السبت , أكتوبر 19 2024
الرئيسية / اراء / بين إعلام الغلق وإعلام ضحية الإجرام!

بين إعلام الغلق وإعلام ضحية الإجرام!

د.مخلوف وديع*
سنة تمر على بداية عملية طوفان الأقصى، سنة تمر على الجرائم التي تُرتكب في قطاع غزة، سنة تمر على الإجرام الصهيوني بلا تحقيق أي هدف من الأهداف المُعلنة وغير المُعلنة لطبقة السياسية والعسكرية الصهيونية، سنة بدأت في قطاع غزة واليوم تهدد بإشعال الشرق الأوسط بأكمله جراء تهور شلة صهيونية تساوم على دماء الأبرياء في لبنان وقطاع غزة، سنة تمر على كشف عورة القانون وحقوق الإنسان التي برز نطاقها ضمن الدول الغربية على أن لا تشمل باقي منطق العالم والعرب خصوصا، سنة تمر على تواجه روايات بين من يأخذ السلاح باليد و المقاومة في العقل بوصلة، وبين من يعتمد على رواية العدو على حساب روابط الدم، وبين من يغلق إعلامه حتى لا تظهر الخسائر ويبقى دائما يلبس بهتنا وزورا ثوب المنتصر.
بعد مرور سنة يعرف المشهد الإعلامي تجاذبا كبير بين مختلف أطراف الصراع في عملية طوفان الأقصى حيث تبرز أربعة توجهات رئيسية والتي تختلف باختلاف خطها التحريري، الوسائل التي تعتمد عليها وحجم مواردها لتغطية الإعلامية والتي نبرزها فيما يلي:
التوجه الأول وهو التوجه الذي يركز على إبراز دور ضحية الإجرام وهكذا إعلام مبني على أساس فضح الرواية والهمجية الصهيونية فضلا عن توثيق الجرائم الصهيونية التي تُرتكب في قطاع غزة ولبنان والتي للأسف الشديد تقف منها الدول الغربية دور الداعم فيها وليس فقط المتفرج عليها وهي الدول التي طالما قدمت نفسها كوصاية أبوية علينا في حثنا ومحاسبتنا على احترام القوانين وحقوق الإنسان .
التوجه الثاني والذي يركز على البعد الإيديولوجي، العقدي والديني في تعامله مع التجاذبات والمواجهات في منطقة الشرق الأوسط والذي نجد فيه للأسف الشديد إعلام ناطق باللغة العربية وتابع لدول عربية حيث يُبرز الانتماء لاديولوجية جماعة الإخوان المسلمين أو المذهب الشيعي كجرم أكثر من إجرام الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين واللبنانيين فبالاستماع لهكذا إعلام يُظهر اصطفاف لرواية الكيان الصهيوني ورفضا وانتقادا وتخفضا للجانب الأخر كونه تابع للإخوان المسلمين أو منتسب للمذهب الشيعي بينما التاريخ يبرز أن رابطة الدم وعدالة القضية هي منطلق صحوة وتحرر الشعوب وأحمد الله أن هكذا إعلام لم يكن موجودا في الثورة التحريرية الجزائرية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
التوجه الثالث والمتعلق بالدول الغربية التي تبرز دائما الرواية الصهيونية في دفاعها على النفس في وجه الإرهاب الفلسطيني المدعوم من إيران حسبهم غير أننا بدأنا نلتمس عديد الأعمال والتفاعلات التي تختار طريق غير الذي يُملى من الأطر الرسمية لهذه الدول الغربية فالسيناتور “بيرني ساندرس” في الولايات المتحدة الأمريكية صوت حق في بلد دعم للظلم، في فرنسا “جون لوك ميلانشون” صوت معارضة للاصطفاف مع بن صهيون في بلد تقديس الرواية الصهيونية وجرم معاداة السامية وباقي دول العالم لتي لا يسعنا ذكرها.
التوجه الرابع وهو المتعلق بإعلام الكيان الصهيوني الذي يركز على التطرق لانجازات جيش الاحتلال الصهيوني التي غالبها وهمية أو تعتمد على الدعم التكنولوجي الأمريكي في التسليح والمخابرات وليس على شجاعة أو عبقرية الجيش الصهيوني، في مقابل عدم السماح بتصوير الخسائر جراء المواجهات أو القصف على الكيان الصهيوني فالمتتبع لأثار القصف على مختلف مناطق فلسطين المحتلة يُظهر صور من هواتف نقالة وغياب كلي لنقل من وسائل علام ففي الكيان الصهيوني يسمى ذلك الرقابة الإعلامية العسكرية ففي الحروب مهما كان جيلها لا يمكن أن يكون كل شيء مُباح وهذا درس سيأتي يوم ونتعلمه تباعا في الدول العربية فكلنا مُستهدفون مهما طبع بعضنا وواجه الأخر.

*كاتب واكاديمي جزائري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

مهندس طوفان الاقصى!

د. حسناء نصر الحسين* بعد مضي عام على ملحمة طوفان الأقصى نجح الكيان المجرم باغتيال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *