الثلاثاء , أبريل 8 2025
الرئيسية / اراء / حروب الفلزات النادرة!

حروب الفلزات النادرة!

خالـد شحــام*
هذه أعزائي ليست مقالة ، بل هي رحلة خائفة في أحد دهاليز علم الكيمياء السياسي حيث يمكن لدورقٍ مخبري يحوي محلولا أيونيا ذا لونٍ أرجواني أن يتسبب في صناعة حرب مفبركة يذهب ضحيتها ربع مليون من البشر ، ويتم فيها حرق نصف قارة وتهجير أهلها ، وتلويث بحارٍ ومحيطات وتربة وإزالة غابات ، وفيها يتم تحويل الأراض الصالحة للزراعة إلى صحارى لا يسهر فيها الليل كي ينعم الفرنجة بالثروة والنفوذ .
لم نكن نعلم أن السيد الرئيس ترامب مهتم بالكيمياء وألاعيب أنابيب الاختبار إلا بعدما بدأ يلعب في اوكرانيا ، كلنا نتذكر أولى التصريحات التهريجية عندما أشار بإصبعه بأنه يطمح لوضع يده على غرينلاند وكندا وقناة بنمـا بطريقة استيلائية غير مسبوقة وكنا نحسب الرجل يمارس المزاح السياسي الثقيل ، اليوم وبعد سنواتٍ ثلاثٍ من الصراع الروسي -الأوكراني تتجلى الحقيقة المريرة التي كانت مكشوفة لجميع المحللين السياسيين الأذكياء والأغبياء ، والتي تجزم بأن أوكرانيا كانت تدخل معركة خاسرة بخديعة أمريكية ، تتأكد هذه الاستنتاجات مع وصول زيلينسكي ومن وراءه الى حافة هاوية الحقيقة خاصة بعد بهدلة الأمس والتي تقول بأنه قد خسر ما يقارب 20% من مساحة بلاده ، وتحول هو ومواطنوه وبلده إلى منجم يعمل فيه الجميع بتعاسة خدمةً للأمبراطورية الأمريكية ، لاتتفاجأوا -ربما خلال أسابيع قليلة – بالرئيس العبقري والمسكين زيلينسكي وهو يتحدث أمام الميكروفون ذليلا مقرا بأن بلاده تم التغرير بها والضحك على ذقنها وجرها الى الاصطدام مع روسيا وكل ذلك كان بهدف الاستيلاء على أوكرانيا سياسيا واقتصاديا وتحويلها الى جمهورية موز أمريكي مع النوع ذو القرن الأصفر الطويل والمثير ، ولكن بدلا من الموز المعتاد هنالك شيء اسمه الفلزات النادرة وهذا ما تورط فيه زيلينسكي بالأمس .
في هذه المقالة سنذهب في جولة خاطفة مع مفهوم العناصر الترابية النادرة بهدف إضاءة هذه الحقائق وفهم علاقتها بالسياسات الأمريكية ، والبداية ستكون من العناصر الكيميائية ، والعنصر مادة تتألف من نوع موحد من الذرات ، حيث أن لكل عنصر ذراته الخاصة ، ويمكن اعتبارالعناصر لبنات اساسية لبناء كل شيء في هذا الكون ، العناصر التي شخصها العلم وصلت الى ما يقارب 120 عنصرا ولن يوجد غيرها بعد ذلك ، الكثير من هذه العناصر تعرفونها جيدا مثل النيتروجين والأكسجين والكربون والقصدر والالمنيوم والكبريت والذهب والفضة وغيرها ، معظم العناصر تتبع مجموعة الفلزات (عددها 95 فلز ) مثل الحديد والنحاس والألمنيوم والكروم والصوديوم واليورانيوم ، والفلزات عناصر لامعة وموصلة للحرارة والكهرباء وتتمتع بالصلابة في درجة حرارة الغرفة بالمجمل ، تستخرج جميع الفلزات من عروق الصخور النارية أو حطامها المترسب في أحواض الترسيب الجيولوجية القديمة وتتوزع في قشرة الأرض بنسب متفاوتة ، ويا لحظِّه من كانت نسبتها مرتفعة في بلاده وأحيانا من سوء حظه !

في عُرف العلماء هنالك حزمةٌ من الفلزات تعرف علميا في الجدول الدوري للعناصر بإسم العناصر الارضية النادرة ، وسبب هذه التسمية ليس لأنها قليلة الانتشار في صخور الارض ، بل لأن استخلاصها والحصول عليها كان يشكل تحديا عسيرا على فهم الكيميائيين ، فهي تتمتع بدرجات انصهار عالية لأكاسيدها و مختلطة ومواربة بشدة لدرجة أن عنصر منها اسمه اللانثانوم والذي يعني المخفي ، وعنصر ديسبروسيوم والذي يعني العنصر صعب الحصول ، لم يمكن التغلب على صعوبات عزلها وفصلها الا في القرن االعشرين على يد عالم كندي ابتكر طريقة خاصة لذلك، هذه العناصر على الرغم من غرابة اسمائها الا اننا جميعا نتعامل معها ونلعب بها ونلمسها ونقتنيها ، توجد بنسب ضئيلة في كل حفنة تراب تقبضها بيدك أو لتر من ماء البحر تضعه أمام ناظريك ، توجد أيضا غرامات منها في هاتفك الخلوي وأخرى في التلفاز وعدة كيلوغرامات داخل سيارتك وربما يكون أحدكم يضم في جسمه سبيكة منها إذا كان قد قام بعملية جراحية ذات يوم لتركيب مفصل أو مسمار فلزي بين عظامه أو حشوات أسنانه ، إنها ومن حيث لا ندري تتحكم بحياتنا والصراع في هذا الكوكب ، هذه العناصر في وقتنا الحالي تعرف سياسيا بإسم الفلزات الحرجة ويكفي أن نفهم معنى الإسم لنفهم سبب كثير من الصراعات والأحداث التي تقبع هذه الفلزات كمبرر لها ، دعونا نؤكد كذلك بأن الفلزات النادرة ليست الوحيدة محل الصراع فهنالك مجموعة أخرى من الفلزات التي تسمى الفلزات الانتقالية والتي لا تقل أهمية عن تلك ومنها مثلا الرينيوم والتنجستن والتيتانيوم والمولبدنيوم والكوبلت والنيكل والكروم والاريديوم وغيرها .
إن الفلزات النادرة تتمثل في( المجموعة الخفيفة: اللانثانوم، السيريوم، البراسيوديميوم، النيوديميوم، البروميثيوم، السماريوم، اليوروبيوم، الجادولينيوم.) و ( المجموعة الثقيلة: التريبيوم، الديسبروسيوم، الهولميوم، الإربيوم، الثوليوم، الإيتربيوم، اللوتيتيوم، السكانديوم، والإيتريوم )
من أكبر التحديات التي تواجه استخلاص الفلزات النادرة صعوبة فصلها وتطلبها لعمليات إذابة معقدة ومتكررة تدخل فيها احماض الكبريتيك والنيتريك والهيدوركلوريك ، ولهذا السبب فمخلفات العمل تكون محاليل مذابة متأينة مشعة في معظم الأحيان وبالغة السُّمِية لكل شيء حي .
ad
بدون الفلزات النادرة ستنطفىء أنوار هذا العالم ونغرق في الظلام لأنها أساس مصابيح الفتيل والثنائيات الباعثة للضوء ، لن يتمكن أحدكم من الحصول على شاشة بقياس 50 بوصة بسعر بخسٍ ولن تتمكن أجهزة الاتصال من الجيل الاول حتى الخامس من العمل او الوجود من الاصل ، لن يتمكن أحدكم من امتلاك هاتف ذكي يعمل بشاشة لمس او الحلم بسيارة كهربائية تمتلك بطارية تقطع مئات الكيلومترات في شحنة واحدة ، لن تصمد أية مركبة فضائية لدقائق أمام الحرارة والاشعاعات والضغوط الهائلة الناجمة عن التحليق ، لن يمكن انتاج طائرات نفاثة تسير بسرعات من فئة 2-5 ماك ، انسوا كل ما تعرفونه عن الألواح الشمسية والذكاء الصناعي والقطارات فائقة السرعة دون هذه الفلزات ولا تفكروا حتى مجرد تفكير بالمستقبل ، إن السيارات الكهربائية والهجينة ستختفي من قائمة رفاه الحاضر والمستقبل لو لم توجد الفلزات النادرة ، و لو ازيلت من مرشحات عوادم السيارات لمات هذا العالم من التسمم بأول اكسيد الكربون وثاني اكسيد النيتروجين وغيره من مخلفات عوادم السيارات .
