السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / رسالة إلى الوالي .. كذابين الزفة( 1) شهداء بلا قانون وأسر بدون رعاية ..

رسالة إلى الوالي .. كذابين الزفة( 1) شهداء بلا قانون وأسر بدون رعاية ..

حسن الوريث

ملأوا الدنيا ضجيجا هنا وهناك عن الشهداء وأهمية رعاية أسرهم شاهدنا مئات الفعاليات في ما اسموها الذكرى السنوية للشهيد وتابعنا كيف أن كل واحد يستعرض عضلاته بكلام معسول ومنمق يتم اختياره بعناية فائقة زيادة في الظهور والحرص على أسر الشهداء لكن كل ذلك مجرد كلام في كلام دون أن يكون له في الواقع اي وجود أو أثر وفي نهاية الأمر وكل ذلك الضجيج ينتهي بسلة غذائية يتيمة ومبلغ بسيط لا يسمن ولا يعني من جوع ومساعدة تستقطع منها ضريبة وحق أمين الصندوق وكل يعود إلى وضعه .. أسر الشهداء إلى معاناتهم والمسئولين إلى مكاتبهم بعد أن كذبوا على المساكين.
سيدي الوالي..
قبل سنوات سمعنا رئيس الحكومة يوجه باعتماد قطعتي ارض لكل أسرة شهيد وقبلها صرف مرتبات لهم وقبلها حديث عن اهتمام ودعم ورعاية لأسر الشهداء وبعدها البحث عن إصدار قانون لرعاية أسر الشهداء وكل ذلك وعود في وعود “ومواعيد عرقوب” وأسر الشهداء مازالوا يعانون أشد المعاناة اغلبهم يتعذبون في بيوت الايجار ومن تعسف المؤجرين ومهددين بالطرد وبعضهم لا يمتلك قوت يوم لاسرته وأسر  شهداء تبحث عن مرتب مقطوع ومؤسسة هاربة في غيابات الجب والكل يكذب عليهم بوعود وهمية ورعاية لا تصل .
سيدي الوالي..
مؤسسة الشهداء وحكومة الإنقاذ وجهان لعملة إهمال أسر الشهداء ولا احد يدري أين الخلل؟ كل جهة تدعي أنها حريصة على أسر الشهداء  وكلاهما غائب عن المشهد وكل جهة تصرف كلام في الهواء فلا الحكومة صدقت في وعودها ولا المؤسسة قامت بواجبها وأسر الشهداء يعانون بين هذا وذاك .. أسر الشهداء  لايجد الكثير منهم قوت يومهم فيما هناك الكثير من المنتفعين يصرفون الملايين ببذخ في المطاعم وأسواق القات والمولات والمحلات التجارية وهم من المحسوبين كمشرفين ومسئولين في الدولة والحكومة .. الكثير من أسر الشهداء يطردون من منازل الإيجار ويتعرضون للإهانات من المؤجرين وحتى أقسام الشرطة تقوم ضدهم مع المؤجر فيما البعض من المشرفين والمسئولين يشترون المنازل والفلل والأراضي بعشرات ومئات الملايين
والكثير من أسر الشهداء  لايجدون حتى ثمن المواصلات بينما البعض من المشرفين والمسئولين يتنقلون بأحدث أنواع السيارات وافخمها ويستفزون مشاعر الناس بالتفاحيط والمرافقين المدججين بالأسلحة لاخافة الناس واهانتهم.. والكثير من أسر الشهداء  لا يستطيعون مواصلة تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات الحكومية فيما البعض من المشرفين والمسئولين يتعلم أبناءهم في أرقى المدارس والجامعات .. الكثير من أسر  الشهداء  يعيشون البؤس في أسوأ صوره ينتظرون سلة غذائية كل ثلاثة أشهر ونصف راتب ضئيل كل ستة أشهر بينما بعض المشرفين والمسؤولين تمتلئ بيوتهم بالمواد الغذائية ودخلهم بالملايين .
سيدي الوالي..
هل سنرى تغييرا في أوضاع أسر الشهداء ونرى تلك الوعود تتحقق أم أن العام القادم سيأتي كما ذهب هذا العام وأسر الشهداء يعانون من الاهمال ؟ وهل ستقوم مؤسسة الشهداء بدورها في رعاية أسر الشهداء والاهتمام بهم انطلاقا من دورها المفترض أم أنها ستظل عمياء صماء بكماء بعيدة كل البعد عن معاناتهم ؟ وتساؤلات كثيرة يطرحها علينا الكثير من أسر الشهداء الذين يتعرضون للاهانات والطرد من البيوت من قبل المؤجرين ويتعرضون للاهانات المتكررة من منظمات توزيع السلال الغذائية ومن مؤسسة الشهداء الغائبة التي لا يدري أحد ماهي مهمتها واين هي وما الذي تعمله ؟ وهل يمكن انتظام صرف مرتبات الشهداء شهريا؟وهل يمكن أن نرى مشروع سكني عملاق لأسر الشهداء لتجنيبهم ويلات المؤجرين ؟ وهل يمكن أن نرى مشاريع اقتصادية وتجارية وصناعية يعود ريعها لأسر الشهداء وهل وهل وهل ستقوم الدولة والحكومة بواجبها تجاههم أم أن الأمر سيبقى مجرد وعود في وعود و احتفالات في احتفالات ويبقى الشهداء بلا قانون وأسرهم بلا رعاية؟. أسر الشهداء سيدي الوالي بحاجة إلى مؤسسة قوية تعنى وتهتم بهم بشكل صحيح وليس هذه المؤسسة الفاشلة وادارتها الضعيفة التي جعلت اسر الشهداء مجرد متسولين يهانون ويذلون في كل حين وفي كل وقت ويعانون ويقاسون..
والسؤال هو .. من هم كذابين الزفة؟.. هل هم مسئولي مؤسسة الشهداء الذين لم يقوموا بواجبهم تجاه أسر الشهداء ام مسئولي الحكومة الذين يكذبون على أسر الشهداء؟ .. موضوعنا القادم من سلسلة كذابين الزفة سيكون بعنوان.. بلطجي بدولة ورئيس خارج الخدمة ..

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …