الجمعة , أبريل 18 2025
الرئيسية / اراء / مفاوضات الملف النووي وحدود التنازلات!

مفاوضات الملف النووي وحدود التنازلات!

د.جلال جراغي*
بعد ساعة من الآن ستبدأ المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة بوساطة عمانية، للتوصل إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني، ورفع العقوبات أو الحظر الأمريكي المفروض على إيران. هناك عدة نقاط بالغة الأهمية حول المفاوضات يجب أخذها بعين الاعتبار وأهمها ما يلي:
أولًا: المفاوضات في جولتها الأولى ستكون غير مباشرة وليست مباشرة (أي وجهاً لوجه)، وستكون مفاوضات استكشافية أو افتتاحية للتوصل إلى اتفاق إطار حول القضايا والملفات التي يجب طرحها على طاولة المفاوضات. وهذا يعكس صحة الرواية الإيرانية المعلنة.
ثانيًا: هذه المفاوضات تأتي استجابةً للمبادرة الإيرانية وليست للاقتراح الأمريكي، مما يدل على تراجع الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب الذي جعل إيران أمام خيارين: إما الاستسلام لمطالبه (أي تفكيك برنامجها النووي والصاروخي)، وإما الحرب. لكن إيران، بذكاء ودهاء، فرضت ما تريده على الجانب الأمريكي، أي مفاوضات غير مباشرة.
ثالثًا: هذه المفاوضات هي نتاج المفاوضات غير المباشرة التي أُجريت خلال الأسابيع الماضية بين الوفدين الإيرانيين غير الرسميين وبعيدًا عن الأضواء، بوساطة عُمانية.
رابعًا: إذا نجحت الجولة الأولى من المفاوضات (أي التوصل إلى اتفاق إطار)، فقد تُجرى الجولات القادمة بشكل مباشر.
خامسًا: إيران تريد أن تكون المفاوضات مقتصرة على الملف النووي فحسب. أما ملفات الصناعات الصاروخية أو صناعة المسيرات الإيرانية أو الدور الإيراني الإقليمي، فلن تُثار في المفاوضات. إيران تعتبر موضوع الصواريخ والمسيرات خطًا أحمرًا وغير قابل للنقاش أساسًا، لأنها جزء من أمنها القومي وسيادتها الوطنية، ولا يُمكن مناقشتها. وعليه، فإن القضايا والتفاصيل المتعلقة بالملف النووي الإيراني، مثل:
نسبة ودرجة تخصيب اليورانيوم.
حجم اليورانيوم المخصب المخزَّن لدى إيران.
أجهزة الطرد المركزي.
نوعية وكيفية التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ستكون محط اهتمام الأمريكيين ومحور المفاوضات.
سادسًا: حسب ما تعلنه الإدارة الأمريكية على لسان مسؤوليها، بما فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن واشنطن تريد ضمانات من إيران بعدم السعي نحو تطوير سلاح نووي. وإذا كان هذا الموضوع هو الهاجس الرئيسي للأمريكيين، فإن الاتفاق أصبح في متناول اليد وسيتحقق، لأن إيران تعلن أنها مستعدة لتقديم ضمانات كافية في هذا المجال. وهذا ما تؤكده الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، باعتبارها المرجع الأول والأخير للأنشطة النووية للدول. مع ذلك، تُعلن طهران أنها مستعدة لطمأنة الأطراف الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، بشأن سلمية برنامجها النووي.
ثامنًا: تعتبر إيران هذه المفاوضات فرصةً لحل المشكلة واختبارًا لنوايا وجدية الولايات المتحدة، وتُعلن أن الكرة الآن في الملعب الأمريكي، أي أن السلوك الإيراني سيكون انعكاسًا للسلوك الأمريكي. وهذا يعني أنه إذا كان الوفد الأمريكي يبحث عن اتفاق حقيقي، فإن إيران ستبذل جهودها للتوصل إليه. أما إذا حاول الجانب الأمريكي إثارة قضايا خارج الإطار المحدد، فإن المفاوضات لن تنجح.
*مدير مركز آفاق للدراسات الإيرانية-العربية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

هذا السلاح لا يمكن ان يُسلَّم!

د. لينا الطبال* لست بحاجة لأن أكون مقاتل كي أفهم لماذا لا يجب تسليم سلاح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *