الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
الرئيسية / اراء / كيف ينسى هذا الجيل كل جرائم الاحتلال؟!

كيف ينسى هذا الجيل كل جرائم الاحتلال؟!

 

اسيا العتروس*
تخيلت هذا الحوار وانا اتابع القنوات الغربية في متابعتها للقصف الايراني على تل ابيب و اعتباره عدوانا لا مبرر له و خطا سيتعين على طهران ان تدفع ثمنه و اجماعها دون تردد او تشكيك على حق اسرائيل في الدفاع عن النفس وعلى ضرورة ان يندد كل العالم بما قامت به ايران و ان تلتزم كل الانظمة بالدفاع عن امن اسرائيل دون قيد او شرط …
-من يحتل ارض فلسطين ؟
-اسرائيل

-من يقتل الاطفال و النساء و يحرق الشجر و البشر في غزة؟

-اسرائيل
ad
-من يستبيح لبنان وينفذ الاغتيالات ؟
-اسرائيل
-من يحتل الجولان و يقصف دمشق العاصمة العربية كل يوم ؟
-اسرائيل
-من يحق له الدفاع عن ارضه وشعبه و مقدساته ؟
طبعا في منطق القوى الكبرى من يحق له الدفاع عن النفس هو اسرائيل وليس الشعب الفلسطيني و لا الدولة اللبنانية و لا سوريا و اذا فعلوا ذلك او تحركوا دفاعا عن ارضهم و امنهم فهم ارهابيون متوحشون يستحقون مواجهة كل العالم الحر الذي يرفض هذه البربرية المعادية للقيم الكونية ..
في الوقت الذي كانت عشرات الصواريخ الايرانية تتساقط على تل ابيب و تستحوذ على اهتمام مختلف الفضائيات العالمية و تؤجج معها حرب التصريحات الحربية المتواترة من واشنطن الى لندن وغيرهما بشأن الحرب الشاملة الوشيكة , كادت عمليتا تل أبيب و يافا الفدائية التي نفذاها شابان من الخليل تمر دون انتباه يذكر في ذروة الهلع الاسرائيلي و الخوف الذي دفع بالاسرائيليين الى الملاجئ …ليتضح لاحقا وأن عملية يافا انتهت بمصرع ستة اسرائيليين استعمل خلالها الشابان سلاحا اختطفاه من احد الجنود الاسرائيليين. الملاحظة الاولى أن الشابان ظهرا بوجه مكشوف ما يعني أنهما يعلمان أن الاحتلال سيلاحقهما ويعمد الى قتلهما فلا مكان في الضفة خارج كاميرات الاحتلال و اعينه و لا مجال ايضا لتجاوز الحدود او الهروب الى اي مكان …
وسواء كان مراسل احدى القنوات الفرنسية وهو ينقل الخبر ويشدد على منع السلطات الامنية الاسرائيلية منع التصوير و منع نقل مشاهد الخوف والهلع يدري أو لا يدري فقد كشف عن معلومة مهمة تتعلق بالحرب الاعلامية في هذا الصراع وفي اصرار كيان الاحتلال على التعتيم و اخفاء الحقائق و منع نقلها أولا الى العموم وهو ما يعني منع الرأي الاسرائيلي بالدرجة الاولى من الاطلاع عليها و تجنب السقوط في الهلع والمخاوف والتدافع نحو المطارات للهروب من الجحيم الذي لم يتعود عليه الاسرائيليون الذين الفوا مشاهد الموت اليومي الذي يلاحق الفلسطينيين في كل مكان , ثانيا منع تلك الصور من الوصول الى الجانب الاخر لاسرائيل في الضفة و القطاع و بيروت و مواصلة التسويق على أن هذا الكيان يمسك بكل اوراق اللعبة و أنه الاقوى عسكريا والاكثر مساندة من الحلفاء الغرب و من كل القوى التي تسلحه دون قيد و شرط ..
و رغم انصراف مختلف القنوات العربية أواغلبها و معها انصراف أغلب الشعوب العربية التي لم تخف ارتياحها الى اخبار الصواريخ الايرانية و ترحيبها بالرد الايراني على الاغتيالات المتتالية لقيادات عسكرية ايرانية و قيادات فلسطينية من اسماعيل هنية الذي تم اغتياله في العاصمة الايرانية الى تفجيرات البيجر و تفجيرات الاسلكي والتي انتهت بوصول صواريخ الاحتلال الى اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فقد كانت ولا تزال عملية يافا هي العنوان الاهم الذي لا يمكن للاحتلال اسقاطه من حساباته و هو ايضا عنوان المقاومة الفلسطينية و عنوان كل المواجهات و الانتفاضات السابقة والاحقة .. وفي قناعتنا أن السبب في ذلك أنه العنوان والبوصلة التي لا يمكن للاحتلال اجتثاثها أواقتلاعها نهائيا …
