بقلم/محمد العزيزي
بعد ضغط وطلب الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا على الاتحاد اليمني بسرعة إقامة انتخابات والتي تحددت في الثلاثين من نوفمبر القادم ،ألزم الاتحاد اليمني لكرة القدم فروعه والأندية بأن على كل مرشح يحضر رساله ترشيح من ناديه ،وأن آخر موعد لتقديم طلبات المرشحين يوم 30 اكتوبر .
لا أدري لماذا طلب الاتحاد الدولي بضرورة وسرعة إجراء الانتخابات بهذه القطبة والسرعة؟ وكأن الاتحاد اليمني على فراش الموت لا يدير الاتحاد منذ زمن بدون شرعية؟ وثانيا تشكيل اللجنة الإشرافية على الانتخابات هي نفسها التي أشرفت عليها في السابق والمرشحون و المصوتون هم نفسهم المندوبون في الانتخابات السابقة والمرشحون لرئاسة الاتحاد وعضويته هم نفسهم القائمون على الاتحاد ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو :ما الفائدة إذا من الانتخابات بهذه الطريقة السمجة التي هدفها إضفاء شرعية جديدة لما هو موجود أصلا ؟فلماذا الانتخابات ؟!!!.
هذه الانتخابات تعد وفقا للقانون واللوائح غير شرعية أو غير قانونية، لأنه لا يمكن أن يمنح فاقد الشرعية والأهلية شرعية أخرى لاتحاد القدم غير الشرعي ، فكيف يعطي من لا يملك الحق لمن لا يستحق وليس له حقا أساسا ، تخيل عزيزي القارئ أن السخرية والاستهبال والضحك على الذقون وصل إلى مرحلة متقدمة لا يستطيع أحد تخيلها، لأن الأصل في هذه الانتخابات أن تبدأ من انتخاب الإدارات للأندية ومن ثم انتخاب فروع الاتحاد في المحافظات وبعدها ترشح الأندية وفروع الاتحاد مندوبيها لانتخابات رئاسة الاتحاد وأعضائه، وهوما طالب به أندية عدن والمحافظات الجنوبية واللجنة الأولمبية، فكيف لإدارات اندية جميعها غير شرعية مضى على آخر انتخاباتها أكثر من 15 سنة أن تمنح شرعية.
من المفارقات أيضا أن غالبية أعضاء مجلس إدارة الأندية لم يعد منهم أحياء أو على قيد الحياة أو تم تغيير مجلس إدارتها ، فمثلا نادي ٢٢ مايو تم إيقاف مجلس إدارة النادي واستبدالها بلجنة تدير عمل النادي والقضية بالمحكمة فكيف يرشح مندوبا لها، والمثال الأخر مجلس إدارة النادي الأهلي الصنعاني لم يتبق من مجلس الإدارة الشرعية المنتخبة سواء ثلاث شخصيات فقط والبقية إما قد انتقلوا إلى رحمة الله ونسأل لهم الرحمة أو مرضى على فراش الموت ونسأل الله لنا ولهم الخاتمة والعفو والمغفرة،وعلى هذا قيس عزيز الرياضي والقارئ الكريم هذا الحال على بقية الأندية التي لا نعرف حتى الآن موقفها النهائي من المشاركة في الانتخابات من عدمه وبالذات أندية المحافظات الجنوبية المقاطعة لأنشطة الاتحاد رغم إرسالها رسالتين للاتحادين الأسيوي والدولي تطالبهما فيها انتخابات وفقا للقانون.
الشئ الأخر هو أن اجتماع وزارة الشباب والرياضة بحكومة صنعاء بالأندية وفروع الاتحاد بالمحافظات نهاية الأسبوع الماضي أقر ضرورة تصحيح وضع الانتخابات ،وهو نفس القرار الذي أقرته اللجنة الأولمبية اليمنية ، وبذلك فقد فشلت هذا الانتخابات في مهدها وفقا لتلك المعطيات، والمعلوم أن الاتحاد اليمني يعمل منذ فترة طويلة جدا دون أي شرعية بسبب إنقضاء الفترة القانونية لشرعيته .
كما أن الأخبار تتواتر أن الأندية في حال أصر الاتحاد الدولي عليها سيكون المصوتون أو المندوبون في انتخابات الاتحاد هم نفسهم المصوتون والمندوبون في أخر انتخابات أجريت قبل خمسة عشر عاما دون تغيير أو تجديد لترشيح أشخاص أخرين لديهم كفاءة وقدرة على تطوير عمل الاتحاد اليمني لكرة القدم الذي فشلت إدارته الحالية والمتهالكة على تقديم أي شيء يليق بالاتحاد وكرة القدم اليمنية ، وكأن بهذه المسرحية يقولون لنا أن وراء الأكمة ما وراءها.
يفترض وطالما و أن الانتخابات بهذه الصورة الهزلية أن تقوم الأندية بترشيح وجوه جديدة وكوادر رياضية خالصة وكفؤة تخدم الحركة الرياضية والرياضيين والأندية لا ليكونوا إمعات تحت الطلب، إلا إذا كانت الأندية نفسها قد وضعت شروط بأن الراغبين في الترشح للانتخابات أن يكونوا مطبلين لإدارات الأندية أو ساكتين عن نقد الممارسات السلبية لقيادة تلك الأندية ، والتي بحسب الاجتماعات الأخيرة قد اجهضت تماما .
أظن وإن بعض الظن إثم أن الحبكة التي وضعت بين الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد اليمني والوسائط بينهما وبتعاون بعض مجالس إدارات بعض الأندية اليمنية وفروع الاتحاد قد سقطت بالضربة القاضية بممانعة الأندية وتداخل وتقاطع المصالح والسياسة، وبالتالي أفشلت مساعي الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا محاولة مد عمر هذا الاتحاد اليمني بطريقة شرعية سهلة وهو ما لم يكن حتى اللحظة.