الجمعة , أكتوبر 18 2024
الرئيسية / اراء / أسئلة للفصائل الفلسطينية “في بكين”

أسئلة للفصائل الفلسطينية “في بكين”

 

كمال خلف*
اجتماع الفصائل والقوى الفلسطينية في العاصمة الصينية بكين والبيان الصادر تحتاج بنوده وفقراته الى تفسيرات وتوضيحات للشعب الفلسطيني. اول الأسئلة التي تقفز للذهن، تلك التوافقات الجديد وتلك القديمة التي لم تنفذ ما إمكانية تنفذها لان، العبرة من كل اجتماع وبيان كان في التنفيذ المستعصي، لذلك بقيت كل التوافقات البنود السابقة حبرا على ورق. والسؤال الملح الان في الشارع الفلسطيني هل دولة عظمى صاعدة تنافس الولايات المتحدة على الزعامة العالمية ترعى الاجتماع وتعترف وتدعم كل بنود هذا الاتفاق، يعني ان رأس دولي مشارك في قيادة النظام الدولي اعلن التزامه وتأييده الحق الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وتقرير مصير الشعب الفلسطيني على ارضه، هذا ليس تفصيلا عابرا يفترض. لكن معضلة الصين انها لم تكن طرفا فاعلا ومؤثرا في الاحداث والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل على مدار عشرة اشهر، ودخلت مؤخرا لأول مرة من بوابة المصالحة. وهذا ما يجعلنا بحالة شك في وزن الصين في الصراع مع إسرائيل، اذ تبدو أوراق اللعب بيد الولايات المتحدة وحدها وفق المعطيات والتحركات والوقائع. اضف الى ذلك مستوى التمثيل الفلسطيني، لم يحضر ولا امين عام لاي فصيل. والجميع ارسل ممثلين ونواب. ماذا نستنتج من ذلك؟
ليس هذا العنوان الوحيد مثار الجدل، ثمة عناوين أخرى في بنود البيان خاصة ان سطور البيان الفلسطيني المشترك يحوي الكثير مما يمكن تفسيره على أوجه متعددة. البند الذي تحدث عن “تمكين جهود روسيا والصين مع دول عربية لعقد مؤتمر دولي” كامل الصلاحيات “لانهاء الاحتلال وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة تحت مظلة الأمم المتحدة بديلا عن الرعاية الامريكية المنفردة”.
وهنا يطرح عدة أسئلة على المشاركين:
ـ أولا: ما هو المقصود بمؤتمر دولي كامل الصلاحيات؟ وماهي هذه الصلاحيات المفوضة لمؤتمر دولي؟
ـ ثانيا: كيف يعقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة بدون الولايات المتحدة الطرف المهيمن على الأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها؟
ـ ثالثا: هل المؤتمر الدولي بمشاركة طرف معني وهو إسرائيل او من دونها؟ اذا كان معها وبدعوتها من قبل روسيا والصين، فهذا كيف يفسره المشاركون خاصة حماس والجهاد والقيادة العامة الصاعقة والشعبية والديمقراطية واخرين؟ اذا كان بدون إسرائيل ما مدى أهمية ما سيصدر عنه؟ هل هي دعوة لإسرائيل للانسحاب والاعتراف بدولة فلسطينية. ” ابشر بطول سلامة يا مربع”.
تشير الفقرة “أ” من البند الثالث في البيان والفقرة “ب” الى ان قيام الدولة الفلسطينية يستند الى قرارات الامم المتحدة ذات الصلة وميثاق الأمم المتحدة.
