الثلاثاء , يونيو 17 2025
الرئيسية / اراء / .. ممالك ودويلات وابقار في حظيرة ترامب ..

.. ممالك ودويلات وابقار في حظيرة ترامب ..

حسن الوريث

المرء يضع نفسه حيث يشاء هذا المثل مثلما ينطبق على الاشخاص ينطبق ايضا على الدول فالانسان يضع نفسه في مقدمة الصفوف او في مؤخرتها وكذلك الدول فهي اما ان تكون في الطليعة او تكون في الصفوف الاخيرة والبعض منها تضع نفسها في حظيرة المواشي والابقار والنعاج كما هو الحال لدى ممالك ودويلات الخليج ..

قد يقول القارئ ان هذا الكلام فيه نوع من التجني على هذه الدويلات والرد ابسط مما تتصورون اذ لايمكن أن يكون ماقلته فيه نوع من التجني اطلاقا فهذه الدويلات والممالك سمحت للناس ان يصفوها بانها ابقار حلوب ليس الا وأخر من وصفها بهذا الوصف هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث قال ان هذه الدول يجب ان تدفع لامريكا ثمن حمايتها اذ لايعقل ان نحميها بدون مقابل او ثمن واضاف ان الثمن يجب ان يكون كبيرا لان هذه الدويلات تربض على كنوز وبالتالي لايجب ان تتمتع بحمايتنا مجانا ووصف اكبر دولة في هذه الدول وهي السعودية بانها بقرة يجب حلبها وعندما يجف حليبها لامانع من ذبحها ورميها والتخلص منها باي طريقة ..

ترامب عندما قال هذا الكلام لم يعترض عليه احد ولم تجرؤ هذه الدويلات على الرد حتى مجرد تعليق بسيط لم يصدر منها بل انها سارعت فور نجاح ترامب وتوليه الرئاسة الى التودد له بعشرات بل مئات المليارات من الدولارات كعربون رضا منه عليها وبالتأكيد ان هذه الممالك والدويلات ارتضت لنفسها ان تكون مجرد ابقار في حظيرة ترامب يحلبها متى شاء ويذبحها متى انتهى وجف حليبها ..

وفي اعتقادي الشخصي ان هؤلاء الذين ارتضوا لانفسهم هكذا مكانة اي مجرد ابقار في حظيرة ترامب  لايجب الا ان يعاملوا هكذا ولايستحقون الا هذه المكانة التي وضعهم فيها ترامب والذي بالتاكيد عرف من اين تؤكل الكتف وهاهو يواصل تجفيف هذه الابقار تمهيدا لذبحها ومن ثم رميها على قارعة الطريق تأكلها السباع وهذا متوقع وغير مستبعد فكل الدلائل تشير الى أن نهاية هذه الدويلات والممالك والمشيخات باتت قريبة وسقوطها بات وشيكا ..
بالطبع انا لن اتحدث عن التنازلات التي قدمتها وماتزال تقدمها هذه الممالك والمشيخات والدويلات لأمريكا ومن ورائها اسرائيل وأهمها التنازل عن فلسطين والقدس بل والانجرار والاندفاع نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وانهاء القضية الفلسطينية ولن اتحدث عما تقوم به هذه الكيانات اللقيطة من تدمير لسوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان ولبنان بل ودورها في تفتيت  وتدمير كل البلدان العربية والاسلامية بكل الطرق والاساليب لانها تسير وفق منهجية وادوار يتم رسمها لها ولم تعد خافية على احد لكنني اردت ان اتحدث عن الموضوع من زاوية نظرة سيدهم الأمريكي الصهيوني لهم ليعرف الجميع ان اولئك القوم لايمكن ان يحترموا من لايحترم نفسه ولايمكن ان يعاملوه سوى بهذا المنطق الذي يستحقه وكل حكام الخليج لن يكونوا سوى ابقار في حظيرة ترامب وهكذا كل من يبيع نفسه وكرامته لايستحق سوى هذه المكانة الحقيرة ليس في نظر ترامب ولكن في نظر كل الناس ..

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

هل يستسلم نتنياهو أمام إيران!

د. بسام روبين* لطالما حاول بنيامين نتنياهو أن يصدر صورة القائد القوي القادر على حماية …