صحيح أن قوة الاحتلال العسكرية وامكانياته التكنولوجية المعقدة و اعتماده على الذكاء الاصطناعي في حربه المسعورة التي يقودها رئيس حكومته مجرم الحرب ناتنياهوالذي يصرعلى الذهاب بعيدا في توسيع رقعة الحرب و دفع المنطقة الى صراع مفتوح فقط لضمان بقاءه في المشهد و تجنب السقوط و الانقياد الى الجنائية الدولية ,و لكن واقع الحال لا يمكن لكيان الاحتلال القضاء على فكرة المقاومة و لا على التحكم في عقول و افكار الاجيال الفلسطينية القادمة .لقد علمنا التاريخ و علمتنا تجارب الشعوب في مواجهة ارهاب الاحتلال أنه لا يمكن لاي شعب أن يقبل بالغاء حقه في المقاومة بأي طريق كانت أو ارغامه على التخلي على حقه المشروع على أرضه في الحرية و السيادة .نعم قد يحدث ان تضعف المقاومة او يتسرب اليها الضعف او تسودها الانقسامات و الاختلافات أو يتسلل اليها الجواسيس و الاعداء و تفقد مكانتها و تضيع بوصلتها و لكن لا يمكن لها أن تندثر و لا يمكن لها أن تتلاشى و كأنها لم تكن و سيكون هناك دوما من يخرج ليعيد احياءها من رمادها و دفعها لتحلق مجددا كطائر الفينيق الذي يرافق مسيرة النضال الفلسطيني ..
وهذا ما حدث و يحدث في جنين والخليل و في كل مكان تمتد له يد الاحتلال الطولى بما يفند تصريحات وزير الخارجية الامريكي المتصهين انطوني بلينكن الاستفزازية والذي اعتبر أن العالم سيكون أكثر أمانا بعد اغتيال نصرالله .يعلم بلينكن جيدا تماما كما يعرف بايدن أن نصرالله قائد عسكري قبل ان يكون زعيما دينيا و انه يدرك انه معرض للاغتيال في كل حين و انه برحيل نصرالله لن تنتهي المقاومة اغتالوا سلفه موسوي فواصل نصرالله المهمة طوال ثلاثة عقود و هو يدرك كل يوم أنه مطار ,استهدف الاحتلال قيادات فلسطينية كبيرة في مختلف العواصم و بينها ابو اياد وابو جهاد والشيخ ياسين و القائمة تطول ولكن بقيت المقاومة و استمرت و ستبقى طالما بقي الاحتلال ..نقول هذا الكلام و نحن نتابع ما يجري في قطاع غزة منذ عام ونتابع المجازر اليومية و جرائم الابادة التي ترتكب كل يوم بأسلحة تحمل توقيع الغرب المورط جدا في هذا العدوان ..لا يعلم الغرب الذي خاض الحرب العالمية الثانية ليتحرر من خطر النازية و يضمن مستقبل الاجيال الاحقة أن مخلفات الحرب على غزة لن تكون دون ثمن و أن كل طفلة و كل طفل شاهد عائلته تباد أمام عينيه و كل طفلة و كل طفل تشرد بسبب جرائم الابادة و كل شابة او شاب فقد عينا أو ذراعا او ساقا او عضوا من اعضائه سيحمله في صدره ثأره و لو بعد حين و سيسعى للانتقام لنفسه و لذويه فالاحساس بالظلم فظيع الاحساس بالقهر أفظع و الجروح التي سببها الاحتلال لا يمكن أن تندمل و لا يمكن لكل محاولات الترهيب ان تقف دون ظهور جيل سيكون اشد بطشا من كل الاجيال السابقة و اكثر اصرارا على المقاومة و مواصلة ما سبقه اليه أجيال من الاجئين والمهجرين والمشردين … يدرك بايدن كما يدرك ناتنياهو كل هذه الحقائق ولكن الغطرسة والحقد الاعمى والتسلط والخضوع لهيمنة اللوبيات المالية و السياسية المتنفذة يمنعهما من الاعتراف بذلك …فصل المقال انه لا يمكن لكيان الاحتلال أن و يبتلع الارض و يستبيح العرض و يهنأ بالامان والسلام يفرض على ضحيته الذل و المهانة الى ما لانهاية ..لو لم تكن ايران ستكون المقاومة كأفراد أو مجموعات منظمة هذا حكم التاريخ و الجغرافيا و سيرورة الحياة التي ترفض الباطل و ترفض أن يكون الظلم ابديا …
*كاتبة تونسية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

انتخابات امريكا وجرائم إسرائيل في غزة!

د. حامد أبو العز* يبدو أن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 ستكون واحدة من أكثر الانتخابات …