الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / اليمن مقبرة الغزاة والمواهب!

اليمن مقبرة الغزاة والمواهب!

احمد الشاوش*

اذا عد به معانا رجل شريف وانسان متعلم ووطني غيور على بلده حاربناه ، وجوعناه وجنناه ، وشردناه ، وقلبنا عليه الدنيا في وسائل الاعلام والتواصل وقصفناه في المنابر بالوشايات والخيانة والعمالة وغيرها من سهام الحرب الساخنة والناعمة..

واذا عد معانا قاضي نزيه وعضو نيابة شريف ومحامي صادق طيرناه ، وقفزناه ، وأصبح مثل الصحن الدوار تتقاذفه السلطة السياسية والتنفيذية والمنظومة العدلية وكل طاهش .

طبيب بارع يده مثل الحرير يجري عمليات القلب المفتوح وآخر متخصص في المخ وثالث في المسالك البولية والصدر والانسجة وغيرها من التخصصات المهمة يريد البعض منه العمل بلا راتب ولا حقوق ولا حتى كلمة شكراً والمشكلة ان الذي يديره ويوجهة مسؤول أحمق أو عديم المسؤولية وفاقد للضمير وجمل يأكل وجمل ياكل العصار.

عشرات السنين واليمن ولادة بالكوادر والكفاءات والمنجزات في كافة مجالات الحياة وفي لحظة غفلة وحقد وفجور وصراع سياسي على السلطة ومذهبي ومناطقي دخيل على بلدنا دخلنا النفق المظلم وغامرنا وقامرنا وهدينا المعبد اليمني على رؤوس ثلاثين مليون وطيحنا كل شيء بعد ان تشتت شملنا.

وفي ظل ثقافة وايدلوجيا الحقد والفجور وغياب العقل وتغييب الحكمة ولعبة النفاق والتآمر جاء من شل ” الجمل بما حمل ” ، وعلى عينك ياثورة ويادولة وياجيش ويا متعلم وياسياسي ويا حزبي وقيادي ومثقف واعلامي وعالم وشيخ وعسكري بعد ان انتهى المشوار وتحول البيطري الى دكتور والمهرج الى حاكم والمنجم الى أسطورة والجاهل الى مثقف والسياسي الى صعلوك والصعلوك الى سياسي والمسؤول الى شحات واللص الى مسؤول والخائن الى أمين والمنافق الى صاحب قرار وسلطة بعد ان أختلط الحابل بالنابل ، وتبدلت بعد الصقور غربان في اليمن المجزأ والمفكك.

في زمن العجائب ، ضيعنا القيم ومكارم الاخلاق وأفتقدنا الى القدوة ورجال الدولة وأصحاب المواقف والقرارات الحاسمة وطاح كم من هامة وتطايروا أصحاب الكفاءات والخبرات والمهارات والتجارب والمبتكرين حتى العمالة ذهبت للبحث عن لقمة العيش في الشرق والغرب بعد ان حل الفقر والجوع والمرض والبطالة والجهل على حساب البلد المنكوب.

وفي زمن الغرائب ، ضاع المعلم وغاب التربوي وتوارى السياسي المعتق وأختفى العمالقة وضاع الدبلوماسي الماهر والاكاديمي البارع والمهندس العبقري والقاضي العادل في الزمن المقلوب..

فعلاً اليمن اليوم مقبرة الغزاة والمواهب والعباقرة والمفكرين والمثقفين والمبدعين والكفاءات والفنانين وبيئة حاضنة للجهلة والمزايدين والانتهازيين والمنافقين والقتلة والمغلقين والمقفلين والفضوليين والحمقى وكم من تنجرة يملك المال والعقار والشركات والاستثمارات والسلاح والدعم الداخلي والخارجي على حساب الوطن ودماء المتعلمين والمتنورين الباحثين عن الامن والاستقرار والسلام.

والحقيقة التي لاجدال فيها ان اليمن أصبحت خاوية على عروشها من شدة الفقر والجوع والبطالة وبيئة طاردة للعلم والكفاءات والاستثمار ورجال المال والاعمال والصناعة والانتاج والاقتصاد والتنمية.

لكن المأساة الحقيقية ان المواطن اليمني في اليمن الكبير أصبح أرخص سلعة في سوق مزاد تجار الحروب واصحاب الولاءات الداخلية والخارجية ، بعد ان أصبح الوطن وثرواته بيئة جاذبة وملعب سباق لحثالة السياسيين واللصوص وقطاع الطرق والخونة والقتلة والحاقدين والحمقى واصحاب الاساطير والخرافات العجيبة والغريبة.

وشاهد الحال اليوم ان اليمن بطولها وعرضها ومدنها لم تكن مقبرة الغزاة فقط بل مقبرة المواهب والشرفاء والنُبلاء والعفيفات ، بدليل ان الغزاة البرتغاليين والبريطانيين والاتراك والفرس والاحباش وجدوا من يسندهم من رُعاع الداخل ويضوي لهم الطريق ، تارة بطلب النجدة وتحرير وطنهم من محتل وأخرى بالارتماء في أحضان المحتل الجديد وثالثة بسيطرة المنقذ حتى صار البعض من اليمنيين مهجن ويحمل جينات دول وشعوب وثقافات وهويات ولؤم شعوب أخرى.

أخيراً .. بلد جرفته المذهبية والقروية والسلالية والوساطة والمجاملات والتملق والرشوة والاحتيال والبيع والشراء والفوضى والنهب ماذا ينتظر منه المواطن النزيه والشريف والغيور على وطنه ودينه وثقافته وهويته وعروبته واسلامة..

حاولوا قدر الامكان التقرب من الشعب وتقديم الخدمات وتجسيد المشاركة الحقيقية واذابة الفوارق والامتيازات والافراج عن سجناء الرأي وأي مظلوم من اجل تماسك الجبهة الداخلية لاسيما في ظل عالم متغير وحروب مستعرة قد ندفع ثمنها الجميع.
اتقوا الله في الوطن والمواطن المغلوب على امره ، مالم فأذنوا بحرب من الله ورسوله والمؤمنين.
*رئيس تحرير سام برس

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …