بسام ابو شريف*
اثيرت ضجة كبيرة جدا اليوم حول تسرب بعض المعلومات عن المخطط الاسرائيلي الاميركي لتوجيه ضربات لايران وكنا قد اشرنا في مقال سابق ان الولايات المتحدة حذرت اسرائيل من توجيه ضربات باستخدام الإف 35 والقذائف التي زودتها بها الولايات المتحدة لابادة الفلسطينيين واللبنانيين ضد المؤسسات النووية الايرانية والمؤسسات النفطية وحكما على ما يجري في هذه الليلة والمرتبطة بفجر الغد والتي شنت خلالها اسرائيل اكثر من عشرة غارات على الضاحية الجنوبية مستهدفة المصرف الوطني الشعبي القرض الحسن الذي اسسته مجموعة من الوطنيين والثوريين من اجل مواجهة الفساد الذي يتحكم باموال المودعين وما حوشه المظفون الصغار ليصرفوا على انفسهم بعد ان يصبحوا في سن العجز والكبر ولقد اصيب في هذه الغارات اكثر من فرع لبنك القرض الحسن لكن حتما حزب الله الذي هو محور اقامة هذا المصرف وحاميه وضامنه فكر وقام بحساباته كي يحمي هذا المصرف الشعبي الذي يتعامل معه مئات الآلاف من صغار المودعين وصغار الموظفين والذين يحوشون لسن الكبر ما يقيتهم ويقيهم من جوع او برد او مرض.
استنادا لهذا من الواضح ان الاهتمام الاساسي والمركز سيكون في ضربات اسرائيلية اميركية لمؤسسات اقتصادية بهدف تدمير الاقتصاد الايراني ذلك ان بيان الدول السبع لم يهتم بعشرات الآلاف الذين ابادتهم اسرائيل من اطفال ونساء ومن 250 الف منزل هدمت حتى الآن وما زال الحبل على الجرار غارات باكملها تشن لهدم مساكن في مربع محسوب مربع 5 كيلومتر و10 كيلومتر تدمر فيه البنايات والمنازل التي لم تدمر بعد حتى يصبح من الاجباري على اهالي هذه المنازل والبنايات الهرب منها او من قربها وهذا هو التهجير القسري التي تمارسه اسرائيل من اجل اخلاء شمال القطاع لكن شمال القطاع ابرز نفسه مرة اخرى بشكل اسطوري واذا به الليلة يعدم قائد اللواء المدرع 401 وبجانبه عدد من ضباط هذا اللواء وجنوده ودمر عددا من عربات نقل الجنود والدبابات واكثر من ثلاثة حرافات من طراز بي 9 .
الحرب التي تشن خلقت ملحمة جديدة في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون ملحمة بكل معنى الكلمة اذ ينهض من هدم بيته على رأسه ليمسك بندقيته ويقاتل لانه امام وضع واضح جدا اما الاستشهاد او الحياة وتأتي الاخبار تباعا حول هذه الهجمات من شتى الاتجاهات لتضرب هذه القوة التي ركزت اسرائيل على ان تكون قوة مدرعة وتستخدم المسيرات ضد الافراد وضد السكان والمدفعية التي تنهال لهدم البيوت التي ما زالت قائمة
نعود للموضوع الرئيسي لا شك ان ضرب المصرف الشعبي في لبنان القرض الحسن مؤشر على اهمية التركيز الصهيوني على الوضع الاقتصادي في لبنان والوضع الاقتصادي في ايران اذ اتهمت اسرائيل المصرف القرض الحسن بتمويل ارهاب حزب الله وتمويل سلاح حزب الله شيء مضحك فعلا وكأن ارسال السلاح لاسرائيل بمليارات الدولارات والقذائف المحرمة دوليا والطيران المتفوق من الاف 35 كأن هذا مبرر ومسموح به لابادة الفلسطينيين اطفالا ونساء ورجالا وهدم بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم واشعال النيران في محاصيلهم هذا مسموح لانه يأتي من الغرب من الدول السبع التي اجتمعت ليس لوقف اطلاق النار بل لكيفية ضرب لبنان اكثر وتركيعه طالما فشلت اسرائيل حتى الآ، في التقدم خطوة للامام وطالما ان حزب الله انزل بصفوف العدو خسائر غير محسوبة اطلاقا خسائر كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية اعترفت بانها عالية جدا ومؤلمة جدا.
اسرائيل اتهمت هذا المصرف والذي اوحت بوضوح ان ايران تدعمه دعما قويا كما تدعم الدول بنوكا اخرى وتدعم اسرائيل بنوكها الكبرى التي سحبت منها مبالغ ضخمة لمستثمرين اجانب وحتى لمستثمرين اسرائيليين سحبت من هذه البنوك لتودع في اماكن اخرى وهبطت ترتيبات وقف الوضع الاقتصادي في اسرائيل اكثر من ثلاثة درجات وبذلك خسرت اسرائيل كثيرا كثيرا في ميزان الاستثمار.
الوثائق السرية التي سربت جزئيا تحتوي امورا كثيرة وما وصلنا منه هو التالي:
اولا – على اسرائيل والولايات المتحدة ان تستخدم كافة امكاناتها وكافة ما تسيطر عليه من شبكات تجسس وشبكات ارهاب موجودة داخل ايران.
وهذا يعني العملاء الدائمين القديمين والحديثين وايضا يعني هؤلاء الذين دخلوا الى ايران تسريبا وتهريبا من الحدود العراقية الايرانية ومن الحدود الاذربيجانية الايرانية .
ثانيا – استخدام هذه الشبكات للاغتيالات والتركيز على عدد من كبار القادة في الحرس الثوري وفي المواقع ذات المرجعية الدينية الحساسة والخطيرة وحسب ما سرب فان عمليات الاغتيالات هذه سوف تخلق حالة من الفوضى لا مثيل لها وسوف تشعل صراعات ينضم اليها المجموعات التي تسربت الى داخل ايران وتستخدم السلاح في اكثر من منطقة بحيث تتوزع قوى الامن الايرانية وقوى حرس الثورة على اكثر من مكان وتبدأ الفوضى في كل ايران.
ثالثا – قصف لمراكز صناعية كبرى ومصانع انتاجية كبرى تجعل من ايران التي كافحت الحصار والعقوبات وحرمتها من الاستيراد وانشأت مصانعها بيدها تجعلها مرة اخرى دون مصانع تكفي حاجتها الداخلية وهذا باعتقاد واشنطن وتل ابيب سيزيد من نقمة الشارع ويطالب بالتغيير الفوضى هو العنوان الرئيسي لما تسعى الولايات المتحدة بحيث تبدأ بحرب اعلامية ونفسية من اجل اثارة كل النعرات وكل الجيوب الخفية خاصة تلك الموجودة في اطر المؤسسات الرسمية كالمخابرات او غيرها من اجل اسقاط مرجعيات الدين الذين قاموا بالثورة وحموها حتى الآن وستعمل واشنطن وتل ابيب لتوجيه ضربات محكمة من الجو وبالصواريخ وبالمسيرات وعلى الارض من الذين هربوا بسلاحهم الى داخل ايران واكثر من منطقة خاصة المناطق البعيدة كل ذلك لخلق الفوضى العارمة التي يظن اهل تل ابيب وواشنطن انها ستسقط النظام.
من هنا من الضروري جدا ان يستفاد من كل الدروس التي خرجنا بها لقد اغتالت اسرائيل معظم قيادات الثورة لاكثر من محور واغتالت سيد الشهداء واميرهم حسن نصر الله ثم السنوار قائد الثورة الحقيقي الذي بنى كل هذه القلاع ما تحت الارض لمحاربة اسرائيل والتي استمرت بعد استشهاده تقاتل اسرائيل كما نرى في الشمال الذي ركزت اسرائيل كل قواها من اجل تهجير اهلها وذبحهم وابادتهم مرة اخرى لقد اغتالت اسرائيل كل قيادة قوات الرضوان وهي قوى النخبة لحزب الله واعتقد الاسرائيليون ان اغتيال هذه القيادة كلها سوف تنهي حزب الله في الميدان واذا بكل توقعاتهم تذهب هباء اذ قام المقاتلون الذين دربوا واصبحوا دقيقين ومهرة كما كان اساتذتهم ومعلموهم برهنوا انهم على نفس المستوى وبدأت تتصاعد في اسرائيل الاصوات التي تقول ان خسائر الجيش الاسرائيلي تتصاعد كثيرا وطائرات الهلوكبتر لم تتوقف ذهابا وايابا لنقل الجرحى للمستشفيات في صفد وحيفا وفي الوسط في الخضيرة.
ان وعي القادة الايرانيين بقيادة قائد الثورة آية الله خامئني الرجل الشجاع والحكيم والثوري والذي لا تتزعزع ارادته والمصر على التمسك بالمبادىء والاهداف السامية كتحرير الاقصى والقدس هذا الرجل يجب ان يحمى من محاولات الاعداء صحيح ان الرجال كل الرجال هم مشاريع شهداء لكن ان نقاتل وان نحمي ابطالنا وقياداتنا امر مهم ايضا فالشهادة شهادة ولكن ان تقاتل حتى تصل الشهادة فهذا امر فرض وواجب وحق يجب ان نتبعه.
ليس هذا فحسب بل يجب على كل القادة في ايران ان يتخذوا احتياطاتهم وان لا يبقوا في بيوتهم التي يلجؤون اليها عادة وكل ليلة وان لا يستعملوا سياراتهم الخاصة بل يستخموا اي سيارات عامة وعليهم ايضا ان لا يكرروا زياراتهم لاماكن يزورونها كل يوم ان اتخاذ الاحتياطات امر ضروري لا بل هو واجب على كل قائد عسكري وقائد سياسي لقد شاهدت وذاقت ايران الكثير الكثير من عمليات الاغتيال لضباط كبار ولخبراء كبار خاصة في المشروع النووي وفي الحرس الثوري وفي القتال الى جانب القوى الصامدة في وجه العدوان الاسرائيلي لذلك لا بد من اخذ كل الاحتياطات وعدم اللجوء الى الروتين وتكرار الذهاب الى نفس الاماكن وحتى موضوع الدوام في المؤسسات كما هي العادة يجب ان لا تستمر العادة يجب ان لا يكون هنالك روتين بل يجب انتقاء اماكن متعددة ووسائل نقل متعددة وعدم حمل التلفونات النقالة وعدم السماح لاي شخص بالاقتراب من القيادات يحمل هاتفا نقالا لانه دليل لاي صاروخ موجه تطلقه اسرائيل لذلك نقول ان ما جرى لهنية قد يجري لاي شخص اذا عرف رقم هاتفه ولذلك نقول لاخوتنا في ايران ارجوكم الاحتياط الاحتياط.
*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
Check Also
مكتب التربية والتعليم بشبوة يدين اعتداءات مرتزقة الاحتلال السعواماراتي على المعلمين والمعلمات في عتق
اليمن الحرالاخباري/ ادان قطاع الشؤون التعليمية والتربوية بالسلطة المحلية بمحافظة شبوة، ومكتب التربية والتعليم …