف دولي يضم الامارات لضرب حزب الله في حال قرر حزب الله توسيع المعركة والدخول بشكل فعلي في الحرب وبالمناسبة ايضا هذا الكلام لم يجر تكذيبه ولا الرد عليه من قبل الحكومة الاماراتية وهذا مايؤكد صحته.
اشعر بالعار عندما ارى جامعة الخزي والعار المسماة الجامعة العربية الى الان لم تفعل اي شي فعلي تجاه القتل الوحشي الممنهج في غزة بينما في السابق لعبت دور راس الحربة في تدمير الدول العربية اسوة بما فعلت في ليبيا عندما طلبت من حلف الناتو قصف ليبيا ولعبت دور المحلل في هذه العملية وهذا ماحاولت استنساخه اتجاه بلدي العظيمة سورية عندما ذهب امينها العام السابق نبيل العربي الى مجلس الامن وطلب هناك بتدخل عسكري في سورية بينما في الموضوع الفلسطيني لانسمع اي وجود لهذه الجامعة.
اشعر بالعار الشديد عندما ارى السفارات الصهيونية مازالت تعمل في الدول المطبعة وكان شيئا لم يكن بينما ايام مسلسل التامر على بلدي سورية قاموا باغلاق جميع السفارات السورية.
اشعر بالعار والغيظ الشديد عندما اسمع هذا المجرم الارهابي السفاح العنصري يواف غالانت وزير الحرب الصهيوني عندما يصف اهل غزة بالحيوانات البشرية ولااسمع بالمقابل اي رد عليه ولو بالكلام .
اشعر بالعار عندما اسمع رئيس اركان العدو الصهيوني هرتسي هاليفي وهو يصرح بانه يمكنهم ضرب اي دولة في الشرق الاوسط وان سلاحهم الجوي يمكنه ان يصل الى اي نقطة في الشرق الاوسط وهو بهذا يهدد كل دول المنطقة.
اشعر بالعار عندما ارى هؤلاء المتمشيخيين الذين كانوا يصدرون الفتاوى للجهاد في سورية وفي ليبيا والان نراهم صامتين لاحول لهم ولاقوة لابل البعض منهم قام باصدار الفتاوى في السعودية بتحريم التظاهر دعما لغزة.
اشعر بالعار والغيظ الشديد عندما ارى المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين يدنس من قطعان المستوطنين الصهاينة الانجاس ولاارى في المقابل اي ردة فعل عربية او اسلامية وكان المسجد الاقصى لايعنيهم بتاتا.
اشعر بالعار عندما ارى شعبي الشعب السوري يعيش ازمة اقتصادية خانقة منذ سنوات بفعل العقوبات الامريكية الغربية الجائرة وتمتنع الدول الخليجية عن مساعدة سورية للخروج من ازمتها الاقتصادية مع ان الحرب على سورية تم تمويلها بالاموال الخليجية
اشعر بالعار من بعض الانظمة العربية الانبطاحية التي يقوم امراؤها بشراء اندية كرة قدم في اوروبا في مليارات الدولارات ويشترون لاعبين لاندية بلادهم ويدفعون لهم المبالغ الخيالية وانا اتساءل واقول اليس من الافضل ان تصرف هذه الاموال على الشعوب العربية الفقيرة.
ولكن بالمقابل اشعر بالفخر والاعتزاز بالشعب اليمني هذا الشعب العظيم بجيشه ولجانه الشعبية ممثلة بحركة انصار الله الذين بالرغم من الحالة الصعبة والحصار الذي يعيشون فيه ابوا ان يقفوا مكتوفي الايدي تجاه مايجري في غزة وقاموا بضرب الكثير من الصواريخ البالستية على ايلات والتي اوجعت العدو.
اشعر بالفخر والاعتزاز وانا اشاهد الشعب العراقي العظيم وهو يحتشد عند الحدود الاردنية مطالبا بفتح الحدود للذهاب الى فلسطين للمشاركة في نصرة اخوانهم.
اشعر بالفخر والاعتزاز في الشعب الفلسطيني الحي وفي هذه المقاومة الفلسطينية البطلة في غزة والتي مرغت انف العدو في التراب وفي هذا الشعب الفلسطيني والذي رغم القتل الوحشي الذي يتعرض له مازال متمسك بمبادئه وبالمقاومة.
اشعر بالفخر والاعتزاز في بلدي العظيمة الجمهورية العربية السورية والتي تعرضت لكل ماتعرضت له طوال الثلاثة عشر عاما حتى تتنازل وتطبع مع الكيان ولكنها لم تتخل عن مبادئها قيد انملة فنحن في سورية نقتدي بالمقولة التي قالها يوما الزعيم العربي الكبير القائد المؤسس حافظ الاسد عندما عرضوا عليه التطبيع مع العدو فاجابهم قائلا
خير لي ان اورث شعبي قضية يناضلون من اجلها على ان اورثهم سلاما يخجلون منه.
هؤلاء الذين نفخر بهم ونقتدي بهم وفي النهاية المقاومة هي التي ستنتصر وعملية طوفان الاقصى هذه هي التي سترسم مستقبل المنطقة فمستقبل المنطقة سيتحدد بايادي الابطال المقاومين اما الذين يتامرون على المقاومة ويتعاملون مع الكيان الصهيوني من قادة وملوك وامراء انظمة عربية انبطاحية استسلامية فمصيرهم سيكون مذابل التاريخ.
*كاتب وباحث سياسي وأكاديمي سوري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …