السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / أخبار / نظرية بن جوريون وجرائم إسرائيل!

نظرية بن جوريون وجرائم إسرائيل!

بقلم /فيصل مكرم*
▪︎استأنفت الحكومةُ الإسرائيليةُ عملياتِها العسكرية وارتكاب مجازر إبادة جديدة في كل قطاع غزة بعد انتهاء الهُدنة الإنسانية التي توصلت إليها الوساطة القطرية والمصرية، وبدأت القوات الإسرائيلية بمُباركة أمريكية في قصف واجتياح جنوب القطاع بريًا وجويًا وبحريًا وبكل أنواع الأسلحة الفتّاكة والمُحرَّمة دوليًا بهدف تضييق الخناق على سكان غزة وإجبارهم على النزوح إلى الأراضي المصرية كخِيار بديل للقتل والدمار بالتزامن مع منع المُساعدات الإنسانية بالعبور إلى القطاع بما فيها الدواء والوَقود والغذاء ليموت الآلاف جوعًا ما لم يتم قتلهم بالقنابل والصواريخ، المشهد في غزة يبدو أكثر بشاعة عما سبق، ونحو سبعين في المئة من الأطفال والنساء من بين الشهداء، ونحو سبعين في المئة من المنازل والمباني والمؤسسات والمشروعات الخدمية المدنية والإنسانية تمّ تدميرها، غير أن ما يندى له الجبين هو السقوط الأخلاقي والإنساني للدول الكُبرى وفي مُقدمتها الولايات المُتحدة والمُجتمع الدولي عمومًا أمام مشاهد القتل والترويع والتدمير الذي يتعرض له سكان غزة، وحتى المواقف العربية والإسلامية وشعوب التضامن الإنساني حول العالم كلها تعجز عن وقف جرائم إسرائيل ودمويتها بحق الشعب الفلسطيني التي تتجلى في أبشع صورها اليوم بما يتعرض له قطاع غزة وأطفاله ونساؤه وأبرياؤه ومُقدراته.
▪︎حكومات إسرائيل المُتعاقبة تتمسك بنهجها الدموي واللا أخلاقي واللا إنساني مع الشعب الفلسطيني، وكل تلك الحكومات تعتقد بمقولة المؤسس الصهيوني بن جوريون بأن «إسرائيل يجب أن تنتصرَ في كل حروبها مع العرب لأن هزيمة واحدة إن حدثت ستُعلن نهايتها»، وبالتالي تعمل الحكومات الإسرائيلية مع الولايات المُتحدة وحلفائها الغربيين على إضعاف دول المُحيط الإقليمي والعربي لإسرائيل وجعلها مناطق أزمات وصراعات لا تنتهي وبما يضمن للاحتلال الإسرائيلي التفوق العسكري والأمني والاقتصادي، والتغاضي عن بَرنامجها النووي وامتلاكها هذا السلاح كجزء من استراتيجية الردع، وهو ما دفع بوزير صهيوني إلى التهديد بضرب قطاع غزة بقنبلة نووية كخِيار مطروح أمام حكومة الحرب الإسرائيلية بعد هزيمة السابع من أكتوبر ليفضح امتلاكها السلاح النووي ويفضح سياسة الكيل بمكيالين لواشنطن والغرب، وعدم اكتراثهما بحجم المصالح الاستراتيجية مع دول الشرق الأوسط في مُقابل أن تبقى إسرائيل القوة العسكرية والاقتصادية والأمنية التي تجعل منها بُعبعًا لا يمكن القضاء عليه أو هزيمته.
▪︎وفي هذا السياق فإن كل ما نراه من وحشية إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني المُقاوم للاحتلال والتي تأتي ضمن نهج صهيوني بدعم أمريكي وأوروبي لا يقل وحشية عما ارتكبته النازية، وبعد أن استأنفت حكومة الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة بعد أيام من هُدنة تبادل الأسرى بات العالم شاهدًا وعلى يقين كامل بأن الصهيونية شرٌ لا بد من كبح جماحه وإخضاعه لنواميس الحياة البشرية ومبادئ القانون الدولي وبما يحفظ لواشنطن والمُجتمع الدولي والإنساني ماء الوجه أمام ما يجري في غزة من حرب إبادة تتجاوز كل المحاذير وحتى التوقعات الغربية، ومع ذلك فقد أسهم الصمود الأسطوري والتضحيات المهولة للشعب الفلسطيني بغزة في إفشال مخططات الاحتلال الرامية إلى تهجيره عن أرضه وخلق حَراك دولي قد يؤدّي إلى إحداث تحوّلات مُهمة وإيجابية ليس على خريطة الدول والشعوب المؤيدة والمُتعاطفة مع الشعب الفلسطيني وإنما على الصعيد الأوروبي وتزايد الأصوات من داخل الاتحاد المؤيدة لوقف إطلاق النار المُستدام في غزة ووقف سياسة التهجير والاستيطان وربط أمن إسرائيل وبقائها بأمن الشعب الفلسطيني وإقامة دولته كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وإن غدًا لناظره قريب!

*fmukaram@gmail.com

@fmukaram

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …