الأحد , سبتمبر 8 2024
الرئيسية / اراء / سباق الفيل والحمار

سباق الفيل والحمار

حمدي دوبلة
بينما يحتدم الصراع الانتخابي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية رافعين شعارهما ورمزهما الشهيرين الحمار والفيل تكون الحمير والافيال الحقيقية في انظمة الخزي والعمالة في منطقتنا العربية قد شحذت هممها وسخرت كل امكانياتها واموال شعوبها لكسب رضاء هذا الحمار اوذلك الفيل .
-يتخذ الحزب الجمهوري الذي يمثله الرئيس الحالي دونالد ترمب في الانتخابات القادمة من الفيل رمزا انتخابيا فيما يظل الحمار الرمز الانتخابي المفضل للحزب الديمقراطي وممثله جو بايدن نائب الرئيس الديمقراطي السابق في هذه المواجهة الكلاسيكية التي يبدو في ظاهرها الحرية والديمقراطية واحترام الانسان وقيم العدالة والمساواة وفي باطنها العذاب والقهر والطغيان وامتصاص دماء الشعوب ونهب خيراتها والعبث بامن واستقرار الدول والمجتمعات
-تشير استطلاعات الراي التي اجرتها ولاتزال تجريها وسائل الاعلام ومراكز البحوث وقياسات الراي الامريكية الى تقدم الحمار بعدد لاباس منه النقاط على مرشح الفيل لكن صاحبه ترامب يشكك في مصداقية هذه الاستطلاعات ويؤكد بانها زائفة وغير حقيقية ولا تعكس حقيقة توجه ونوايا الناخب الامريكي ويبدو واثقا من كسب الانتخابات اذا ماتمت بنزاهة وشفافية حسب زعمه .
-يستند ترامب في ثقته بشعبيته وفي حصوله على اغلبية الاصوات في الانتخابات الرئاسية الوشيكة والتي تمكنه من المكوث اربع سنوات اخرى في البيت الابيض الى ماحدث في الانتخابات السابقة التي جرت قبل اربع سنوات عندما كانت تشير جميع استطلاعات الراي العام الى تقدم منافسته في تلك الانتخابات مرشحة “الحمار” الديمقراطي هيلاري كلينتون بفارق مطمئن من النقاط حتى لحظات الحسم الاخيرة واذا بالفيل يقلب الموازين ويفوز بشكل دراماتيكي مثير في السباق الرئاسي حينها.
-يومها كان “افيال وحمير” المنطقة من اعراب الصحراء قد اعلنوا وبشكل علني دعمهم الكبير لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وقاموا بضخ ملايين ومليارات الدولارات لتمويل حملتها الانتخابية وذلك تخوفا من الفيل الذي كان يطلق خلال حملته الانتخابية تصريحات نارية عن حلفاء وعملاء امريكا في المنطقة العربية وفي منطقة الخليج العربي على وجه التحديد وكيف انهم يتمتعون بحماية ودعم واشنطن مقابل مااعتبره الفتات وان عليهم ان يدفعوا المزيد من الاموال اذا ماارادوا البقاء على عروشهم ..ومازلنا نذكر مقولته الشهيرة في تلك الحملة الانتخابية وهو يصف النظام السعودي بالبقرة الحلوب وان عليها ان تدر المزيد والمزيد من الاموال وحين يجف ذلك الضرع الحلوب فان الجزار في انتظارها بساطوره الذي لايرحم .
– لم تكن خسارة هيلاري كلينتون المفاجئة في ذلك السباق رغم تقدمها في استطلاعات الراي الا لان اعراب النفط والمجون وقفوا الى جانبها هكذا راى كثير من المحللين السياسيين الذين يؤكدون بان مرشح “الفيل”المنتصر استثمر صدمة الاعراب من خسارة “حمارهم ” على احسن مايكون واذا به يباشر اولى زياراته الخارجية الى الرياض ومنها دشن سلسلة طويلة من عمليات الحلب المستمرة لابقار ونعاج الخليج الذين لم يكن لهم حول ولا قوة في مواجهة استثمارات وابتزازات “رجل الاعمال” الرئيس فأسلموا زمام امرهم لرغباته واهوائه وتعطشه الجنوني للمال والدماء والعظمة .
-لم يرحم ترمب خزائنهم وقد صارت مفتحة الابواب امامه ولم يأبه مطلقا لمسالة حفظ ماء وجوههم ابدا فراح يهزأ ويشهر بهم عقب كل عملية حلب فحصد المليارات ولايزال يتطلع للمزيد منها دون شفقة اورحمة وهاهو يعطي الوعود لناخبيه برفع مستوى الاقتصاد الامريكي الى مستوى غير مسبوق خلال السنوات الاربع المقبلة وكل الرهان على خزائن الاعراب وماتغدقه من عطايا سخية لاسياد البيت البيضاوي..وسواء انتصر “الفيل” في هذا السباق المنتظر او قدم “الحمار” الى البيت الابيض فان الوضع لن يتغير ابدا بالنسبة لابقار ونعاج الصحراء وعليها ان تضخ الكثير والكثير من اللبن “الاخضر” ولاعزاء للعملاء والخانعين.
“نقلا عن الثورة”

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نتنياهو كذّاب وفاشي بامتياز!

د. جاسم يونس الحريري* في28 نوفمبر2011 وبسبب خطأ فني في تقنية الاتصالات كشف عن فحوى …