الثلاثاء , يونيو 17 2025
الرئيسية / اراء / الدبلوماسية الأمريكية من الحروب إلى صفقات تهدد مستقبل العرب!

الدبلوماسية الأمريكية من الحروب إلى صفقات تهدد مستقبل العرب!

 

د. بسام روبين*
يبدو أن العالم في عهد الرئيس ترمب لم يعد محكومًا بأي قيم سياسية أو عسكرية أو أخلاقية، وحلّت محلها أدوات غير مألوفة سابقًا. فقد أصبح بالإمكان متابعة قرارات الحرب والسلام في المقاهي أو في قاعات إجتماعات الشركات التجارية الكبرى، كما حدث مؤخرًا عندما ناقش بعض مسؤولي إدارة ترمب خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق واتساب، في سابقة خطيرة تعكس هشاشة منظومة صنع القرار في الدول

الكبرى مما قد يدخل أمريكا والعالم في حاله من الفوضى السياسية والإقتصادية المتصاعده وربما يدفع المواطن الأمريكي لوضع حد لتجاوزات فريق ترمب ضعيف الخبره والكفاء وليس لديه إنسجام مع أعضائه ومع الأخلاق السياسية والقانونية سوى ولائه لترمب

وقد كشفت هذه الظاهرة عن تحول السياسة في أمريكا الى تجارة وكشفت عيوب عميقة في بنية إتخاذ القرار لدى السياسة الخارجية الأمريكية ، وباتت القرارات العسكرية تُطرح للمزايدة تمامًا كما تُعرض الأسهم في البورصة. ولم تعد المعايير التي تحكم التدخلات العسكرية مبنية على أسس أمنية أو قانونية أو إستراتيجية، بل أصبحت خاضعة لحسابات الربح والخسارة، سواء في أسواق السلاح أو النفط، أو حتى في الولاءات السياسية التي أصبحت تُباع لمن يدفع أكثر.

وقد ظهر ذلك جليا في حرب أمريكا على اليمن فلم يعد مجرد صراع إقليمي أو حرب بالوكالة كما يروّج البعض، بل أصبحت جزءًا من لعبة سياسية أكبر، تشارك فيها قوى متعددة، لكل منها مصلحة محددة، لكن الثمن يُدفع من دماء الأبرياء. فقد كشفت إحدى الصحف الكبرى عن محادثات مسربة لمسؤولين في إدارة ترمب وهم يناقشون خطط الحرب في اليمن داخل مجموعة واتساب وهو ما حاول البيت الأبيض إنكاره في البداية، لكنه تراجع بعد نشر الصحيفة للأدلة الدامغة التي حصل عليها أحد الصحفيين بعد إنضمامه إلى تلك المجموعة.

كما كشفت الصحيفة عن وجود “عميل سري” ضمن المجموعة، إلا أنها إمتنعت عن كشف هويته، نظرًا لحساسية المعلومات التي قد تؤدي إلى “زلزال” داخل عالم الإستخبارات. ولا يمكن إعتبار هذه الفضيحة حدثا عابرا، بل هي مؤشر خطير على أن القرارات المصيرية المتعلقة بالحروب لم تعد تُتخذ داخل غرف تراعي الإستراتيجيات السياسية والعسكرية،

بل أصبحت تُناقش على طاولات رجال الأعمال، حيث تتحكم المصالح التجارية الخاصه في مصير الشعوب.

ومن غزة إلى اليمن يستمر العرب في دفع الفاتوره بدمائهم وأموالهم

ويمكن لإستمرار هذه السياسات العبثية، التي تتجاهل جرائم الإبادة في غزة واليمن، ان تقود الى مزيد من الفوضى والحروب التي لا تخدم سوى مصالح إسرائيل وأصحاب النفوذ السياسي والتجاري في واشنطن ، بينما يدفع الأبرياء في اليمن وغزة أرواحهم ثمنًا لهذه الصفقات. ولا عجب أن نشهد في عهد ترمب المزيد من التحالفات والصفقات بين الساسة والتجار، على حساب مصالح الشعوب العربية والإسلامية طالما ان النخب الأمريكيه والقواعد الإنتخابيه ما زالت صامته برغم التردي الإقتصادي والسياسي الذي حل بهم من ترمب وفريقه .

فهل ما يجري سيكون كافيا حتى يستيقظ الأمريكان ويدرك العرب أنهم هم أول المستهدفين بهذه الصفقات،فاللعبة التي تُدار في الغرف المغلقة أو حتى في مجموعات الدردشة الخاصة تهدف إلى إبقاء العرب ضعفاء ومستنزفين فبينما تُدار الحرب في اليمن خدمةً لإسرائيل، نرى الفاتورة تُرسل لدول أخرى، ربما في أوروبا أو الشرق الأوسط، بينما تبقى إسرائيل بمنأى عن دفع أي ثمن، حتى عندما يتعلق الأمر بإعادة إعمار غزة، رغم أنها الجهة المسؤولة عن الدمار والقتل.

وقد آن الأوان للعالم العربي أن يخرج من سباته، ويدرك أن الحروب لم تعد تُشن فقط بالسلاح، بل أصبحت تُدار أيضًا بالصفقات، حيث تتحول السياسة إلى بازار، والدول إلى سلع، والشعوب إلى ضحايا.

حفظ الله أمتنا العربيه وإيقظها لتدرك ما يخطط لها

وما حل بها.
*كاتب أردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

هل يستسلم نتنياهو أمام إيران!

د. بسام روبين* لطالما حاول بنيامين نتنياهو أن يصدر صورة القائد القوي القادر على حماية …