اليمن الحر الاخباري/متابعات
أوقعت ضربة إسرائيلية على مبنى نحو مئة شهيد ليلا بحسب الدفاع المدني في شمال قطاع غزة حيث تقول اسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع إنها تشن عمليات جوية وبرية ضد حماس.
وأثار تبني الكنيست الإسرائيلي الاثنين قانونا يحظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في إسرائيل موجة استنكار دولية في وقت تشتد فيه الحرب في القطاع المحاصر وكذلك في لبنان حيث تقاتل اسرائيل حزب الله، حليف حماس.
وأكد الدفاع المدني في قطاع غزة الثلاثاء ارتفاع حصيلة الغارة الإسرائيلية على منزل في شمال قطاع غزة. وقال المتحدث باسمه محمود بصل “ارتفاع عدد الشهداء في مجزرة منزل عائلة أبو نصر في بيت لاهيا إلى 93 شهيداً وما زال نحو 40 مفقودا تحت الأنقاض”.
ردا على أسئلة وكالة فرانس برس، أعلن الجيش الإسرائيلي انه يدقق في هذه المعلومات.
واظهرت صور فرانس برس أشخاصا بلباس مدني ينقلون شهداء وجرحى ويحملونهم بواسطة أغطية مغطاة بالدماء من موقع القصف الذي ظهر مدمرا بشكل كبير.
كما أظهرت الصور جثثا منتشرة في الطرقات وملفوفة بأغطية ملونة بينما يحاول أشخاص التعرف عليها أو توديع أقاربهم.
وقال ربيع الشندغلي (30 عاما) وهو نازح من بلدة جباليا الى مدرسة في بيت لاهيا “وقع الانفجار في الليل وكان قريبا من مكان تواجدنا. كنت اعتقد أنه قصف عادي. مع شروق الشمس، خرجنا وبدأ الناس ينتشلون جثثا وأشلاء ومصابين من تحت الردم”.
وتابع “معظم الشهداء من النساء والأطفال، و الناس يحاولون إنقاذ الجرحى، لكن لا توجد مستشفيات ولا علاج”.
ودعا مدير المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص كل الأطباء الجراحين “للعودة إلى مستشفى كمال عدوان لمحاولة إنقاذ المصابين”. وأضاف “مستشفى كمال عدوان خارج عن الخدمة وجيش الاحتلال يطلق النار أثناء إسعاف مصابي مجزرة مشروع بيت لاهيا”، مناشدا العالم “التحرك وعدم الاكتفاء بالتفرج على حرب الإبادة الجماعية” في قطاع غزة.
من جهتها، اتهمت خبيرة الأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز إسرائيل الثلاثاء بالسعي إلى “استئصال الفلسطينيين” من أراضيهم عبر “الإبادة جماعية”.
يشن الجيش الاسرائيلي منذ 6 تشرين الأول/اكتوبر عمليات في شمال غزة مؤكدا أنه يريد منع مقاتلي حماس من تجميع صفوفهم. وأعلن الثلاثاء انه قتل “حوالى 40 إرهابيا” في منطقة جباليا.
كما أعلن مقتل أربعة من جنوده في شمال قطاع غزة.
استهدف قصف جوي أيضا وسط قطاع غزة ورفح في الجنوب بحسب الجيش.
ورغم معارضة الولايات المتحدة وتحذير مجلس الأمن الدولي، اعتمد الكنيست الاثنين بغالبية ساحقة قانونا يحظر “أنشطة الاونروا على الأراضي الاسرائيلية”.
كما اعتمد نصا ثانيا يحظّر على المسؤولين الإسرائيليين العمل مع الأونروا وموظفيها، ما من شأنه عرقلة أنشطتها إلى حد كبير. وسيدخل القانونان حيز التنفيذ بعد 90 يوما من إقرارهما.
تتحكم إسرائيل تماما بدخول المساعدات الدولية التي تشتد الحاجة إليها لدى سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة ويعانون من كارثة إنسانية.
ونددت عدة عواصم أوروبية بحظر أنشطة الاونروا وكذلك الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
في كانون الثاني/يناير، وجهت إسرائيل اتهامات لعشرات من موظفي الأونروا في قطاع غزة بضلوعهم في هجوم حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023. ووجدت سلسلة من التحقيقات أن تسعة من موظفي الوكالة الأممية “ربما كانوا متورطين” في الهجوم، لكن دون العثور على أي دليل يؤكد المزاعم الإسرائيلية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه “يشعر بقلق عميق” إزاء هذين القانونين “اللذين، في حال تنفيذهما، من المرجح أن يمنعا الأونروا من مواصلة عملها الأساسي”، مع “عواقب مدمرة”.
