اليمن الحر الاخباري/ متابعات
أثار فشل جيش العدو الإسرائيلي في الانتصار على الفصائل الفلسطينية في غزة، الشكوك حول القدرات العسكرية المزعومة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، خاصة أن الحرب اقتربت من اكمال شهرها الـ3 دون تحقيق أي من أهدافها.
وأصبح العجز العسكري لأمريكا كما يقول متابعون واضحا عندما فشل جيشها في التصدي لهجمات القوات المسلحة اليمنية، التي تستهدف أي سفن لها علاقة بـ”إسرائيل” في جنوب البحر الأحمر.
ويصنف الجيش الأمريكي في المرتبة الأولى عالميا ويمتلك أضخم ميزانية دفاع في العالم، ورغم ذلك لم يتحمل التكلفة الباهظة للتصدي لعمليات القوات المسلحة اليمنية منفردة، ما دفع واشنطن لتشكيل تحالف بحري يضم 10 دول من حلفائها بدعوى “حفظ الأمن في البحر الأحمر وخليج عدن”.
وفيما يلي حجم الإنفاق الدفاعي لكل دولة من الدول الأعضاء في التحالف، الذي يحمل اسم “حارس الازدهار”:
الولايات المتحدة الأمريكية: 761 مليار دولار.
بريطانيا: 50 مليار دولار.
فرنسا: 46 مليار دولار.
إيطاليا: 37 مليار دولار.
كندا: 36 مليار دولار.
هولندا: 16 مليار دولار.
إسبانيا: 15 مليار دولار.
النرويج: 7 مليارات دولار.
البحرين: 1.5 مليار دولار.
سيشيل: لا تتوفر بيانات.
وتناول تقرير نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، قبل أيام، الأزمة التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب استخدام أسلحة باهظة الثمن للتصدي لأسلحة القوات اليمنية ، الزهيدة الثمن، مشيرة إلى أن الطائرة المسيرة اليمنية والتي لا تُكلف أكثر من ألفي دولار تحتاج لصاروخ تكلفته مليوني دولار لاعتراضها.
وبحسب التقرير، فإن الفارق الكبير في التكلفة أصبح أزمة كبرى تقود لفشل الاستراتيجيات العسكرية التي تعتمد عليها أمريكا وحلفائها، الذين يمتلكون أضخم ميزانيات الدفاع في العالم.
ويقدر إجمالي حجم الإنفاق الدفاعي للدول الـ10 المشاركة في ما تحالف ما يسمى “حارس الازدهار”، الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليمن بنحو 970 مليار دولار.
في سياق متصل شككت وسائل إعلام أمريكية في جدوى الاعتماد على استراتيجية الغرب العسكرية في الحروب الحديثة، مشيرة إلى أنه بإمكان مجموعات مسلحة أن تقوض قوة الجيوش الغربية وفي مقدمتها الجيش الأمريكي، بثمن زهيد.
وتناول تقرير نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية في الـ26 من الشهر الجاري، عدة نماذج للحروب التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، ويمثل الغرب طرفا فيها سواء بقوة مباشرة أو بما يقدمه من أسلحة للطرف الموالي
في جنوب البحر الأحمر، نموذج لفشل الاستراتيجية العسكرية الغربية التي تعتمد على امتلاك تقنيات عسكرية فائقة التطور لتحقيق نصر عسكري حاسم.
تقول المجلة إن استخدام القوات المسلحة اليمنية صواريخ وطائرات مسيرة رخيصة التكلفة لاستهداف السفن التجارية المتجهة إلى “إسرائيل”، ضمن ما أعلنت عنه لدعم الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل، يعد نموذجا آخر لفشل الجيوش الغربية وفي مقدمتها الجيش الأمريكي.
وأشارت تقارير إلى أن تكلفة الطائرة المسيرة الواحدة التي تستخدمها اليمن ضد السفن المستهدفة في البحر الأحمر لا تزيد تكلفتها عن ألفي دولار، بينما تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية صواريخ دفاع جوي تصل تكلفة الواحد منها إلى مليوني دولار.
وتمكنت القوات المسلحة اليمنية باستراتيجيتها منخفضة التكلفة أن تقوض قدرة الجيش الأمريكي والجيوش الغربية المتحالفة معها على التصدي لعملية استهداف السفن المتجهة إلى “إسرائيل” من باب المندب والبحر الأحمر
وتقول المجلة إن الأمر ببساطة يرتبط بالتكلفة، فبينما تدعو بعض الأصوات إلى قصف مصادر إطلاق المسيرات والصواريخ في المناطق اليمنية فإن هناك تساؤل مهم وهو: “ما هي الأهداف التي يمكن قصفها؟”.
وتتابع: “تعتمد القوات اليمنية على استخدام منصات خفيفة ورخيصة ويمكن نقلها من مكان إلى آخر كما يمكن تشغيلها عن بعد، وهو ما يعني أن قصف تلك المنصات ستكون تكلفته باهظة دون تحقيق أي نتائج تذكر”.
وخلاصة ما سبق، أن ما يحدث في غزة وجنوب البحر الأحمر، هو مواجهة مصيرية بين استراتيجية الغرب و”إسرائيل” العسكرية التي تعتمد على امتلاك أسلحة متطورة باهظة الثمن لتحقيق نصر عسكري سريع، وبين استراتيجية الجيش اليمني”، الذي يعتمد على استنزاف العدو عسكريا واقتصاديا بأسلحة رخيصة يتم تصنيعها محليا.