احمد الشاوش*
كل يوم يظهر لنا سياسي وناشط أو ناشطه يمنية في صور تذكارية مع السفير الامريكي ستيفن إتش فايغن في بريطانيا والسعودية وعدن .. وكأن السفير الامريكي مارد الثورة بصنعاء او برج أيفل في باريس أو تمثال الحرية في نيويورك او المخلص من الفقر والجوع والطاعون.
السفير الامريكي مره وهو فاضي وأخرى وهو معشق مثل السيارة يقود مجلس القيادة والسياسيين والناشطين والحزبيين والاعلاميين وسيدات الاعمال ، بحسب خريطة مصالح امريكا والسيناريو المعد مسبقاً ، ما يفلت لهم الا وقد كل واحد حفظ الدرس والدور الذي عليه عن ظهر قلب ..
مسكين سعادة السفير الامريكي باليمن كم جهده يستقبل ويبهذل ويشرح ويعلم ويدرس فنون السياسة والدبلوماسية والتمرد وشيطنة النُخب وقادة الرأي الذين تحولوا بسرعة الصوت الى معاول لقلب الدول وتدمير المؤسسات ومعاناة الشعوب وتبديد الثروات ..
صورني مع سعادة السفير .. لو سمحت ياسعادة السفير صورة تذكارية ولو فيها احراج .. احنا على صنجة عشرة ..مبكرين من صباح الباري يطوفوا حول السفارة الامريكية كالبيت العتيق .. ملبين .. مهللين جاهزين لاي حدث وحديث واوامر..
يرتدون أشيك الملابس من دور الموضة الفرنسية والايطالية والانجلزية .. قمارى .. بالبدلات والكرفتات واللحاء والتقليعات والجنزات منعمين .. متحممين في أفضل فنادق العالم .. روائح العطور والبخور فواحة من ارقى الماركات العالمية متناسين الامس الذين كانوا يجهلون دُور الموضة والاناقة والعطور والبريستيج ويحلمون بستر الحال قبل ان تنتشلهم واشنطن من الحضيض الى السماء على حساب اليمن السعيد.
ما ان ينتهي لقاء النُخب وشياطين اليمن بالسفير الامريكي حتى يسارع الخُبرة الى نشر التغريدات في منصة أكس والفيسبوك وانستغرام لنشر الصور ومشاركتها والاستعراض بها وكأنها رسائل استقواء بالاجنبي وفرد عضلات وتجارة رابحة لكمبارس الافلام .. نحن هنا.. قف عند حدك
والعجيب ان الخالة “توكل كرمان” تبحث مستقبل اليمن مع السفير الامريكي والسفير يكركر ويقول في قرارة نفسه اليمن دخل القصبة ومازال في النفق المظلم والخالة توكل في نفق الوهم .. فأي مستقبل للسلام بعد ان انطبقت السماء على الارض وانهار المعبد وصار الغالبية من الشعب اليمني تحت خط الفقر ، لولا تحويلات المغتربين في السعودية والخليج وامريكا واوروبا لتحول البلد الى مجاعة حقيقية.
عمنا شوقي القاضي الذي كان له صولة وجولةوخطابات حنانة وطنانه في العام 2011.. تحدث بعقلانية وجرأه سابقاً عن اخطاء الماضي لفتح صفحة جديدة ، لكنه اليوم يلتقط صورة مع السفير الامريكي ، ويقول ان لقاءه بالسفير كان نقاش صريح وشفاف ويبحث سيناريوهات المستقبل !!؟
فماهي سيناريوهات المستقبل ياعم شوقي .. هل هي سقوط الحديدة وصنعاء ام سقوط عدن وتعز وإب ام استعادة الدولة أم دولة الجنوب أم ان هناك ترتيبات أخرى لا يعلمها الا الراسخون في العلم!!.
