حسن الوريث
التقيت صديقي الصحفي والإعلامي المتميز اليوم في ميدان التحرير بعد عودته من السفر فوجدته في حالة غضب شديد وحين سألته عن السبب قال لي مأساة ياصديقي العزيز على وضع بلدنا الذي ينهار يوما بعد يوم بل في كل لحظة ونحن في وهم كبير .. قلت له يا صديقي الغالي .. انا دائما أقول هذا الكلام لكن لا حياة لمن تنادي ولا أحد يلقي بالا لما نحن فيه من أوضاع كارثية ومتردية ولكن ما الذي جعلك تذكر هذا الأمر اليوم ؟ ..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز .. اليوم تركت الزملاء في الحديدة وقررت العودة في سيارة أجرة وفور وصول إلى فرزة مدينة باجل شاهدت عجب العجاب وفعلا أيقنت اننا نعيش في وهم دولة فما يجري ليس له علاقة بنظام دولة وحكومة وإنما بنظام عصابات ولصوص وفاسدين وبلاطجة .. قلت له يا صديقي الغالي .. حدثنا بما شاهدته وجعلك تصل إلى القناعة التي وصلت إليها انا من فترة طويلة؟ .. قال لي صديقي الصحفي .. عندما وصلت إلى الفرزة بحثا عن سيارة كان هناك مجموعة اقل ما يمكن وصفهم بأنهم عصابة وكل واحد منهم له دور محدد الأول يجلب الناس إلى الفرزة والثاني بجوار السيارات والثالث فوق السيارة يوهم الركاب بأنه السائق واثنين داخل صندقة مكتوب عليها فرع هيئة النقل ولجنة نقابة السائقين المهم الأول يأخذ حصته من الركاب مباشرة خمسمائة ريال على كل راكب ويذهب إلى السيارة الأخرى والذي بجوار السيارة يأخذ البطاقات الشخصية والثالث يجمع الفلوس ويأخذ منها عشرة آلاف ريال ويسلمها لمن هم في الصندقة ويسلم الباقي للسائق المغلوب على أمره الذي يأخذ ما تبقى حيث منها قيمة البترول مع الزيت الذي يشتريه لمعالجة البترول المغشوش وبعد أخذ ورد يتم تسجيل البطاقات وتسليمها لأصحابها وتسليم الكشف للسائق من ثلاث نسخ واحدة له ونسختين للنقاط الأمنية وقد عرفنا ان سبب تسليمها للنقاط الأمنية ليس الناحية الأمنية ولكن كل كشف يتم تسليمه للنقاط يتم دفع مبلغ خمسة آلاف ريال للنقطة مقابل كل كشف كما ان مندوب شرطة المقربعين موجود يأخذ حصته من الغنيمة مباشرة وأولا بأول .. قلت له يا صديقي الغالي.. هذا ليس جديدا فهذا الأمر يحدث في كل فرز النقل وليس هنا فقط كما أنه يحدث في كل الشوارع والطرقات وهنا في ميدان التحرير أكبر دليل على كلامي فذلك البلطجي أمامنا يتقطع للباصات ومعه شرطي مرور يحميه فهؤلاء اللصوص والبلاطجة والمتهبشين والمقربعين موجودين بل ان لهم اليد الطولى وكل أجهزة الدولة والحكومة تعمل معهم بالاجرة وقد تحدثنا كثيرا عنهم لكن لا يبدو أن هناك من يسمع لانهم كلهم شركاء في نهب المواطن ..
قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز .. هل تصدق ياصديقي العزيز ان السائق كان يحدثني وهو يبكي اذ انه لم يحصل في كل مرة سوى على الفين ريال منها الف قات وعشاء أو صبوح ويبقى منها الف ريال يصرف بها على أسرته .. وقد دفعني الفضول الصحفي إلى الاتصال بأحد الزملاء الإعلاميين في محافظة الحديدة من أجل إبلاغ مدير مكتب النقل هناك بما يحدث فابلغني أن مكتب النقل في واد آخر وانهم لايتجاوبون مع اي شكوى والا لما كان الأمر فوضى بهذا الشكل وربما أن كل يأخذ حصته ويسكت فقررت ان يكون موضوع حوارنا اليوم عن هذا الموضوع .. قلت له يا صديقي العزيز .. والله لقد اشبعنا هذا الموضوع ضربا وحذرنا ومازلنا وسنظل نحذر من هؤلاء اللصوص والبلاطجة والمتهبشين والمقربعين لانهم سيكونوا المسمار الأخير في نعش الوطن الذي سينهار حتما بسبب ترك المجال لهم ..
قال صديقي الصحفي .. اعتقد ان انتشار هؤلاء اللصوص والبلاطجة والمقربعين والمتهبشين يعود الى ضعف الدولة والحكومة وعدم قيامها بواجبها ومهامها.. قلت له يا صديقي العزيز.. انا أخالفك الراي فنحن ليس لدينا دولة أو حكومة بل عصابات ولصوص كبار يستخدمون البلاطجة والمقربعين والمتهبشين كوكلاء يوزعونهم في الشوارع والطرقات وفي كل مكان مقابل توزيع حصص الغنائم بينهم وهذا هو واقع الأمر ومن يقول غير ذلك يضحك على نفسه أو يريد الضحك على المواطن المسكين الذي يتحمل كل شيء ظنا منه أن ذلك سيحقق له دولة طالما ظل يحلم بها لكن حلمه يتبدد كل يوم مقابل تمدد اللصوص والبلاطجة والمقربعين والمتهبشين والفاسدين.. اتفقت انا وصديقي الصحفي والإعلامي المتميز على ان نقدم تحدي لمن تسمي نفسها دولة وحكومة اذا تمكنت من القضاء على هؤلاء اللصوص والبلاطجة والمقربعين والمتهبشين والفاسدين والكذابين اذا كانت تريد ان نصدقها رغم اني مقتنع تماما أننا أمام عصابات وان الأمل الذي كان يحدونا في دولة نظام وقانون دولة عادلة تلاشى تماما والايام بيننا واذا لم يتم تلافي الأمر فسيكون الانهيار قريبا جدا وسريعا ومريعا ..
قلت له يا صديقي العزيز موضوعي القادم سيكون رسالة إلى الوالي بعنوان ” إني بلغت اللهم فاشهد” ..