اليمن الحر الاخباري/متابعات
دارت معارك عنيفة بين جيش الإحتلال الاسرائيلي ومجاهدي المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الاثنين، خصوصاً في رفح، رغم تحذيرات المجتمع الدولي من أنّ شنّ هجوم كبير على المدينة المكتظة بالنازحين سيخلف “فوضى” في القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدّد بالمجاعة.
وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية وشهود عن حدوث اشتباكات عنيفة بين جنود صهاينة ومجاهدي حماس في مناطق مختلفة من القطاع، في وقت تستعدّ إسرائيل للاحتفال بالذكرى الـ76 لقيامها بعد سبعة أشهر من اندلاع حرب أحيَت لدى العديد من الفلسطينيين ذكرى مرارة نكبة العام 1948.
وبعد أقل من أسبوع على توغّل جيش الإحتلال في أنحاء من مدينة رفح الواقعة في الجنوب على الحدود مع مصر ويتجمّع فيها 1,4 مليون فلسطيني،
ومنذ اندلاع الحرب على غزة منذ أكثر من 7 أشهر، تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتل أبيب دعما مطلقا على المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية.
يأتي ذلك بينما أفادت وسائل اعلام، بأن الآليات الإسرائيلية وسعت توغلها في رفح لتتجاوز شارع صلاح الدين باتجاه الغرب نحو حيي الجنينة والسلام، بالتزامن مع تكثيف غاراتها المدفعية والجوية على المدينة التي شهدت خلال أسبوع تهجير نحو 350 ألفا.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول أكثر من 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
وفي الأيام الأخيرة، احتدم القتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في شمال القطاع. وبعد أشهر قليلة من الإعلان عن تفكيك قيادة حماس في تلك المناطق، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّ الحركة “تحاول إعادة بناء قدراتها العسكرية” هناك.
في رفح، أفاد مراسلون اعلاميون عن عمليات قصف بمشاركة المروحيات على أحياء في شرق المدينة طلب الجيش مطلع الأسبوع الماضي سكانها إلى إخلائها.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في رفح وسيطرت على المعبر الحدودي مع مصر اعتباراً من الثلاثاء الماضي.
في هذه الأثناء، استمرت حركة النزوح كثيفة من رفح سيراً أو بمركبات وعلى متن دراجات أو عربات تجرّها الدواب، لا يعرفون إلى أي يذهبون بعد أن استحالت معظم مناطق القطاع ركاماً جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.
وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس “السلطات الإسرائيلية تواصل إصدار أوامر التهجير القسري … هذا يجبر سكان رفح على الفرار إلى أي مكان… الحديث عن مناطق آمنة كاذب ومضلل. لا يوجد مكان آمن في غزة”.
وتزامن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مع تعثّر الجولة الأخيرة من المباحثات بوساطة واشنطن والدوحة والقاهرة، بهدف إرساء هدنة تشمل إطلاق رهائن إسرائيليين لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيل.
وكانت الحركة أعلنت أنها وافقت على مقترح من الوسطاء بشأن الهدنة، لكن إسرائيل رأت أنه “بعيد كل البعد عن مطالبها”.
واعتبرت حماس الأحد أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي رهن بها وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن تشكّل “تراجعاً” عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، متهّمة نتانياهو بـ”الانقلاب” على مسار المباحثات.
كما أعلنت مصر التي حذّرت مراراً من مهاجمة رفح أنّها تعتزم الانضمام إلى جنوب إفريقيا في الدعوى أمام محكمة العدل الدولية للنظر في ارتكاب إسرائيل جرائم “إبادة” في قطاع غزة، “في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين”.
وحذّرت وزارة الصحة الإثنين من انهيار المنظومة الصحية في ظلّ تقييد إسرائيل دخول المساعدات. وقالت في بيان مقتضب “ساعات قليلة تفصلنا عن انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة نتيجة عدم إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات وسيارات الإسعاف ونقل الموظفين”.
على جبهة أخرى، أعلن حزب الله اللبناني الإثنين استهداف دبابة داخل موقع عسكري في شمال إسرائيل، ما أسفر عن إصابة أربعة جنود بجروح، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، على وقع تواصل التصعيد الحدودي بين الطرفين.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل 272 عسكرياً في الحملة البرية على غزة، منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر.
أطلقت صفارات الإنذار في إسرائيل قبل ظهر الإثنين إحياء لذكرى جنودها القتلى وضحايا الهجمات عشية ذكرى قيامها.
وحضر الرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ ورئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي المراسم التقليدية عند حائط المبكى (البراق)، أقدس موقع يُسمح لليهود بالصلاة فيه، في البلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حزيران/يونيو 1967 ثم ضمتها.
وتنظم ليل الاثنين الثلاثاء احتفالات لمناسبة إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 أيار/مايو 1948.
وسيكون ذلك عشية إحياء الفلسطينيين في 15 أيار/مايو، ذكرى نكبة 1948 والتهجير القسري الذي طال مئات الآلاف منهم. وأعادت الحرب الراهنة الى ذاكرة لاجئين فلسطينيين مسنّين مرارة العنف والتهجير الذي خبروه قبل سبعة عقود.
ورأى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أواخر نيسان/أبريل، أنّ أيّ تهجير جديد لسكان غزة إلى “خارج فلسطين… يعني نكبة جديدة”، محذّراً من أن الهجوم على رفح سيكون “أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني”.
وأظهرت معطيات الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إصابة 19 من جنوده، بينهم 14 في معارك برية بقطاع غزة، خلال الساعات ال 24 الماضية.
ووفق المعطيات المعلنة على موقعه الإلكتروني، بلغ عدد الجنود الجرحى 3 آلاف و434 منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وسبق أن أفاد الجيش، الأحد، بأن عدد جنوده الجرحى وصل إلى 3 آلاف و415. ويعني ذلك إصابة 19 جنديا خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأفاد الجيش بارتفاع عدد الجرحى بالمعارك البرية منذ 27 أكتوبر الماضي من ألف و660 إلى ألف و674، مما يعني إصابة 14 جنديا من الـ19 في هذه المعارك.
ومنذ الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 5 من جنوده في مواجهات مع “حزب الله” بالقرب من الحدود اللبنانية.
وبالنسبة لقتلى الجيش الإسرائيلي، بلغ عددهم 620 جنديا وضابطا، بينهم 272 في المعارك البرية بغزة.
وتواجه السلطات الإسرائيلية اتهامات محلية بالتستر على حصيلة أكثر بكثير من القتلى والجرحى بين صفوف الجيش.
والأحد، أفادت وزارة الحرب الإسرائيلية بمقتل 716 من عناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية منذ بداية الحرب، هم 642 من الجيش، و68 من الشرطة، و6 من جهاز الأمن العام (الشاباك).
ولم يوضح الجيش ولا وزارة الدفاع سبب التضارب بين رقمي العسكريين القتلى وهما 642 و620.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 113 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.