اليمن الحر الاخباري
تنتظر قوّات صنعاء التوجيهات لتجاوز الخطوط الدفاعيّة الأخيرة لقوات هادي في مأرب، بعدما عزّزت مكاسبها العسكرية في المدينة التي يبدو أنها شارفت على السقوط. وعلى رغم استماتة الرياض لشراء ولاءات القبائل المأربيّة، وآخرها قبيلة مراد، ردّت هذه الأخيرة بعقد اجتماع مع قيادات صنعاء، للتأكيد على مساندتها الجيش واللجان الشعبية في تحرير مأرب بالكامل
حقّقت قوّات صنعاء تقدّماً عسكرياً في ضواحي مدينة مأرب التي صارت قاب قوسين من السقوط. وعلى رغم المسافات الفاصلة بين جبهات جنوب غرب المدينة وشرقها وشمالها، تمكّن الجيش واللجان الشعبية، في الأيام الماضية، من إحراز تقدُّم في اتجاه الأطراف الشمالية للمدينة، وتحديداً في منطقة نخلا، والسيطرة على جبل دش الخشب الاستراتيجي المطلّ على مدينة مأرب ومعسكر تحالف العدوان في منطقة صحن الجن، بعد معارك شرسة خاضاها مع قوات الرئيس المنتهيه ولايته، عبد ربه منصور هادي، مسنودةً بميليشيات «حزب الإصلاح».
ومع اقتراب المعارك من المدينة التي أحاطها «الإصلاح» بأكثر من 14 مخيّماً للنازحين بهدف تحويلهم إلى دروع بشرية في ساعة الصفر، أفادت مصادر عسكرية موالية للجيش واللجان الشعبية، «الأخبار»، بأن حكومة الإنقاذ أرسلت كتيبة تابعة للقوات الخاصة ومدرّبة تدريباً عالياً على حرب المدن، إلى أطراف مأرب، حيث تنتظر دورها جنباً إلى جنب لواء الدعم والإسناد القبلي المشكَّل من أبناء عدد من قبائل مأرب لتحرير المدينة، وذلك بعد التقدُّم الكبير الذي أُحرز أخيراً شمال غرب المدينة. وأكّدت المصادر أن قوات صنعاء تنتظر التوجيهات لتجاوز آخر الخطوط الدفاعية لقوات هادي.
وفي جنوب غرب مأرب، عزّز الجيش واللجان الشعبية مكاسبهما العسكرية على الأرض، بعد توغّلهما داخل مديرية جبل مراد. وسيطرا، بعد معارك عنيفة خاضاها مع قوات هادي مسنودة بمقاتلين من أبناء قبيلة مراد الموالين لـ«التحالف»، على مناطق الصنف والمعود والزغط والأوشال.
وقالت مصادر قبليّة، إن عدداً من القتلى سقط من الطرفين في المعركة التي تشهدها منطقة حيد ال أحمد في جبل مراد. وفي مديرية حريب، سيطرت قوات صنعاء، مساء أول من أمس، على مناطق واسعة أبرزها ذراع الغول والمراوح وجبل الفرحة وصنة الاستراتيجية.
وعلى رغم الحشد الكبير لقوات هادي وميليشيات «الإصلاح» في جبهة العلم والنظود في الجبهة الشماليه لمأرب، قالت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن الجيش واللجان الشعبية سيطرا على مناطق الضبائع والشهلا شرق منطقة صافر، فيما انسحبت قوات هادي نحو جبهة العلم لتعزيز مواقعها الدفاعية، بعد سقوط عدد من المواقع الصحراوية المهمّة الواقعة بالقرب من خط العبر – حضرموت وصافر – مأرب، بيد الجيش واللجان.
من جهتها، أفادت مصادر قبليّة في جبهة العلم التي تشرف عليها قوات تحالف العدوان من غرفة العمليات في الحدّ الجنوبي للسعودية، بأن خلافات نشبت بين مقاتلين قبليين موالين لـ«التحالف» وقوات هادي، أدّت إلى انسحاب عشرات القبليّين، فضلاً عن مواجهات بينيّة عنيفة وقعت، صباح أول من أمس، بين مسلحين من قبيلتَي آل رنيم وآل عوشان، أدّت إلى مقتل زعيم الأولى، سالم بن علي رنيم.
وتزامناً مع فشل الضغوط الدوليه في أثناء قوات صنعاء عن حسم جبهة مأرب، ردّت قبيلة مراد المأربيّة على مساعٍ سعودية جديدة، مسنودة بـ200 مليون ريال سعودي، قادها بعض مشائخ مراد الموالين لتحالف العدوان لشراء ولاءات مشائخ القبيلة، بعقد لقاءٍ موسّع مع عضو «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء محمد علي الحوثي، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية أبو علي الحاكم، ومحافظ صنعاء عبد الباسط الهادي، وعدد كبير من القيادات العسكرية.
وخرج اللقاء الذي عُقد، أول من أمس، بإجماع العشرات من مشائخ قبائل مراد، على مساندة الجيش واللجان الشعبية في تحرير مأرب بالكامل، والتواصل مع أبناء مراد المغرّر بهم للعودة إلى صف الوطن والتخلّي عن الدفاع عن تحالف العدوان.
وتبذل صنعاء جهوداً كبيرة لتجنّب المصادمة مع عدد من قبائل مأرب عبر وسطاء قبليّين بهدف حقن الدماء بين الطرفين.
ووفقاً لمصدر قبليّ، فإن الجيش واللجان الشعبية توصّلا، خلال الفترة الماضية، إلى اتفاقات مع عدد من قبائل رحبة والجوبة وجبل مراد في جبهة جنوب غرب مأرب، جنّب عدداً من المناطق القبليّة ويلات الحرب.
:
تقرير: رشيد الحداد: المصدرجريدة الأخبار اللبنانية