إبراهيم بن يحيى
إذا كانت الولايات المتحدة الامريكية تُدعى “دولة عظمى” بتفوقها العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والعسكري؛ فإن رئيسها جو بايدن، قد تفوق على أسلافه وحماقات رؤساء اميركا بارتكابه حماقة عظمى، جاهرت بطغيان امبراطورية اميركا وتبعا بدنو زوالها، وفقا للسنن الالهية، وتجلياتها في تاريخ الامم والدول والامبراطوريات.
انقاد بايدن لاملاءات اللوبي الصهيوني، المهيمن على قرار امبراطورية اميركا منذ نشأتها بما فيه تنصيب رؤسائها، وانساق إلى نسف لافتات “الحضارة والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان” الخ اقنعة “الحضارة الامريكية” ليورط الولايات المتحدة الامريكية وشعبها في ورطة عظمى تنذر بانهيار محتوم لاميركا وانحسار محسوم.
ولج بايدن منحدر الحمق المحموم من بوابة العدوان الصهيوني الغاشم وحصاره الظالم على الفلسطينيين. لم يكتف جو بايدن بمباركته العدوان وزيارته الكيان الصهيوني ودعم جرائم حربه البشعة سياسيا واعلاميا وماليا وعسكريا، بل تجاوزه الى منع اي تحرك دولي لايقاف العدوان بالفيتو الامريكي، وقمع أي تحرك عربي واسلامي.
لم تعتد امبراطورية اميركا أن يعارضها احد، فأنكرت على اليمن الحر، قيادة وحكومة وشعبا، ثبات موقفه الإيماني والأخلاقي والإنساني في نصرة فلسطين وشعبها المظلوم، بمواجهة جرائم الابادة الصهيونية، عبر تظاهراته الحاشدة وتبرعاته الداعمة، وتحركاته المساندة لمقاومته: سياسيا وإعلاميا وشعبيا وعسكريا بالكلمة والمال والسلاح.
استنفر اللوبي الصهيوني نفوذه لتنشر اميركا حاملات طائراتها وسفنها في البحر المتوسط ثم البحر الاحمر لصد صواريخ اليمن المجنحة والبالستية وطائراته المُسيَّرة باتجاه مواقع الكيان الصهيوني في فلسطين، واعتراض منع البحرية اليمنية عبور سفن الكيان والمرتبطة به والمتجهة إليه، عبر بحر العرب وخليج عدن وباب الـمندب والبحر الأحمر.
أربكت عمليات البحرية اليمنية الكيان الصهيوني فأعلن أنه في “حالة حصار”، وتفاقمت حمى اللوبي الصهيوني إلى دفع امريكا وبريطانيا لشن غارات جوية على اليمن. صحيح أن هذه الغارات قصفت المقصوف سابقا من امريكا وبريطانيا، إنما بطيران تحالف العدوان السعودي الاماراتي. لكنها ورطت الولايات المتحدة الامريكية، ورطة عظمى.
تكمن ورطة امريكا في حال بدأت الحرب المباشرة في أنها “ستكون بمواجهة الشعب اليمني بأكمله وليس فئات محددة” كما أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، محذرا الشعب الامريكي، من عواقب اللوبي الصهيوني بقوله: “وليعرف الأمريكيون أن صهاينة أمريكا يسعون لتوريطها فيما ليس في مصلحتها بل خدمة لإسرائيل”.
وتتأكد ورطة امريكا، باستجابة من تسميهم “شركاء” لتحذير السيد لها من “التورط مع امريكا” وأنه “يهدد مصالحها”، واعتذار وتحفظ دول عدة على المشاركة في التحالف العسكري الامريكي الذي سمته “حارس الرخاء” لتأمين مرور سفن الكيان، كإسبانيا وفرنسا والسعودية والامارات ودول الخليج عدا البحرين، ومصر والاردن، ..الخ.
على ان الرئيس الامريكي جو بايدين بالإقدام على هذه الحماقة العظمى أذن لتعريض مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية للزوال. ذلك ان الرد حسب ما اعلنه السيد عبدالملك الحوثي: “أي استهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه هو، وسنجعل البوارج والمصالح والملاحة الأمريكية هدفا لصواريخنا وطائراتنا المسيرة وعملياتنا العسكرية”.
هذا يعني ان امريكا بحماقة شنها حربا مباشرة على اليمن الحر وبجانب تسببها بشل الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن والبحر الاحمر، وب “توسيع دائرة الصراع” الذي ظلت تعلن تجنبه؛ ستعرض جميع مصالحها الاقتصادية وشركاتها وقواعدها العسكرية في المنطقة، علاوة على سفن امداداتها بنفط دول الخليج وسفنها الحربية، للاستهداف المباشر.
وبهذا يكون جو بايدن قد أدى مهمة “غورباتشوف” في تفكيك الاتحاد السوفيتي، ودق أول مسمار في نعش امبراطورية اميركا. فالانهيار الاقتصادي محتوم والاستنزاف العسكري محسوم، باعتراف قيادات الجيش الامريكي وإقرارهم بحجم الكلفة الباهظة جدا لخوض امريكا حربا مباشرة خارج حدودها. وتحديدا في فيتنام ثم افغانستان ثم العراق وسوريا.
يبقى الاستثناء لهذه النتيجة المؤكدة، تدخل العقلاء في مؤسسات القرار الامريكي لمنع الكارثة والورطة العظمى لامريكا. فقد جربت الادارة الامريكية شن حرب على اليمن طوال ٨ سنوات عبر وكلائها في المنطقة وفشلت في كسر ارادة اليمن وتحرير ارادته وقراره وسيادته، وستفشل في حماية الكيان الصهيوني وسفنه من الاستهداف اليمني.
وكما قال السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن الحل ليس بحشد الى باب المندب وعسكرة البحر الاحمر، والتورط في اليمن بل في ايقاف العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية وجرائم الحرب والابادة الجماعية للفلسطينيين، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة. عدا هذا “لا أحب إلينا من ان تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الامريكي والاسرائيلي وليس عبر عملائه”.