بسام ابو شريف*
قبل ان يدخل ترامب البيت الابيض ما هي خطة العمل باركانها الاستراتيجية المختلفة النابعة من شعاررفعه ترامب لنعيد للولايات المتحدة عظمتها كدولة عظمى اولى في العالم.
ترامب يعلم ما هي عوامل القوة التي ستعيد للولايات المتحدة مجدها الذي يتوهم حول اعادته الرئيس الجديد القديم للولايات المتحدة دونالد ترامب.
لم اكتب حول فوزدونالد ترامب في الانتخابات الامريكية فوزا حاسما جعله يبدأ بالعمل كرئيس جديد للولايات المتحدة قبل ان يدخل البيت الابيض متوجا فوزه في الانتخابات.
ذلك مفهوم ومعلوم ويستطيع اي متتبع لحملة ترامب الانتخابية ووجوهها الاساسية وما قالوه في السر وما قالوه في العلن يستطيع ان يرسم الخطوط العامة الاستراتيجية لسياسة ترامب القادمة وانعكاساتها على اطراف الكرة الارضية ابتداء من الشرق الاقصى وصولا الى الشرق الاوسط ثم الى شمال اوروبا وخط السيل الجارف الذي نسف في عهد بايدن وسيعاد تشغيله في عهد ترامب.
من الضروري ان نسجل في البداية ان نظرة ترامب في السياسة الخارجية لا تتركز على من كلف ترامب القيام بدور وزير الخارجية وميول هذا الوزير او هواياته او انشغالاته السابقة او الحالية.
بل سيكون كل من عينه وزيرا بغض النظر عن مركزية عمله سيكون موظفا لدى ترامب في شركته الجديدة شركة الولايات المتحدة الجديدة التي تتصاعد قوتها حسب احلام دونالد ترامب لتعيد امجاد الولايات المتحدة صاحبة القرار الاحادي الذي يتحكم في امور هذا العالم عبر سياسة خارجية حدقة وذكية وخبيثة في الوقت نفسه لم يعد سرا ان ترامب منذ ان بدأت الحملة الانتخابية وخلال المناظرات التي اجراها مع الرئيسة المرشحة نائبة بايدن هاريس منذ ذلك الوقت اعلن ترامب انه يستطيع ايقاف الحرب في اكرانيا بايام قليلة باتفاق مع بوتن رئيس روسيا الاتحادية وتحدى بايدن من انه لو كان رئيسا لكان تجنب حصول هذه الحرب التي كلفت الولايات المتحدة والمواطن الاميركي اثمانا باهظة جدا جعل من اقتصاد الولايات المتحدة ينحدر انحدارات خطيرة وجعل من اقتصاد الولايات المتحدة وجعل من الوضع الاقتصادي للمواطن الاميركي وضعا سيئا او على الاقل اسوأ بكثير مما كان في عهد ترامب الاول.
اذن ترامب امسك بحبال الوضع الاقتصادي للمواطن الاميركي واستخدمها الى ابعد مدى من اجل نيل صوت المواطن الذي اهتمامه الاول الذي لا شك ادا هو وضعه الاقتصادي وتخفيف الضرائب وزيادة دخله وان يعيش مرفها اكثر بشكل اكبرمما عاش في زمن بايدن على الاقل او كما كان عائشا في زمن ترامب الاول قبل العام 20.
اذن ترامب اعلن انه سيبدأ في التخلص من عبء كبير هو عبء اكرانيا وان لم يفعل ذلك بشكل يهز من اطراف التحالف مع اوروبا ويخلخل اوصال ذلك التحالف بحيث تصبح اوروبا اكثر التصاقا وتماهية للموقف الاميركي نتيجة الرعب الذي سيدب في اوصالها نتيجة انسحاب الولايات المتحدة من عمليات التمويل التي كلفت اوروبا الكثير الكثير وكلفت الولايات المتحدة الكثير الكثير لكن الولايات المتحدة في عهد بايدن استخدمت هذا التكتيك من اجل ان تكسب هي اي الولايات المتحدة من دخل اووروبا ثمن اسلحة تعطيها لاكرانيا وتدفع ثمن البدائل للولايات المتحدة حتى ذلك الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على روسيا ونفطها وغازها حتى ذلك الحصار الذي اجبرت اوروبا على اتباعه والسير خلف الولايات المتحدة في قراراتها هذا انعكس سلبا على اوروبا وجعل اوروبا في مأزق كبير جدا وحتى تلك العمليات السرية التي قامت بها الولايات المتحدة بالتعاون مع عملائها الاكرانيين لتفجير خط سيل الشمال تحت البحر وقطع الامداد لاوروبا باسعار مناسبة حتى هذا استخدمته الولايات المتحدة كي تجبر اوروبا على شراء النفط والغاز من الولايات المتحدة باسعار عالية جدا.
اذن موضوع التفاهم مع روسيا وان لم يعطي نتائج فورية هو اولوية لدى ترامب الذي يريد ان يفك تدريجيا اواصر الصداقة والتحالف والشراكة بين روسيا والصين كي يتمكن من مواجهة الصين ناقص روسيا الاتحادية …
لكل منطقة رسم ترامب سياسة محددة دقيقة من حيث التبحر في الخطط والاسماء المرتبطة باستراتيجية ترامب لاعادة العظمة للولايات المتحدة الامريكية …
ولاعادة هيبة الولايات المتحد كالدولة العظمى الاولى وصاحب القرار احادي الصناعة في معامل دوناد ترامب يقوم ترامب بالتدقيق في كافة الخطط التي اصبحت مرسومة بتكليف منه للجان كانت باستمرار في حملته الانتخابية دون ان يعلن ذلك وبطبيعة الحال علينا ان نقول هنا ان هذه اللجان ضمت خبراء في المناطق الجغرافية المحددة والتي طلبها بايدن كلزوم لخطته الاستراتيجية لعزل الصين عن روسيا والحاق اوروبا الحاقا كاملا بالولايات المتحدة لفعل ذلك قامت هذه اللجان التي لم ياخذ من اعضائها وعضويتها دونالد ترامب شخصا واحدا وعينه كوزير بل كل اعضاء اللجان الذين عملوا كخبراء لوضع التكتيكات اللازمة والمناسبة لاستراتيجيته كل هؤلاء لم يعينوا وزراء ولكنهم سيكونوا باستمرار تحت تصرف ترامب لمعالجة اي مشكلة تكتيكية او اي مشكلة في التكتيك المرسوم من قبل هذه اللجان.
اعلن ترامب اكثر من مرة انه سيواجه الصين في معركة قوية من اجل اعادة عظمة الولايات المتحدة فقد تمكن بايدن خلال فترة حكمه من منع افلاس الولايات المتحدة عبر بيع السلاح وشن الحروب فشن الحروب كانت مصدر دخل لادارة بايدن من خلال مد حلفاء وشركاء امريكا بالسلاح الغالي الثمن لكي تستعيد الولايات المتحدة ما صرفته على حلفائها وشركائها وحروبها خارج اطار الولايات المتحدة وعلى رأس ذلك اسرائيل واكرانيا ولقد ذكر ترامب اكثر من مرة ان الولايات المتحدة دفعت ثمنا باهظا يفوق الخمسين مليار دولار لاسرائيل يجب ان تستعيدها الولايات المتحدة وحدد ترامب ان الاستعادة يجب ان تتم من حلفائها خاصة حلفائها الذين ينتجون النفط في الخليج العربي .
الخليج العربي هذا يعني ان ترامب كنقطة في هامش نشاطه وتكتيكات ذلك النشاط سوف يطالب دول الخليج بدفع كل ما دفعته الولايات المتحدة ثمنا لطائرات واسلحة وذخائر اسرائيل التي شنت من خلالها حرب ابادة على الشعبين الفلسطيني واللبناني وان الشعب الفلسطيني دفع اكثر من خمسين الف شهيد معظمهم من الاطفال والنساء ودفع مئة وخمسين الف مصاب غير آلاف المفقودين والمخطوفين الذين ينالون العذاب يوميا في سجون الاحتلال وكذلك سقط وارتقى شهداء من الشعب اللبناني بالآلاف وبعشرات الآلاف من المصابين والدمار الذي لم يشهد له سابقة سوى ما جرى في قطاع غزة الذي ما زال مستمرا في غزة وفي لبنان ، ترامب يريد ان يدفع حكام العرب الذين لم يدفعوا اي شيء لمساعدة الشعبين اللبناني والفلسطيني لمواجهة ذلك العدوان الهمجي الذي شنته وتشنه اسرائيل لتدمير البيوت والمساكن والمدارس وبيوت العبادة وكل انواع المؤسسات الانسانية في غزة وفي لبنان.
ترامب يريد ان يطوق الصين من خلال فك تدريجي لارتباطاتها الاستراتيجية مع روسيا وذلك بخلق البدائل لروسيا من الصين واذا اردنا ان نضرب مثالا على ذلك نقول ان ترامب سيعمل المستحيل من اجل اعادة العلاقات الاقتصادية خاصة النفطية والغازية بين روسيا واوروبا حتى من خلال اعادة خط الشمال والخطوط المباشرة وتحييد اكرانيا ووقف الحرب في اكرانيا كي تجد روسيا بديلا تدريجيا لسوق الصين لنتجاتها الاساسية التي تحتاجها روسيا من اجل تعديل كل ميزانيتها التي قامت حكومة روسيا الاتحادية بصرف جزء اساسي منها على حرب اكرانيا اذن ترامب سيسهل لروسيا العودة لاسواقها خاصة الاسواق الاوروبية وسيعمل بدون ضجيج من اجل ايجاد وقف لاطلاق النار في اكرانيا واجبار اكرانيا بصمت على قبول ما نصت عليه الاتفاقات السابقة التي خذل توقيع الولايات المتحدة عليها بايدن وكذلك حكام اوروبا والذ قالت عليهم حاكمة المانيا السابقة انهم وقعوا هذا الاتفاق خدعة لكي يعطوا الوقت لاكرانيا للتسلح واعداد قواتها للحرب على روسيا الاتحادية.
وتاتي هنا دول الشرق الاوسط التي يضمن ترامب ولاء دول الخليج للولايات المتحدة وسياساتها وقدرة الولايات المتحدة الى الضغط عليها الى حدود كبيرة ولكن في الخليج يوجد ايضا ايران التي بدأ ترامب معها بالاتصالات عبر وسطاء وتناول الوسطاء في هذه الاتصالات موضوع العودة للاتفاق النووي مع ايران بين ايران والغرب وموضوع وقف اطلاق النار في غزة ولبنان وموضوع العلاقات مع دول الجوار في الخليج العربي وموضوع علاقات ايران مع روسيا من جهة والصين من جهة اخرى اهتمام الصين بايران اهتملم كبير ذلك ان الصين ترى في ايران احتياطها الاستراتيجي للنفط والغاز وهي تقيم صلات استراتيجية وعلاقات استراتيجية مع ايران للحفاظ على هذا الاحتياطي الضروري لها من هنا يسعى ترامب لفك هذا الارتباط الاستراتيجي بين ايران والصين حتى يضعف الصين ويقوي روسيا على حساب الصين وهنا تأتي المشكلة الكبرى في الشرق الاوسط التي لا يمكن لاي جهة عالمية او جهة دولية ان تنجح في ايجاد حلول لها ما لم تكن عادلة في النظرة للحلول وتعالج الى حدود معقولة حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الشعب اللبناني فهل يستطيع ترامب ان يفك هذه العقدة وان يحل ذلك مع نتنياهو !
هذا هو بيت القصيد من الكتابة حول سياسة ترامب القادمة ذلك ان مصائر الامور في شتى انحاء العالم شئنا ام ابينا شاءت الاقدار ام ابت ستكون معتمدة اعتمادا كبيرا على المواقف الامريكية من كل النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية ولذلك فان المراهنة على عدم رغبة ترامب في شن الحروب ورغبته في وقف اطلاق النار ورغبته في القتال الاقتصادي والقتال السياسي والتفاوض بعد كل معركة من هذه المعارك السياسية والاقتصادية من اجل الوصول الى حلول هي طريق معنونة بشكل واضح ايجاد عالم جديد يتعاون فيه ترامب مع بوتن من اجل التفاهم حول حل مشاكل العالم ويريد ترامب ان يستثني الصين التي احتكرت كل انواع الصناعات والاسواق العالمية لهذه الصناعات باستثناء الصناعات العسكرية التي فازت فيها الولايات المتحدة والتي في مرحلة ترامب القادمة لن تكون سلعة رئيسية التي ستستخدمها الولايات المتحدة من اعادة موقعها الاقتصادي المتقدم والمتفوق .
*كاتب فلسطيني
Check Also
الإعلام “المتصهين”!
مطهر الاشموري* عندما كانت إسرائيل تقاتل دولاً أو جيوشاً عربية فهي لم تمارس قصف وتدمير …