اليمن الحر الأخباري لسان حال حزب اليمن الحر ورابطه ابناء اليمن الحر
مقالات مشابهة
اليمن الحر الاخباري/متابعات
بإصرار لا يُصدق؛ ومكابرة فرعونية تواصل امريكا وبريطانيا عبثهما بكل القيم واستخفافهما بكل العقول حين تدعيان انهما تحميان فقط الملاحة الدولية في البحر الاحمر وتجارة العالم المعرضة لخطر ماحق، كأنهما وكيلتان للعالم في بحار الله وتمتلكان من النخوة ما يدفعهما للتضحية بنفسيهما ومصالحهما من اجل حماية هذا العالم المظلوم.. وهما اكثر من يعلم ان هذه الملاحة محظورة فقط على سفاح صهيوني ومصاص دماء يرتكب جرائم ابادة جماعية على مرأى ومسمع العالم، ويتجاهل نداءات شعوب العالم كله وقرارات المجتمع الدولي وحتى محكمة العدل الدولية!
نتحدث عن قرابة 40 الف فلسطيني استشهدوا منذ السابع من اكتوبر الماضي- اي خلال ثلاثة اشهر فقط، دون ان تهتز نخوة الامريكان والبريطان وشهامتهما التي لم تظهر الا في البحر الاحمر وملاحته الدولية، ولا تظهر الا في خدمة اللوبي الصهيوني المتوحش!
تضرب امريكا وبريطانيا في اليمن لأنه يحاول ان يخفف اوجاع غزة ويطالب فقط بوقف الابادة الصهيونية وادخال المساعدات للجوعى والمشردين؛ فيما تقول امريكا انها لا تريد ان تتوسع الحرب، ثم هاهي توسعها بنفسها وتضرب اليوم في سوريا والعراق واليمن بشكل متزامن- وغدا لا نعلم من ستضرب، وتتوعد بضربات اشد وأنكى، وماتزال تقول انها لا تريد ان تتوسع الحرب!
كأنما لأمريكا وحدها فقط كل الحق في ضرب وتأديب من يطالب بخروج الاحتلال الامريكي من المنطقة او يؤدب الصهاينة القتلة، بينما تمنع هذا الحق عمن يرد على ضرباتها.. وتقول بلسان فصيح: نحن فقط من يحق لنا ان نقتلكم، وانتم ماعليكم سوى الصمت والتفرج على قتلاكم وقبول التعدي على سيادة بلدانكم بنفس راضية!
يا لصفاقة هذه الامريكا كيف تتجبر وتتأله على البشر وتقول انا ربكم الأعلى، والكل عبيد لها مسخرون لطاعتها وخدمة مصالحها وحماية حلفائها، بوقاحة سافرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا حتى في ازمنة النمرود والفراعنة والتتار!
تنسى امريكا تماما- كالمسطول الفاقد للوعي- انها تورط نفسها في المواجهة مع منطقة استراتيجية وحيوية بالنسبة لها كالوطن العربي، لا لشيء إلا خدمة للوبي الصهيوني، وتتجاهل ان استمرارها في هذا التغول سيغرقها في مستنقع آسن لا مناص منه ولا سبيل الى الخروج منه الا بوقف حرب الابادة الصهيونية باعتبارها اقصر السبل لإنهاء ازمة البحر الاحمر ووقف استهداف البوارج الامريكية والبريطانية، بدليل ان كل ضرباتها على اليمن واستعراضاتها للعضلات فشلت في وقف ضربات البحرية اليمنية الشجاعة التي طالت السفن والبوارج الحربية والسفن المحسوبة عليهما.. فمئات الصواريخ والطائرات المسيرة ماتزال تضرب وتحرق بلا تراجع حتى اللحظة رغم الانتقام الانجلوامريكي، منها سفن يتم جرها للسواحل اليمنية واخرى تعود محترقة، ومن يوم لآخر تتطور الضربات اليمنية وتستطيل مدياتها واضرارها دون اي تراجع، وبعد ان كانت الاستهدافات حصراً على السفن الاسرائيلية او المرتبطة باسرائيل اصبحت سفن امريكا وبريطانيا هي المستهدفة الاكبر، بسبب تطفلهما وتدخلهما لحماية مصالح اللوبي الصهيوني.. ليتكشف للعيان ان سفن امريكا وبريطانيا تمد اسرائيل بالزاد والعتاد، وتخشيان من استهدافها وانكشاف حمولاتها واغراقها او انفجارها في عرض البحر، وتريدان ان تصل حمولاتها الى اسرائيل بأمان. لهذا تحاول امريكا بالذات ان تزيح من طريق اسرائيل اية قوة تهدد مصالحها في البحر الاحمر.
هذه هي امريكا وهذا ديدنها، وهذا هو وجهها الحقيقي القبيح، اما ظاهريا فتدعي انها متعاطفة مع ضحايا الابادة في غزة وتسعى لدعم حل الدولتين زورا وبهتانا.. ولا سبيل الى الخلاص من عنترياتها وتحكمها المشين بمصائر بلدان المنطقة الا بالتوحد حول فكرة المقاومة بلا اي تردد، باعتبارها السبيل الوحيد لكسر القدم الاستعمارية الجديدة وقلعها من المنطقة، واستعادة السيادة العربية والاسلامية، تمهيدا لتحرير فلسطين من ابشع احتلال عرفه التاريخ، ومن كيان شيطاني لم يكتسب كل هذه القوة والعجرفة إلا بسبب الدعم الانجلوامريكي!
..