واقع الحال انه لا يوجد حديث صادق ومافيش حديث عن سلام حقيقي ولا سعادة السفير مهتم بوحدة وسيادة واراضي اليمن المجزأة والمفككة ، رغم اسهاب الامريكيين عن سيادة ووحدة اليمن..اقتصاد اليمن منهار ولا يوجد ارادة امريكية حقيقية لتوحيد العملة الوطنية ومسألة هبوط الدولار والسعودي والضغط نحو صرف المرتبات وتقديم الخدمات للمواطن بأعتبار امريكا هي رأس المشكلة التي ادخلت اليمن في خبر كان منذ السفير الامريكي الاسبق جيرالد.
حتى رئيس مجلس النواب البركاني دخل على خط البوم الصور بعد رقدة أهل الكهف ، وقال في قرارة نفسه وانا مش ناقص و.. مو.. بايضرني لو تصورت مع سعادة السفير ..حج ولقاط مسابح ، وأكد انه اجرى محادثة موسعة مع السفير عن الدعم الامريكي ومستقبل السلام في اليمن!!؟..
والسؤال أين رئيس البرلمان اليمني واعضاء المجلس مما يعانية المواطن في عدن وتعز ومارب وحضرموت شبوه وابين والمهرة من انهيار اقتصادي فضيع وتصاعد الدولار والسعودي بشكل مخيف امام انهيار العملة الوطنية واين الكهرباء والماء والخدمات وهل تم مساءلة الحكومة او وزير وقائد وتاجر عابث بالمال العام ، وهل أوصى أو قرر البركاني وقف صرف الرواتب بالدولار لجيش من القادة والمسؤولين والوزراء والوكلاء والمستشارين الفاشلين والنازحين والمهاجرين الذين يمثلون قمة البطالة والتسيب والانتهازية الذين فلسوا بخزينة الدولة وهل استفاد المواطن اليمني من الدعم الامريكي أم مراكز الفساد العابثة ، وبعد أن رقد مجلس النواب اليمني أيقض السفير الامريكي البركاني ونوابه برنة تلفون لانعاش البرلمان من غرفة العناية المركزة للتسويق الاعلامي؟ .
شغلونا .. السفير الامريكي يجتمع مع سيدات الاعمال اليمنيات في تركيا لمناقشة التحديات الاقتصادية ، السفير يجتمع بزعطان وفلتان ، كمواطن يمني مادخلي بهذا الاجتماع ومن المستفيد من عناصر التسويق والتشويق وماذا ستقدم سيدات الجنس اللطيف وأي معارك ستخوضها لانقاذ واصلاح الاقتصاد اليمني المنهار وازدهاره؟.
السفير الامريكي هذه الايام أصبح أشبه بديكور يذكرنا بـ “مارد الثورة” بشارع علي عبدالمغني بصنعاء الذي كنا نتسابق على التصوير بجانبه ببراءة وتلقائية واستعجاب ، بينما سعادته صار تُحفة تذكرنا أيضاً بألتقاط صورة فوق البنك اليمني للانشا والتعمير أو المتحف الوطني في بداية التسعينات ايام الزمن الجميل ، وكما يستغل تلك الايقونات والدمى التصوير الى جانب السفير ، فان السفير فاغن يستغل تلك اللقاءت والصور لتنفيذ مصالح بلاده على حساب مصالح اليمن وشعبه وكل واحد في سباق للفوز بصورة ونقاشات عبثية يسودها الصمت والسرية .
مجلس قيادة واعضاء برلمان وسياسيين ودبلوماسيين ووزراء وقادة احزاب ونُخب وناشطات من كل جنس ولون ورجال صحافة واعلام ومنظمات مدنية تتسابق من اجل تسجيل موقف نحن في خدمتكم سيدي العم سام وبدنا مكسب وصيت ، على غرار قول الشاعر الكبير عبدالله البردوني رحمة الله عليه “امير النفط نحن يداك .. نحن احد انيابك ..”.