هل هذا يعني ان حماس والجهاد والقيادة العامة تحديدا وافقوا على دولة على حدود العام 67 كوطن نهائي للشعب الفلسطيني؟ هذا يحتاج الى توضيح ان كانت هذه الفصائل عدلت في مبادئها العامة او ستعدل، وأقرت لإسرائيل بدولة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 48. واذا كانت كذلك كما هو واضح في البيان، فلماذا هذا التنازل في الوقت الذي يصوت فيه الكنيست بمصادقة الحكومة على قرار منع قيام دولة فلسطينية على أي شبر من تراب فلسطين؟ لماذا يقابل التشدد الإسرائيلي بمرونة وتنازل من فصائل المقاومة في لحظة مصيرية مثل التي نعيشها الان؟
وماذا عن اللاجئين؟ الذين لم يذكرهم البيان؟ لماذا نقر لإسرائيل ما اقره اتفاق أوسلو في لحظة مزقت فيه إسرائيل الاتفاق وداست عليه، وأعلنت نيتها ضم الضفة واحتلال غزة.
كما تشير الفقرة “ب” الى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيريه بكافة الوسائل المتاحة “السؤال هنا لابو مازن وجماعة المقاطعة في رام الله، هل هذا يعني اقرارا منكم بحق الشعب الفلسطيني في الكفاح المسلح؟ هذا الشكل من المقاومة الذي جرمتموه، ونبذتموه، وتبرأتم منه، مقابل مفاوضات ووعود، انقلبت عليها إسرائيل والولايات المتحدة. اذا كان هذا البند اقرارا بالكفاح المسلح، يجب اذا وقف التنسيق الأمني فورا، وإعلان إعادة صياغة ميثاق منظمة التحرير الذي شطب منه حق الشعب في الكفاح المسلح برفع الايدي بحضور الرئيس السابق” بيل كلينتون”.
كما ينص البيان على حكومة وفاق وطني مؤقته، “تم الاتفاق على ذلك سابقا ولم ينفذ” وانتخابات “أيضا تم الاتفاق عليها سابقا ولم تنفذ ” هل ستتنفذ الان؟ المانع كان وفق “أبو مازن” منع إسرائيل اجراء الانتخابات في القدس. هل ستوافق الان إسرائيل على ذلك؟ بل هل ستسمح باجرائها في الضفة الان؟ وماذا عن غزة، هل ستجرى انتخابات تحت القصف والدمار والمجازر؟؟
نرجو من الفصائل والقوى الفلسطينية المشاركة في اجتماع بكين الإجابة عن هذه الأسئلة، وتوضيحها للرأي العام، المعركة لم تنته بعد، ونتائج المعركة لم تتبلور، واي خطوات استعجالية لن تكون في مصلحة القضية الفلسطينية. كل خطوة نحو المصالحة والتقارب الفلسطيني الفلسطيني هي خطوة مباركة ونقف خلفها، وكانت يجب ان تحصل من سنوات، أسس هذه المصالحة والقواعد التي يجب ان قوم عليها هي ما يهمنا، التقاط اللحظة التاريخية وتجييرها لمصلحة شعبنا وقضيتنا هو المطلوب. إسرائيل في حالة اضطراب، بعد ان فقدت الردع، ورغم التضحيات المؤلمة نسجل بالنقاط والمراكمة اعظم إنجازات نضالنا في تاريخه. واضاعة هذه اللحظة وهذا الإنجاز جريمة تعيدنا الى الوراء وتتطلب عقودا إضافية من النضال والتضحية. انتفاضة عام ٨٧ كانت من اعظم محطات النضال في تاريخنا، ولكن تم اجهاضها ودخلنا بعدها حقبة من الضياع والتفريط والاوهام والوعود والمشاريع الزائفة، واليوم نحن امام ملامح حقبة جديدة وفرصة أخرى نصنعها بالدم والاشلاء وركام البيوت، لنخرج من مرحلة الضياع والعجز والاندثار. لا تضيعوا هذه الفرصة. الأخطاء بعد كل ما جرى من عشرة اشهر الى اليوم خطايا وآثام وجرائم.
الساحة الفلسطينية قوى وفصائل وتيارات لكننا كلنا شعب واحد ومصيرنا واحد وهدفنا واحد، وهو إزالة الاحتلال وتقرير المصير.
*كاتب واعلامي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

المقاومة..السبيل الوحيد لكسر سياسات الجدار الحديدي!

د. طارق ليساوي* أشرت في مقال “الأهداف الخفية لإسرائيل بقيادة بنيامين بن صهيون نتنياهو..” إلى …