وأعربت باريس عن “الأسف الشديد” بعد تصويت البرلمان الإسرائيلي على القانون. كما أدانت قطر القرار الاسرائيلي بحظر الاونروا.
– توغل في العمق –
وأعلن الجيش الإسرائيلي بعيد منتصف أيلول/سبتمبر نقل مركز ثقل عملياته العسكرية إلى جبهته الشمالية مع لبنان حيث يشن مذّاك حملة غارات جوية مدمرة تتركز على معاقل حزب الله بضاحية بيروت الجنوبية وبشرق لبنان وجنوبه.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان الثلاثاء عن دخول “عدد كبير” من الدبابات الإسرائيلية الى تلة عند الأطراف الشرقية لبلدة الخيام، في أعمق نقطة يصلها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عمليات توغله في جنوب لبنان نهاية أيلول/سبتمبر.
الثلاثاء قصفت اسرائيل عدة مناطق في جنوب لبنان مجددا بعد ضربات الاثنين على مدينة صور أوقعت سبعة شهداء على الأقل.
وقُتل 60 شخصا على الأقلّ في الغارات الإسرائيليّة الاثنين على قرى عدّة في شرق لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية في حصيلة جديدة.
وترتفع بذلك حصيلة شهداء الغارات الإسرائيليّة في لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر إلى أكثر من 1700، وفق حصيلة أعدّتها فرانس برس استنادا إلى بيانات وزارة الصحة.
من جانب آخر، أعلن الإسعاف الإسرائيلي والجيش سقوط وابل من المقذوفات أطلقت من لبنان على شمال إسرائيل الثلاثاء ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل في بلدة معلوت.
وهدف إسرائيل المعلن إبعاد حزب الله عن الحدود ووقف إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على أراضيها للسماح بعودة عشرات آلاف من سكانها لمنازلهم في الشمال.
وأعلن حزب الله اللبناني الثلاثاء انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لحسن نصر الله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر.
وأورد الحزب في بيان “عملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينا عامّا لحزب الله”. وكان قاسم يشغل حتى الآن منصب نائب الأمين العام.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الثلاثاء، الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم من أن تعيينه “موقت ولن يدوم طويلاً”.
واعتبرت حركة حماس في المقابل ان انتخاب قاسم أمينا عاماً يعد “دليل تعاف” من الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت هيئات الحزب القيادية، مؤكدة دعمها للقيادة الجديدة.
وبعد أشهر من الجمود، أعلنت إسرائيل الإثنين أنها ناقشت مع المفاوضين المجتمعين في قطر “مشروع اتفاق” بشأن الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ببيان أن رئيس الموساد ديفيد برنيع التقى مدير السي آي ايه (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) ورئيس الوزراء القطري لمناقشة “مشروع اتفاق جديد”. ولفت البيان إلى أن “المناقشات ستتواصل في الأيام المقبلة بين الوسطاء وحماس لبحث جدوى المفاوضات والاستمرار بالسعي للتوصل إلى اتفاق”.
من جانبها اعتبرت حركة حماس، الثلاثاء، أن المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة “تأكيد على خطط الإبادة والتهجير” الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة، في بيان، إن “المجزرة المروعة في بيت لاهيا صباح اليوم تأكيد على خطط الإبادة والتهجير الصهيونية ضد شعبنا، والتي لم تكن لتتم لولا العجز العربي الرسمي والصمت الدولي”.
وأضافت: “المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الصهيوني بقصفه بناية سكنية في منطقة مشروع بيت لاهيا ما أدى في حصيلة أولية لاستشهاد ما يقرب من 80 من المدنيين، معظمهم نساء وأطفال، إمعانٌ في الإبادة والتطهير العرقي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني المجرم منذ أكثر من عام”.
وتابعت أن “هذا يأتي في ظل العجز العربي الرسمي والصمت الدولي الذي يشجع مجرم الحرب (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو على المضي في خطط الإبادة والتهجير ضد شعبنا”.
وأردفت: “نذكر العالم مرة أخرى ومع ارتكاب العدو مجزرة مروعة أخرى بحق أبناء شعبنا بأن شمال القطاع يتعرض لحملة تطهير عرقي وتهجير ممنهج، على مرأى ومسمع من العالم، وهو ما يمثل وصمة عار وفشل لتلك الهياكل الأممية والدولية العاجزة عن القيام بدورها القانوني والأخلاقي في حماية المدنيين الأبرياء”.
وطالبت حركة حماس بـ”التحرك الفوري لوقف جريمة الإبادة التي تُرتكب على امتداد قطاع غزة”.
وحذرت من أن “استمرار هذه الحرب والمجازر ضد شعبنا سيكون لها تداعيات في عموم المنطقة، إذا لم يتم لجم تلك العصابة الصهيونية الإرهابية عن جرائمها”.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.