السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / طوفان الاقصى ..قلب الطاولة على الجميع!

طوفان الاقصى ..قلب الطاولة على الجميع!

د. معن علي المقابلة*
بينما كان ترتيب الاقليم امريكياً بحيث يتم دمج الكيان الصهيوني في الإقليم يسير على قدم وساق من خلال التطبيع والاعتراف الكامل بهذا لكيان واداته الرئيسية فيما يعرف بالاتفاقيات الإبراهيمية، بحيث يتم تفعيل اتفاقيات السلام مع الدول العربية، جاء طوفان الاقصى ليوجه ضربة قاصمة لكل هذه الترتيبات، وتعلن ان ترتيب الاقليم لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، وان هناك شعباً مصمماً على بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولم يكن اكثر المتشائمين في الشرق الاوسط وواشنطن في الافق ما يعيق هذه الترتيبات معتقدين ان المنطقة تم تهيئتها لبدء مرحلة جديدة تخدم الولايات المتحدة في صراعها المحتدم مع الصين بحيث تحبط الطريق الاقتصادي الذي دشنته الصين وهو طريق الحرير ليتم الاستعاضة عنه بالممر الاقتصادي بين الهند والشرق الاوسط وأوروبا ليدشن شراكة بين الولايات المتحدة والهند الذي لا غنى عنه في المنافسة مع الصين بحيث يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية جنوب شرق اسيا من خلال توفير طريق بديل لطريق الحرير الصيني، وتراهن واشنطن على تسريع سلاسل توريد البضائع الهندية الى اوروبا، وبذلك تنافس البضائع الصينية وتحد من نفوذ بكين دولياً، كما ان تبني واشنطن لمشروع ممر الهند الدفاع عن نفوذها في الشرق الاوسط، كما يمثل اجراءً مضاداً لروسيا التي اخذت بنقل بضائعها برياً الى الخليج عبر ايران ضمن ممر العبور الدولي بين الشمال والجنوب.
هذا التصور يوضح هذا الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني في عدوانها على غزة من قبل الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية، بحيث قدم الغرب كل انواع الاسلحة المتطورة لإنجاز المهمة وهي التخلص من حركة المقاومة الاسلامية(حماس) وباقي فصائل المقاومة في فلسطين، الى جانب شل هيئة الامم المتحدة لمنع صدور اي قرار يدين هذا العدوان ويوقف اطلاق النار.
أمام هذا السيناريو الخطير تقف ايران واذرعها فيما يسمى بمحور المقاومة او الممانعة في المنطقة موقف المتفرج امام هذا العدوان، وكأن الامر لا يعنيها في موقف عصي على الفهم والتفسير، فإنجاز المهمة بالتخلص من حركة المقاومة في فلسطين سيفتح شهية الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإنجاز المهمة كاملة، بحيث يتم تقليم اظافر ايران من خلال تجريد ميليشياتها حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن من اسلحتها واجبارها على التحول الى احزاب سياسية منزوعة السلاح، واعادة ترتيب الاوضاع في سوريا، قد نفهم ان ايران واذرعها ليست معنية بفلسطين والقدس والذي سمت احد فيالقها بفيلق القدس الا بالقدر الذي يخدم مصالحها فكانت مصلحتها عبور الطريق الى القدس من بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء لتسيطر على قرار هذه العواصم ثم توقف هذا الطريق، ليأتي طوفان الاقصى ليضع الاقليم على صفيح ساخن ويقلب كل الاوراق ويقدم لإيران واذرعها فرصة تاريخية لإجهاض المشروع الصهيوامركي في المنطقة، والذي احد اهدافه احتواء ايران وتفكيك ميليشياتها، الا ان السكوت الايراني المريب من خلال ضبط اذرعها بحيث لا يتعدى المشاغبة وليس الانخراط في المعركة بشكل مباشر، يضع اشارات استفاهم عديدة على هذا الموقف.
طوفان الاقصى قلب الطاولة وازال اللثام على وعن الجميع بأن فلسطين ما هي الا ورقة يستخدمها البعض وفق مصالحه الضيقة، فكان درس لأهل القضية ان ما حك جلدك مثل ظفرك، وهذا في اعتقادي ما ادركته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من خلال هذا الاعداد لهذه المواجهة وهذا الصمود الاسطوري الذي فاجئ الجميع بما فيهم (الحلفاء)، وحتى لا نكون مفرطين في التفاؤل ان هذا الصمود لن يستمر الى ما لا نهاية اذا لم يجد من يساند المقاومة، وبما ان النظام الرسمي العربي قد حزم امره المضي في المشروع الصهيوامريكي فالتعويل الان على الشعوب العربية في ان تجبر هذه الانظمة على التراجع عن مواقفها المتخاذلة في حراك حقيقي يخضع هذه الانظمة لحسابات الربح والخسارة.
*باحث وناشط سياسي أردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …