السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / أخبار / امريكا وإسرائيل مزيج من الإجرام والعنف والسقوط الأخلاقي

امريكا وإسرائيل مزيج من الإجرام والعنف والسقوط الأخلاقي

د. حامد أبو العز*
لم يكن مستغرباً أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، كان من الممكن أن نستغرب ونتعجب لو لم تفعل الولايات المتحدة ذلك، فشركاء الحرب والجريمة لا يتخلون عن بعضهم البعض وهم يقفون في صفٍ واحد ضد الشعب الفلسطيني ويحاولون كذلك تعميق الجراح والمساهمة بشكل أكبر في المذبحة. وعلينا ألا ننسى بأنها المرة 50 التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض لصالح إسرائيل وعليه فلا شيء جديد أبداً في دعم الولايات المتحدة لجرائم إسرائيل والمشاركة فيها.
كيف ننتظر أو نتوقع من الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل وهي الدولة التي ألقت القنابل النووية على رؤوس اليابانيين في الحرب العالمية الثانية وهي إلى يومنا هذا لم تقدم حتى اعتذاراً عما ارتكبته في هذه الجريمة البشعة. أخبروني يا سادة كيف نتوقع منهم ذلك وهم الذين قتلوا الشعب الأفغاني والشعب العراقي للتسلية فقط ورئيسهم السابق ترامب هدد محكمة الجنايات الدولية بعدم فتح أي تحقيق في الجرائم التي ارتكبها جنود الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وإلا سيتعرض القضاة إلى العقوبات.
كما يقول المثل العربي الشهير فإن الطيور على أشكالها تقع ولذلك فقد اعترضوا على مشروع قرار الهدنة. سيسجل التاريخ بأن الولايات المتحدة حالت دون منع المجزرة وبأن 13 دولة في مجلس الأمن صوتت لصالح وقف النار ووقفت الولايات المتحدة كعادتها إلى جانب المجرمين والقتلة.
تدرك الولايات المتحدة تماماً بأن ما يحدث في غزة اليوم تجاوز مرحلة الانتقام من حركة حماس ومن الشعب الفلسطيني، فممارسة أعمال الإبادة الجماعية وتسطيح المباني بشكل كامل على مدار أكثر من شهرين متتاليين لا يشبه أي فضائح أو جرائم حرب ارتكبت بعد الحرب العالمية الثانية، هذا الدمار والقتل والتوحش فاق جميع الحدود المعقولة وهو يكشف عن طبيعة هذا النظام المجرم والقاتل ويكشف عن صورته الحقيقية القائمة على التوحش. ولا يقتصر هذا التوحش على المستوى السياسي والعسكري بل يتجاوزه إلى المستوى الإعلامي حيث تمارس الصحافة والإعلام الإسرائيلي دور المنظر لعميات الإبادة الجماعية.
كل ذلك لم يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير مرة أخرى بالدعم غير المشروط لإسرائيل بل دفعها إلى تسيير خط هوائي لدعمها بالذخيرة العسكرية لقتل المدنيين ودفعها كذلك إلى لي ذراع مجلس الأمن ومنعه من التوصل إلى قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار. قبل يومين من الأن قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، إن الطائرة رقم 200 ضمن الجسر الجوي الأميركي، وصلت إلى إسرائيل وهي محملة بالعتاد والسلاح والمركبات المصفحة الأميركية.
وأضافت الوزارة، أنها استلمت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة والمعدات الأميركية، بما في ذلك: مركبات مدرعة، وأسلحة، ومعدات حماية شخصية، ومعدات طبية، وذخيرة وغيرها. وشددت على أن الجسر الجوي والبحري الأميركي يدعم الخطط الهجومية واستمرار القتال، من أجل ضمان تحقيق أهداف الجيش الإسرائيلي.
وعليه فقد باتت الصورة واضحة للغاية ولا تحتاج إلى أي تفسير بأن الولايات المتحدة شريكة في الجرائم التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني وجميع ما يقال عبر مسؤوليها عن حل للدولتين واحترام حقوق الإنسان وغير ذلك ما هو ترّهات إعلامية وحسب. ولا بد أخيراً من الإشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تعترف بأي حليف لها من غير إسرائيل ولذلك فهي وعلى الرغم من جهود المجموعة العربية وعلى رأسها السعودية، لإقناع مسؤولين أمريكيين بتغير رأيهم حول مشروع قرار مجلس الأمن إلا أن الولايات المتحدة رفضت جميع هذه الجهود وأصّرت على استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية البشعة في القطاع. تماماً كما فعلت من قبل حين مارست الضغوط على بريطانيا لإلغاء زيارة كانت مقررة لولي العهد السعودي. فعلى الرغم من التغييرات الملموسة في السياسة الخارجية السعودية إلا أن الولايات المتحدة ترفض بشكل قاطع تحول السعودية إلى قطب اقتصادي وسياسي عالمي إلا إذا خضعت للشروط الأمريكية الخاصة بالتطبيع وتأييد العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ولذلك لم تنفع نداءات فيصل بن فرحان بوقف إطلاق النار.
ختاماً، يدرك الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الإسلامية حماس بأنّ الولايات المتحدة شريكة رئيسية في الجريمة ضدهم وهم لذلك لم ولن يستغربوا من أي جهود أمريكية لعرقلة المساعي لوقف إطلاق النار. وعلينا أن نفهم وندرك بأنه على الرغم من استخدام حق النقض الفيتو وعرقلة مشروع وقف إطلاق النار إلا أن هذا الاجتماع في مجلس الأمن أظهر عزلة واشنطن وشريكة جرمها إسرائيل على المستوى الدولي وأظهر الانحطاط الأخلاقي لهم للعالم أجمع.

*كاتب وباحث سياسي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …