اليمن الحر الاخباري/متابعات
استبعد الجنرال احتياط بالجيش الإسرائيلي إسحق بريك، الانتصار على حركة حماس في قطاع غزة، داعيا تل أبيب إلى الاعتراف بالهزيمة.
وقال بريك في مقال نشره بصحيفة “هآرتس” العبرية، الثلاثاء: “نواصل القتال في غزة، ونهاجم الأراضي التي قمنا باحتلالها مراراً وتكراراً. غارات لا هدف لها وندفع ثمناً من الدماء”.
وأضاف: “ينجح الجيش الإسرائيلي في تدمير المباني، لكنه لم يتمكن من إيقاف حماس التي لا تزال باقية بمدينة الأنفاق، وقد عادت إلى حجمها قبل الحرب مع شبان حلّوا محل القتلى”.
وتابع: “لا يمكن لدولة إسرائيل أن تنجح في تحقيق ولو هدفا واحدا من أهدافها، لأنها لا تملك القوة البشرية اللازمة”.
وسبق أن حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 3 أهداف لحربه على غزة: القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وتحقيق الأمن المطلق لتل أبيب، إلا أن الجيش لم يحقق أيا منها رغم دخول الحرب شهرها العاشر.
وأشار بريك إلى أن “إسرائيل لن تهزم حماس، وقد حان الوقت للاعتراف بأننا خسرنا لأن استمرار القتال لن يحقق النصر، بل على العكس من ذلك، فإن هزيمة إسرائيل ستكون أكثر إيلاماً”.
وأضاف: “إذا لم يكن لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على هزيمة حماس، فمن المؤكد أنه لن يتمكن من هزيمة حزب الله المسلح بـ 150 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار”.
وبشأن مفاوضات الهدنة في غزة، قال بريك: “إذا قام نتنياهو بتأخير التوصل إلى اتفاق مع حماس مرة أخرى، فسوف نفقد الرهائن إلى الأبد ونصبح على شفا حرب إقليمية من شأنها أن تلحق خسائر فادحة ودماراً كبيراً”.
وحذر من أن ذلك “سيكون كما لو أن قنبلة نووية تسقط علينا دون تداعيات إشعاعية”.
وتتهم تل أبيب بالتكتم على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها بقطاع غزة، بينما قال مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة إن الجيش يدفع “أثمانا باهظة” ويخوض “قتالا شرسا” مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية.
واعتبر بريك أن “استمرار القتال في غزة والذي يعني استمرار القتال في الشمال (مع لبنان) لا يقدم أي حل، بل إن ذلك يأتي بتكلفة متزايدة على عاتق الجيش الإسرائيلي والاقتصاد”.
وحمل المسؤولية لمن وصفهم بـ”الفرسان الثلاثة الباحثين عن المغامرة: نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وأعوانهم في الحكومة والجيش، والذين تشكل الحرب بالنسبة لهم الضمانة الوحيدة لاستمرار ولايتهم”.
ودعا الجنرال في ختام مقاله إلى “إنهاء الحرب في غزة على الفور، وسوف يجبر حزب الله على إنهاء هجماته، وسيمكن ذلك من إطلاق سراح الرهائن في صفقة”.
إلى ذلك، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الثلاثاء، إن 10 جنود دروز قتلوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت أن “8 جنود منهم قتلوا في جنوب وشمال قطاع غزة، و2 على الحدود اللبنانية كان آخرهم جلاء إبراهيم، وهو ضابط هندسة يبلغ من العمر 25 عاما من قرية الساجور(شمال)، وقتل بصاروخ مضاد للدبابات في رفح جنوبي قطاع غزة (دون تحديد تاريخ).
ولفتت الصحيفة إلى أن الدروز “يشكلون 1.6 بالمئة من إجمالي عدد سكان إسرائيل، أي حوالي 150 ألف نسمة”.
وترفض الغالبية العظمى من المواطنين العرب في إسرائيل الخدمة بالجيش الإسرائيلي.
ويتمسك دروز الجولان السوري المحتل عام 1967، بهويتهم القومية العربية، على عكس نسبة كبيرة من أبناء الطائفة الذين يقيمون في شمال إسرائيل منذ عام 1948 ويخدمون في الجيش الإسرائيلي (خدمة إلزامية)، ويعتبرون أنفسهم إسرائيليين قبل أي شيء آخر.
ووفق أحدث إحصائية للجيش الإسرائيلي، فإن 680 جنديا وضابطا قتلوا منذ بداية الحرب على غزة، بينهم 324 بالمعارك البرية التي بدأت في 27 أكتوبر.
وبدعم أمريكي مطلق، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
