الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / (غزّة).. سيرة ومسيرة..!

(غزّة).. سيرة ومسيرة..!

عدنان نصار*
(غزة) ..إعذرينا، فشعور الخيبة من عالم قال عن نفسه انه “حر”، يسيطر علينا ..، والإحساس بردة عواصم هذا العالم عن انسانيتها يلازمنا ..، والصمت العربي الرسمي يخجلنا، وغض الطرف عن جرائم الإبادة لدول عظمى يدفعنا إلى الحوقلة والاستغفار، في وقت يستوجب على العالم الإستنفار.. فهل تعذرينا يا (غزة)، وأنت/ي خير من يعذر، في وقت لا عذر لنا فيه.. لا عذر لنا يا (غزة) .!
لنبتعد قليلا عن السياسة، ونقترب أكثر من شواطيء الأبيض المتوسط، لنتحدث عن غزة.. التي تحاكي “بحر الدم” الأحمر ..ماذا لو “تنحنح” العرب مجتمعين ..،ماذا لو رفعوا لواء التهديد تحت أمرة رجل واحد ..؟!
(1)
لنبتعد عن السياسة ونقترب من المكان والإنسان ..
رفح ..بكل وجعها ..،
لا جديد، سوى الدم المعتاد المراق على عتبات المدينة..، لا شيء سوى إجرام دموي يتمدد افقيا وعاموديا، يلتهم أحلام الناس، ويغتال الطفولة ..ويقتل كهل عابر، ويقنص فتى يتأبط ربطة خبز ..،لا شيء جديد في رفح ..شهيد يتكيء على جريح، وجريح يتكيء على دمه ..والدم المراق فاق كل جرم عرفته البشرية ..لا جديد يا (رفح) فطرقاتك تزهو بالشهداء الناطقين في زمن الصمت ..وزقاقك حافلة بزغاريد الأمهات وهن يزفن أطفالهن في موكب جنائزي / كربلائي مهيب ..لا جديد يا مدينة الحامدين والصابرين والصامدين..لا جديد سوى إيمانك ب:”لا يفل الحديد إلا الحديد..في زمن وصل فيه الصديد العربي إلى الأذنين، وأغلق فيهما قنوات السمع ..لا جديد، فآذان العالم “الحر” غارقة في سماع تصفيق مخجل وهذه مفارقة ..وهي إثم من آثام الموبقات السبع ان يصفق في عالمنا لقاتل مرق ..يستأنس بأشلاء الأطفال، ويستأسد جيشهم اللاأخلاقي على مكلومات يصنعن بصبرهن مشعل الحرية الإنساني..!
(2)
لنبتعد عن السياسة بضعة أمتار ..
تل السلطان ..غرب رفح ..رياض ما زال يمارس الركاض ..يبحث في التل عن جريح..او طفل تاه بعد أن فلتت يديه من ثوب أمه ..ازيز رصاص الأوغاد يتعالى، وقيل على لسان أم رياض أن المجرمين السفلة يتلذذون بقتل الأبرياء..هؤلاء جبناء لا يعرفون مطلقا قيم الرجولة ولا فروسية المواجهة ..انهم “فرارين” لا “كرارين” ..صدقني تقول السبعينية أم رياض عبر اتصالي معها بالهاتف ليل الجمعة :”هم أجبن من أرنب ..أمام فتيان المقاومة ” ..(إنهم فتية آمنوا بربهم) ..لا تقلق، فأرواحنا تتطلع إلى السماء كل يوم ..تهرول السبعينية أم رياض من أزيز محركات طائرات العدو الماكر ..، إنها طائرات تحلق على ارتفاعات منخفضة..نحن – صدقني – أعلى من هاماتهم ..ف( تل السلطان)، وغزة، كل غزة سيان ..لكن ما يمرمر جوفنا هو الخذلان..خذلان، مثل خنجر في ظهر (عثمان).!!
(3)
لنبتعد عن السياسة قليلا ..
غزة ..شارع الرشيد ..، استوقفني الأسم، فالخليفة العباسي هارون الرشيد، كان بارعا في الحكمة ..وبارعا في القتال ..وبارعا في الكرامة.. فالرشيد أسم يتردد في غير مدينة :بغداد، شارع الرشيد ..تونس العاصمة، شارع الرشيد..، عمان شارع الرشيد، دمشق شارع الرشيد ..اربد مدينة اردنية شمال العاصمة عمان أيضا احد أبرز شوارعها العتيقة يحمل اسم الرشيد ..!
أسماء شوارع ولكل شارع حكاية ..غير أن (رشيد غزة)منه تبدأ الرواية ..رواية سينقلها تاريخ البشر، ليصف فيه بطولات الصبر الذي يسير بخطى الواثقين إلى النصر ..ورشيد غزة، الذي يحاكي البحر ونوارسه في لغة عالمية، مفهومة للجميع..فلغة غزة عامة لا تستعصي على تفهم وفهم الحكماء، لكنها عصية الفهم على “الجبناء” ..أولئك الذين لا جدوى من الحديث معهم ..لا جدوى مطلقا، فهم أقرب إلى الأموات وان كانوا أحياء ..هم من فقدوا الحياء ..فيا رشيد غزة، كن مع الله ولا تبالي..وأبق معه يبقى معك ..فأنت الرشيد والرشد والراشد .!
(4)
لنترك السياسة خلفنا قليلا ..
بتي سهيلا، شرق خان يونس ..كما كل قطاع غزة، دمار كيفما وجهت نظرك ..تخريب أينما وليت وجهك ..رائحة الموت تلامسك وانت تمشي ببطء بين الركام ..، تبحث عن مكان آمن، دون جدوى ..فصوت قذائف العدو الصهيوني تلاحقك أينما كنت ..، قذائف تجيد قتل الأبرياء والاطفال والنساء، واليد الضاغطة على الزناد الآثم أوضع من جيفة، وأكثر من جبان ..يختبئون خلف هزيمتهم ليقنصوا طفلا أو امرأة أو فتى راح يأت بالخبز لأخوته وما عاد ..!
بني سهيلا ..هي جزء من حكاية لبني قحطان ..وجزء من حكاية العرب الأقحاح..العرب الرافضين للذل والهوان ..فمنذ الجاهلية يتسم العرب بالفروسية والحرية والحمية والغيرة ..وما بعد الجاهلية عزز الإسلام ما ذكر من تلك الصفات ..وما زال (بني سهيلا) على نفس الخطى يسير ..خطى العرب الواثقين، لمواجهة الردة والغدر والدونية التي تلازم أعداء الله والإنسانية ..يا (بني سهيلا) و(معن)و(بني خزاعة) أنتم درة شرق سهيلا، وكواكب جاءت من شبه الجزيرة العربية لتحط في جوار هاشم ..جد العرب وجد نبي الله.

(5)
إعذرينا، يا غزة ..يا سيرة الرجال، ومسيرة الأبطال ..وخذي من نوارس البحر سلامنا إليك الذي يحلق كل يوم على اجنحة الصابرين المستغفرين..!!
*كاتب وصحفي اردني..

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …