الجمعة , أبريل 25 2025
الرئيسية / اراء / المطلوب لمواجهة ترامب!

المطلوب لمواجهة ترامب!

د.بسام روبين*
من الواضح أن الرئيس الأمريكي ترامب يعود مبكرا لإسلوبه العدائي تجاه الدول العربية المحورية الأردن ومصر والسعودية ويواصل إطلاق سهامه نحو هذه الدول الكبرى، متجاهلا ما تشكله هذه الدول من ركائز إستراتيجية للأمن القومي العربي والإقليمي ،
فمنذ توليه السلطة إنتهج سياسة الضغط العشوائي المتدحرج على هذه الدول المحورية عبر صفقات سياسية تقوم علي الإبتزاز السياسي والمالي معتقدا أن هذه الدول بحاجة إلى المساعدات والحماية الأمريكية ، وهذا إعتقاد خاطئ فهذه الدول قادرة على حمايه نفسها والوقوف في وجه السياسات الظالمة لترامب وغيره والتأقلم مع وقف المساعدات التي تستهدف إنتزاع كرامة الشعوب العربية وتقديمها على طبق لإسرائيل.
فالأردن يعد حجر الزاوية في قضايا الأمه العربية ، وفي مقدمتها القضيه الفلسطينيه وهو صاحب الموقف الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ورفض تصفية قضيته، ناهيك عن أنه بشعبه وجيشه وقيادته سيصمد أمام التحديات والمؤامرات الأمريكية والصهيونية ويواجهها ويتغلب عليها، فقد بات يعي حجم المؤامرة على أمنه القومي ووجوده، أما السعودية الشقيقة وهي غرفة الإنعاش للإقتصادات العربية فقد أعلنت عن موقفها الثابت وربطت التطبيع مع إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية أولا وهذا لا يناسب مقاسات ترامب ونتنياهو وهما يناوران الآن من أجل فرض التطبيع على السعودية بدون مقابل، إلا ان موقف السعودية المعلن ما زال متماسكا ويصر على ثوابته.
وفيما يتعلق بمصر العظمى التي تشكل بيضة القبان في الصراع العربي مع إسرائيل فهي مستهدفة منذ زمن لإضعاف دورها الإقليمي والحيوي ولكنها في النهاية لن تتخلى عن دورها الريادي في قيادة الأمة العربية وحرصها على التغلب على السياسات الإستعمارية التي يحاول ترامب فرضها على العرب لصالح إسرائيل ، لذلك يجب على الحكومات والشعوب العربية أن يدركوا حجم الأخطار الحقيقية التي تمثلها سياسات ترامب حيال الأمن القومي العربي، فالأمة العربية ليست مشروعا تجاريا كما يراها ترامب ويسعى لتجيير مقدراتها الإقتصادية والعسكرية وتوظيفها لصالح إسرائيل ، وينبغي على حكوماتنا وشعوبنا العربية أيضا إتخاذ موقفا حازما وموحدا ضد إدارة ترامب المتهورة ،وتقديم كافة أشكال الدعم الإستراتيجي لهذه الدول العربية المستهدفة حاليا من قبل البيت الأبيض لمنع ترامب من تحقيق أي مكاسب او تنازلات من قبل زعماء هذه الدول في اللقاء المرتقب ، ويجب أن نظهر كعرب قوتنا العسكرية والإقتصادية والسياسية لمنع أي ساكن للبيت الأبيض من التفكير بالتطاول على هذه الأمة, وان نبدأ بتعزيز الإلتفاف حول قياداتنا الوطنية , مع المسارعة في إعلان المواجهة العربية مع ترامب لإلغاء أجنداته التي تتعارض مع مصالح الأمن القومي العربي ، فالمسؤولية لا تقع على الأردن لوحدها ولا على مصر ولا على السعودية بل هي مسؤولية جماعية للدول العربية جمعاء, فإما أن نكون أمة قادرة على حماية أمنها او لا نكون، ونستمر هدفا سهلا أمام المخاطر والأطماع الدولية والإقليمية، فهذا الرئيس إعتاد التعامل مع دولنا العربية بمنظار الربح والخسارة، ويجب ان يدرك بأن العالم العربي والشعوب العربية ليست ساحات مفتوحة لمزادات ومؤامرات البيت الأبيض أيا كان ساكنه.
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية وأعاد لها مجدها وتاريخها .
*كاتب اردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

المفاوضات النووية والهيمنة الأميركية!

د. سنية الحسيني* تستكمل المفاوضات النووية جولاتها يوم السبت القادم، في تطور متسارع باتجاه توقيع …