إن المقذوفات المميتة التي هطلت على غزة مثل المطر وتسببت بهذه الصور الصادمة من الدمار والعدد المرعب من الشهداء والضحايا ليست إلا تطبيقات عملية على استخدام الفلزات النادرة التي تدخل في بنية جسم الصاورخ والالكترونيات الدقيقة التي توجهه وتوقت انفجاره ، إن الميركافا العبرية التي يتباهى بها العدو ليست سوى إخضاعا واستغلالا للخصائص العجيبة للفزات النادرة التي تدخل في كل جزء من هذا السلاح وغيره لتحسين الصلابة وتحمل درجات الحرارة العالية ومقاومة الصدأ، إن طائرات اف 35 لا قيمة لها وستفشل خلال ثوان من اقلاعها لولا حزمة الفلزات النادرة التي تدخل في تركيب كل جزء منها ، لقد توصل الروس إبان حقبة الاتحاد السوفياتي لتركيب صحيح لسبيكة السكانديوم مع الألمنيوم التي منحت قوة هائلة وخفيفة الوزن وتم استخدامها في طائرات الميغ الروسية بامتياز ثم سرق الأمريكان هذه التقنية ونقلوها وطوروها لطائرات الفالكون اللعينة التي قصفت غزة .
تعتبر المغانط من أهم التطبيقات القوية لسبائك الفلزات النادرة حيث أمكن من خلال سبائك البورون والحديد والنيوديوم والسماريوم والديسبروسيوم وغيرها من انتاج مغانط قوية جدا بحجم صغير تتفوق على كل المغانط التقليدية المصنوعة من سبائك الفولاذ والفيرايت ، هذه المغانط بدونها لا يمكن صناعة السيارة الكهربائية ولا القاطرات ولا السماعات ولا المولدات الكهربائية ولا مولدات الرياح وقائمة طويلة جدا من التطبيقات ، إذا قام أحدكم بفك محرك القرص الصلب من حاسوب تالف فسوف يعثر بداخله على قطعة من مغناطيس الفلزات النادرة وترى بنفسك مدى قوته قياسا لحجمه ، في مجال الصناعات التحويلية والمركبات العضوية والتكسير الحفزي للنفط لا يمكن الاستغناء عن أكاسيد الفلزات النادرة والتي تستخدم كعوامل محفزة ومساعدة في تكسير مادة مثل الزفت وتحويلها الى وقود غازي أو سائل أو تحويل الديزل وغيره الى انواع خفيفة من الوقود العضوي ، كما تستخدم هذه العوامل في سلسلة هائلة من التخليقات الكيميائية في الأدوية والدهانات والمتفجرات العسكرية وصناعة الأحماض وهدرجة زيوت القلي ، إن مستقبل البشرية القادم في صناعة الموصلات الفائقة أساسه هو أكاسيد الفلزات النادرة حيث يمكن الحصول على الموصلات الفائقة وهي مواد ذات مقاومة صفر للتيار الكهربائي والتي تسمح بصناعة محركات ومولدات وتطبيقات ذات كفاءة عالية جدا دون هدر للطاقة وسيكون الأمر أشبه بالحلم .
قد يعتقد البعض أن ما يجري في أوكرانيا هو حدث معزول عما يجري في الشرق الأوسط وقد يكون معزولا عما يجري في السودان وعما يجري في سوريا وغزة ولبنان ، لكن الحقيقة العمياء تقول بان كل ما يجري هو برنامج متكامل ربما بدأت معالمه تتضح وسوف تتضح أكثر مع قادم الشهور والسنوات ، وما يبدو أنه الرئيس المهرج الذي يفقتر لأدنى دبلوماسيات السياسة يتحول بالتدريج الى لاعب الاكروبات الذي ينفذ أجندات الهيمنة الامريكية الجديدة على العالم ، لقد أصبحت خطة ترامب أو من هم وراءه تتضح بدرجات مشوشة حيث أن الخطة تقضي بوضع اليد على كل مصادر الطاقة والمعادن التي تؤهل صعود العظمة الأمريكية والتمكن التقني والاقتصادي وحرمان الصين العدو المحوري من هذه المقومات ، ان الخطة التي فشلت في خديعة كورونا في عام 2020 والتي كانت من ضمن غاياتها تجفيف الموارد التجارية للاقتصاد الصيني بقطع كل وصلاتها ستعاد الان بتجفيف التزويد الصناعي المتقدم من الفلزات الاساسية في صناعة القوة العسكرية والتقنية والاستغناء عن مناجم الصين التي أذلت أمريكيا وأروبا.
خلال العقود الماضية من القرن العشرين تحولت الفلزات الترابية النادرة إلى سبب مكشوف لصراعات سياسية هائلة تدور رحاها بالخفاء ، تحركها شركات التقنية العملاقة ومن ورائها البنوك التي تحرك الجيوش وتصنع الحروب لكل الأسباب المعلنة الكاذبة ، عنما نعرف بأن الصين تمتلك ما نسبته 44% من انتاج وفرز وتنقية هذه الفلزات ومشتقاتها فيجب أن نفهم الدوافع الأمريكية المتعطشة لوضع يدها على نسبة مشابهة أو اكثر من هذه الثروة الكيميائية ، إن العالم الذي يعيش الان والذي سيعيش في المستقبل يحتاج الى غذاء وماء نظيف وبنفس الشدة يحتاج الفلزات النادرة لكي يتمكن من العيش ضمن التحديات الهائلة التي يفرضها ايقاع عالم اليوم ، خلال السنوات الماضية ومع ارتفاع الطلب على الفلزات النادرة واغلاق منجم ممر الجبل في كاليفورنيا وهو المصدر الأساسي للولايات المتحدة في الماضي ومع نفاذ مناجم العالم تدريجيا أصبحت الصين تتربع على ما نسبته 97% في تجارة هذه الفلزات ، ويتأرجح هذا الرقم صعودا او هبوطا ، لقد كانت الجيولوجيا الصينية الواسعة والتوظيف السليم للطاقات البشرية الصينية الرخيصة الكلفة وغض البصر عن قوانين البيئة سرا في تفوق الصين ، وهذا السبب بالتحديد هو الدافع وراء السلوك الترامبي في محاولة الاستحواذ على المساحة الكندية وجرينلاند وكذلك الاستيلاء على اوكرانيا ، إنه يبحث بشدة واستماتة عن الفلزات النادرة ولا أستبعد شخصيا استشارات أيلون ماسك الصناعية الطموحة التي تلعب دورها هنا .
في عام 2011 قررت الصين توجيه ضربة صاعقة للتكنولوجيا العالمية ودون سابق انذار عندما خفضت انتاجها من تعدين الفلزات النادرة تحت ذريعة الحد من التلوث مما تسبب في ازمة خانقة على المستوى العالمي وتسببت في ارتفاع جنوني لأسعارالسلع التقنية بنسب وصلت لأكثر من 50% في بعض الحالات وتسببت في إغلاق عشرات المصانع الأوروبية وخاصة الألمانية ، هذه الحادثة بالذات لم تنسها الولايات المتحدة واستفزت حفظيتها وحقدها على الصين ، ومع تصاعد الصراع التكنولوجي احتد الصراع على هذه المواد بشكل متسارع ، وشاهدنا في العام 2022 كيف حظرت الولايات المتحدة وصول الرقاقات السليكونية المتطور اللازمة لصناعة الالكترونيات الى الصين لمنعها من تصنيع شبكات الاتصالات من الجيل الخامس فردت الصين بحظر توريد عنصري الجاليوم والجرمانيوم إلى الغرب والولايات المتحدة ولوي ذراع بايدن من خلال الفلزات النادرة ، لقد قدمت الولايات المتحدة شكاوى متعددة ومتكررة ضد الصين في منظمة التجارة العالمية واشتكت من احتكارها للفلزات النادرة وحرضت أتباعها في اليابان واوروبا لفعل نفس الشيء ، وفي العام 2023 قررت مجموعة السبع الكبار تخصيص مبلغ يقارب 15 مليار دولار لافتتاح مناجم جديدة وإعادة إحياء المناجم الأوروبية وبناء وحدات إعادة التكرير للفلزات النادرة في خطوة تهدف الى كسر الهيمنة الصينية .
إن بقاء المستعمرة الامريكية الاسرائيلية داخل فلسطين وداخل القارة العربية لا يمكن ان يدوم دون امداد متواصل من الفلزات النادرة التي سممت ارض غزة وحولتها الى بيئة ملوثة كما فعلوا بتلويث العراق باليورانيوم المنضب وكما سمموا سوريا ولبنان والسودان وليببا ، في الحقيقة ان قوة القبضة الامريكية ، مهما كانت ، من تسليح متين وقاتل وذكاء صناعي وتقدم حضاري في الصناعات الفضائية والنووية وصناعات الطاقة مرده هو الفلزات النادرة .
إن التقارب المريب الذي يحدثه ترامب مع بوتين بصورة تقديم حل العقدة الروسية-الاوكرانية مكن الولايات المتحدة من الاستيلاء على اوكرانيا بوصفها صانعة سلام ومرحب بها ودون اثارة حفيظة هذا العالم ، أن هذه الخطوة في تقديري ليست سوى موضع قدم امريكي حقيقي للضربة القادمة لروسيا بوصفها المنجم الخفي الاكبر بعد الصين في مجال المعادن والفلزات النادرة.
يتخيل البعض بأن الذهب هو الفلز الأغلى ثمنا من بين الفلزات المعروفة ، ولكن عندما نعرف أسعار بورصة الفلزات النادرة والفلزات الانتقالية فسوف تضحكون جدا على بخس ثمن الذهب ، يبلغ ثمن غرام من السكادنديوم حوالي 50 دولار ، ثمن غرام الايرديوم حوالي 200 دولار للغرام ، الروديوم يبلغ 300 دولار ، لا يخلو أي بلد عربي من رواسب وخامات الفلزات النادرة وغيرها من الفلزات الانتقالية ونخص بالذكر هنا مصر والسودان والجزائر والمغرب والخليج العربي وليبيا ، لكن مع كل أسف كل هذه الثروات تبقى حبيسة الإملااءات السياسية فلا تنفع الشعوب ولا تجلب لها الأمان والقوة والعزة بل على العكس تحولت نتيجة غياب الديموقراطيات وتداول السلطات الى وبال على الأمة بأكملها وهُدِرت خدمةً للبقاء على كراسي الحكم والخضوع للكيان الصهيوني .
في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة واليابان واوربا في البحث عن الفلزات النادرة في اعماق المحيطات والكواكب والكويكبات البعيدة ، تنشغل الانظمة العربية طيلة 15 شهرا في التآمر على المقاومة في غزة ليس لشيء ولكن للاستيلاء وانهاء أندر فلز عرفته البشرية اسمه الكرامة .
لو كانت الانظمة العربية الحارسة لممالك الاستعمار حريصة على النهوض ببلادها لأمكنها ذلك بسهولة فقط من خلال الاستثمار في الفلزات النادرة المدفونة في الارض العربية والتي ستحول صناعات النفط الى شيء ثانوي جدا وتحقيق نقلة الثراء والنهضة الشاملة ، لكن الأنظمة العربية مشغولة بمناجم المسلسلات الرمضانية وإقامة مهرجانات الطرب والانغماس لتغرق شعوبها في مزيد من التخدير والضلال ونسيان البؤس والمستقبل الاسود الذي ينتظرهم ، بسبب هذاالضعف والاهمال لا تستغربوا أن بلادنا أصبحت مطمعا وساحة خلفية للإمبريالية الصهيونية الامريكية كي تنهب ثرواتها ومعادنها ، نحن على أعتاب مشهد تتحول كل دولة عربية فيه إلى نسخة أخرى من أوكرانيا التي خسرت نفسها وشعبها وأرضها وثوراتها وتم امتهان رئيسها رغم كل خدماته الجليلة لمحور الشر .
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

‏الشارع الأميركي ينتفض!

د. محمد تركي بني سلامة* في يوم السبت 5 نيسان/أبريل 2025، عاشت الولايات المتحدة الأميركية …