اسيا العتروس*
كل المؤشرات تؤكد ان كيان الاحتلال بصدد التجهيز الى عملية عسكرية كبيرة في غزة او فيما بقي من غزة، مستفيدا بالدرجة الاولى من المواقف المذلة و المتخاذلة للانظمة العربية التي اختارت مسايرة الاحتلال في جرائمه ومستفيدا بالدرجة الثانية من أنانية الغرب ونفاقه وسياسة المكيالين التي يعتمدها كلما تعلق الامر بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ومستفيدا بالدرجة الثالثة من دعم الحليف الامريكي في كل الحكومات الالوان ديموقراطية كانت او جمهورية , فكانت النتيجة واضحة الان عودة مجرم الحرب ناتنياهو لاستئناف جرائم الابادة و كأن ما اقترفه في حق غزة طوال خمسة عشرة شهرا لم يكن كافيا لتعود الة القتل والدمار الاسرائيلية الى مواصلة ما بدأت ..أمس نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الاستعدادات جارية لتنفيذ خطة رئيس الأركان إيال زامير الكبرى لشن هجوم بري واسع على قطاع غزة باستدعاء فرق عسكرية عدة بينها قوات احتياط..
واضافت هآرتس إن إسرائيل يبدو أنها تخفي في الوقت الراهن النوايا الحقيقية للحكومة والجيش, وأوضحت أنه بينما يجري انتظار مفاوضات مشكوك في نتيجتها يتم تجهيز الأرضية لعملية واسعة لاحتلال قطاع غزة بالكامل..اسرائيل اطلقت على عملية الحال في غزة خطة الجحيم كما يحلو للرئيس ترامب اعلانه ,و الحقيقة ان الجحيم في غزة لم يتوقف يوما حتى وان تراجع القصف و قد سجلت مرحلة الهدنة الزائفة مقتل سبع مائة شخص و خلال عملية الثلاثاء الدامي قتل في غزة أكثر من الف شخص خلال ساعات ..في غضون ذلك ماذا قدمت الاطراف التي تحملت دور الوسيط أكثر من قمة عاجلة بقيت وعودها بمنع تهجير اهالي غزة حبرا على ورق مع عودة كل عمليات الترهيب للتقتيل والتجويع و الفتك بالاهالي ..
الجانب المصري أعلن على وقع عودة المجازر دعوة السفير المصري من تل ابيب و دعا السفير الاسرائيلي ليقدم له رسالة احتاج لحكومة ناتنياهو وقناعتنا أنه موقف ارادت مصر أن تسجله في مثل هذا التوقيت بعد ان بلغ الغضب الشعبي مداه ولكنه موقف متاخر ولا يمكن أن يردع العدو TOO LITTLE TOO LATE الا الاكيد اليوم أن ما يجري يحتاج الى قرار عاجل غير اجل بفتح المعبر بين مصر وغزة لادخال المساعدات الانسانية التي يصر الاحتلال على منع وصولها الى الاهالي الذين يموتون جوعا و عشا و الما و بردا فلا معنى لبقاء شاحنات المساعدات خارج القطاع في انتظار انتهاء صلاحيتها فلا شيء يبرر هذه التوحش وهذا الاصرار على الدوس على كل القرارات الدولية الانسانية في اغاثة المنكوبين ولا شيء يسمح بموت المرضى في المستشفيات و اخضاع الاطفال لعمليات البتر دون تبنيج ولا بموت الانسان الفلسطيني جوعا لان هذا الكيان يرفض السماح بتدمير المساعدات الغذائية و يهدد يقصف كل من يتحدى هذا القرار ..
غزة تباد بكل انواع السلاح فان لم يكن بالقنابل الحارقة و الاسلحة المحرمة فباعتماد سلاح التجويع و الموت البطيء .. نتنياهو يستعد للمرحلة القادمة لشن عملية عسكرية كبيرة في غزة و اجبار الاهالي على الهروب حفاظا على حياتهم ما سربته وسائل اعلام اسرائيلية في هذا الصدد أكثر من محاولة لجس النبض او اطلاق بالونات الاختبار عقلية نتنياهو ليس من هذا النوع لانه بكل بساطة جمع صفات الارهابي والقاتل و مجرم الحرب الذي لا يعترف بخطوط حمراء ولا باتفاقيات انسانية أو غيرها وهو الذي ورث عن والده حليف جابوتنسكي وشريكه حلمه لاقامة اسرائيل الكبرى حتى وان اشعل المنطقة نارا، وسيستمر في هذا التوجه حماية لحكومته و لنفسه من الملاحقات في الداخل والخارج.
*كاتبة و صحفية تونسية