اتذكر مراحل تكنولوجيا الكاميرا وفن التصوير والتحميض والكاميرا الفورية واستديو اروى وشاكر والنجم والسمة ثم المصورين العاديين عند النافورة امام مارد الثورة ايام البراءة يصورك فوق البنك ووسط الحديقة وفوق المتحف وفوق الخيل وصورتين في صورة بكل فرحة وسعادة وبراءة للذكرى وندفع قيمة الصورة عندما كانت هناك دولة وضوابط واخلاق وامن يقط المسمار وقبل ان تصبح سفارات امريكا وقطر والسعودية والامارات وتركيا وايران وعُمان وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا أشبه بصراف آلي لبعض القادة والنُخب والناشطين والناشطات .
كنا نقول ان الشيخ حمود المخلافي هو الوحيد الذي كان معجب بالتصوير وكل جزعة وحركة يقول صورني حسب التعليقات ، اليوم شيخنا الجليل مش فاضي للتصوير والمرافقين في تركيا بعد ان ترك السلاح الالي والجعبة والبازوكة والطقم والساحات وجمع له قرشين خضر وطار تركيا يفتتح سلسلة مطاعم وشركات على الطريقة الاسلامية وهات ياقصدة الله ورغم ذلك ربنا رزقه افضل من الدماء.
اما سفراء مصر وسوريا ولبنان والعراق والاردن وموريتانيا والجزائر وفلسطين والمغرب والعشاء ياساتر والبواره ولا زيارة لسياسي يمني او ناشط ولا خاطي من جنب السفارة أو متصل ولا حتى رسالة مساء الخير او السلام عليكم مجاملة أو شخصية قياديه تطلب التصوير مع السفراء أو تلتقط صورة من باب الذكرى لعدم وجود صراف آلي أو هدايا من العيار الثقيل أو دولار أخضر ولاهم بحاجة الى تجنيد وتوظيف بعض المنخنقة والمتردية والنطيحة.
والحقيقة ان الشعب اليمني لا يهمه التقاط صورة برلماني وسياسي ودبلوماسي وشيخ وناشط وناشطة واعلامي مع سفير امريكي او اوروبي او عربي ، ولا يهمة أي لقاء مغلق او مفتوح او بيان صادر بقدر مايهمه أن تترفع تلك الشخصيات عن أوكار وابواب السفارات والمكاتب السرية وان تعود الى رشدها واتزانها وعدم المتاجرة بقضايا الدولة والشعب والمؤسسات والسيادة والوحدة والثوابت الوطنية والدينية والاخلاقية والانسانية ، وذلك لايمنع من تعزيز العلاقات الدولية شرط ان تكون الدولة حاضرة ومانعه لكل من تسول له نفسه التفريط والاضرار بالسيادة والوطن وان لايمارس السياسي والدبلوماسي والناشط والقيادات الحزبية والاعلامية والمثقفين عمل الدولة سعياً وراء مصالحة على حساب مصالح اليمن وشعبه وان لا تتحول السفارات الى أوكار للتآمر.
أخيراً .. لوكانت امريكا تريد الاستقرار لليمن مافجرت الاوضاع في 2011 عبر بعض القوى الانتهازية التي فقدت سمعتها ومصالحها وحولت اليمن الآمن الى حقول الغام متفجرة عصفت باليمن وشعبه ومنجزاته المتواضعة وحتى بالمغامرين الذين فجروا بالوضع واصبحوا حانبين في الشتات.
نصيحة .. يكفي طواف حول سفارات امريكا واوروبا والدول الخليجية والتقاط الصور التذكارية وعقد اللقاءات السرية والعلنية وان كان بعضها ايجابي وحسن النية ، لكنها مستفزة وصادمة في هذه الظروف القاهرة للمواطن اليمني الذي كان ومازال وسيظل ضحية البيت الاسود الامريكي ومراكز القوى العابثة الذي صنعها سفراء وسفهاء تلك الدول ..
اما سفراء الدول الشقيقة والصديقة النُبلاء الذين يحترمون سيادة واراضي وارادة وقرارات ورغبة اليمن وشعبه فلهم الف تحية..
*رئيس تحرير سام برس