الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / منارات مضيئة في تاريخ حافل بالمقاومة!

منارات مضيئة في تاريخ حافل بالمقاومة!

معن بشور*
كمين “العديسة” الثلاثاء الماضي الذي نجح مقاومو حزب الله في ارباك ما سماه العدو بمرحلة الغزو البري حيث تمكن المقاومون من استدراج العدو إلى كمين في الأرض اللبنانية ليوقعوا عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بين جنوده بشهادة العدد الكبير من المروحيات وسيارات الإسعاف الإسرائيلية التي هرعت إلى موقع “الاستقبال”، هذا الكمين حرّك في ذاكرتي ورفاقي الكثير عن تلك البلدة الجنوبية الحدودية التي شكّلت في أوائل سبعينيات القرن الماضي مثلثاً من المقاومة، هو مثلث كفر كلا، الطبية، وعديسة.
لم يكن مسموحاً بموجب اتفاق للقاهرة يومها للقوات الفلسطينية بالتواجد في هذه المنطقة، ولا في مناطق أخرى من القطاع الأوسط والقطاع الغربي في جنوب لبنان، لكن أهل تلك البلدات والقرى شكّلوا فيما بينهم، ومن خلال أحزابهم الوطنية والقومية، قوة أدّت اليوم إلى ما يمكن الاعتزاز به بما أنجبته في أوائل الثمانينيات من مقاومة إسلامية.
كان مثلث العديسة – الطيبة – كفر كلا، أبرز المناطق التي شهدت اقتحامات للبلدات وملاحم بين جيش العدو وشباب تلك المنطقة حين كان هذا العدو يتقدّم فيها بذريعة وجود “مخربين” فيها.
كان الشيوعيون والبعثيون وسائر الوطنيين في جبل عامل هم نواة تلك التشكيلات الأهلية التي شكّلت يومها سداً بوجه الغزاة الصهاينة، وارتقى من مناضليها العديد من الشهداء أذكر منهم رفاقاً لنا هم الوالد الشهيد علي شرف الدين، وولديه الشهيدين فلاح وعبد الله، الذين استشهدوا مع المدرس الشيوعي الشهيد محمود قعيق في ملحمة الطيبة الشهيرة في 1/1/1975، ومنهم الشهيد القائد عبد الأمير حلاوي (أبو علي حلاوي) الذي استشهد إثر معركتين قاد فيهما رفاقه ضد التوغل الصهيوني في كفركلا في 26/11/1975، ناهيك عن القائد البعثي الآخر في شبعا أمين سعد المعروف بالأخضر العربي، والمزارع البطل حسين قاسم صالح من كفر شوبا، الذي رأى دورية صهيونية تمر من أمام منزله في مزرعة حلتا فرمى عليها من سطح بيته قنابل كان يحتفظ بها فأردوه شهيداً بعد أن تمكّن من قتل وجرح عدد منهم.
طبعاً كان هناك ملاحم أخرى في العديد من البلدات والقرى الحدودية، شكّلت البيئة المناسبة لولادة المقاومة الوطنية والإسلامية بعد عام 1982، والتي باتت اليوم قوة إقليمية ومؤثرة في المشهد الدولي، وحقّقت انتصارات مدوية على الاحتلال، لاسيّما في تحرير معظم الأرض اللبنانية المحتلة في 25 أيار 2000، ثم صدّ عدوان تموز 2006، والتي ظن العدو أنه باغتيال قائدها الكبير سماحة السيد حسن نصر الله وعدد من إخوانه القادة قادر على إطفاء الشعلة التي تضيئها دماء الشهداء والجرحى وبسالة المقاومين، فدكتها صواريخ قادر، وطوفان، وتلك المجنّحة من اليمن والعراق ومن طهران التي حملت لواء القدس منذ الأيام الأولى لثورتها.
ما جرى في عديسة جرى ايضا قي مارون الراس وعيترون ويارون وكفركلا بما اكد تحليلنا ان غزوا بريا للجنوب اللبناني سيكون هزيمة ثقيلة للعدو وداعميه…
حبّذا لو أن وزارة الثقافة، أو حتى مجلس الجنوب يسعى إلى جمع أسماء كل شهداء المقاومة من مجزرة حولا التي ارتكبها الصهاينة عام 1948، بحق أبناء البلدة المجاهدة، حتى حرب 2024، وأن تبادر بلديات هذه القرى والبلدات إلى تخليد أسماء شهدائها وإطلاقها على ساحات وشوارع ومدارس ومؤسسات لتبقى ماثلة أمام الأجيال الجديدة.
حكاية عديسة ؤتخةاتها كحكاية العشرات من البلدات والقرى الجنوبية من العرقوب إلى الناقورة، والبقاعية من البقاع الغربي حتى البقاع الشمالي، ودائماً في بيروت والجبل والشمال، لتؤكّد على تجذّر المقاومة في الشعب اللبناني، وتجذّر الروابط بين لبنان وفلسطين، و وان المقاومة،تراكم جهود وتكامل اجيال في بلادنا.
*كاتب لبناني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …