الأربعاء , يوليو 9 2025
الرئيسية / اراء / لماذا لن تهزموا الروح الايرانية أبدا؟

لماذا لن تهزموا الروح الايرانية أبدا؟

 

خالد شحام*
في مسرح اللعب السياسي والعسكري يلعب الخوف دور الوقود الدافع والمحرك الخفي لكل شيء، إنه الجنرال المجهول الذي يقود كل جيوش العالم وكل المفاوضات، هذا الخوف وبسبب عدم قدرته على التجسد قد يلبس أقنعةً مختلفة، قد تكون على شكل اتفاقياتٍ أو تهديدات، أحيانا قد يرتدي بذلة دبلوماسية أو عسكرية أو يرتدي ثوب واعظ أو مستشارين، بعض المخاوف في عالم السياسة تتجذر عميقا داخل طبيعة الشيء الذي نواجهه، وفي الوعي الباطني للمريض السيكولوجي الأمريكي تمثل ايران نوعا خاصا من المخاوف العميقة بسبب طبيعة هذا الخصم وطريقة مجيئه إلى السلطة وطبيعة الأمة التي جاء منها، إنه كابوس خاص يأتي في الليل الأمريكي على شكل رهائن وسفارة وثورة اسلامية وفشل مستمر في احتواء هذا الشيء، وهذا الكابوس لم يُشفَ حتى مع كل جلسات العلاج التعويضي الطويلة في أفغانستان والعراق ، لذلك كانت ولا زالت كل الاتفاقيات وكل المعاهدات مع ايران مجرد اشياء هشَّة ظرفية ملصقة بتيب خارجي يمنعها من التماسك لفترة طويلة .
ان الخوف الذي تشعر به الولايات المتحد حيال ايران ليس نابعا من قدرات عسكرية أو برنامج نووي أو نفوذٍ اقليمي، يتعلق الأمر بشيء خفي أعمق وأعقد وأكثر غورا في روح الثورة الإسلامية الايرانية ، أنه شيء يتعلق بشعب يجرؤ ان يكون مستقلا عن التبعية في عالم تكتسحه بقعة السواد الامريكي الصهيوني بلا رحمة ، والأمر الثاني أنه خوف متضخم يتولى تضخيمه فريق متصهين يحيط بالوعي السياسي الأمريكي، وهو بالمناسبة نفس الفريق الذي نفخ فقاعة الخوف من روسيا في الحرب الأوكرانية، ونفسه الذي نفخها من قبل في حالة صدام حسين ، هذه النظرة وهذا الفهم هو جزء أساسي متمم لفهم طبيعة المعركة التي تجري الان بين الحق والباطل، الباطل الأمريكي -الصهيوني، والحق الايراني الذي لم يمنح حقه الصحيح من الفهم، وحتى نفهم ذلك أتمنى منكم الصبر على سطوري حتى النهاية .
ربما إذا أعدنا رسم خارطة العالم المعاصر كما نفهمه ونراه اليوم، فسوف نكتشف أننا امام خرائط تغاير تلك التي عرفناها في الماضي، لقد أصبح لزاما أن تُبنى الحدود على التبعية والخضوع للنفوذ الإمبريالي الأمريكي أو التمرد عليه، وبهذا سنجد أن القسم الأكبر من هذا العالم قد طغى عليه اللون الأسود وتفشى فيه الوباء الأمريكي -الصهيوني عدا بقاعٍ صغيرة .
بهذا التعريف يمكن القول بأن اليهودية الصهيونية خرجت من قوقعة الماضي وتسلل الطاعون الأسود الاسرائيلي ليستولي على الدولة الحديثة ولم يعد الأمر مربوطا بلغة عبرية أو توراة ، لهذا السبب نجد شخصا مثل السفير الأمريكي في الكيان الصهيوني السنيور الإبادي هاكابي يخاطب رئيسه ترامب وكأنه قدرٌ آلهي أنزلته السماء مطالبا إياه بضرب ايران بعصا الله النووية ، ولنفس السبب يطل علينا المستشار الألماني فريدريك ميرتس في قمة السبع ليشيد بشجاعة اسرائيل في مهاجمة ايران الظالمة التي تزرع الموت والدمار في العالم ! ولهذا السبب يتكاثر مواطنون “اسرائيليون ” يسكنون العالم العربي بوفرة وكثرة ويعيشون بيننا منذ عشرات السنين وفجأة يظهرون ليقولوا بأن طهران تستحق ما يجري لها، لم يعد من مبرر للتعجب عندما تكتشفون وجود صحافيين وإعلاميين بالألوف كلهم يتكلمون العربية، ولكنهم في الحقيقة نسخ معربة من (أفيخاي وكوهين وايتمار….) يتكلمون عن خطورة قوافل كسر الحصار على امن مصر ويحذرون من النووي الإيراني، ولا تستغربوا من وجود فضائية إعلامية عربية تستقطب المشرق والمغرب، لكن اسمها الحقيقي هو القناة 12 النسخة العربية، وهي تقدم خطابات المجرم نتانياهو والناطق بإسم جيشه وكأنه فرض صلاة لكل يوم على أدمغة المتابعين، لا تستغربوا من وجود وزير أو رئيس يبدو عربيا وينطق الشهادتين، ولكنه في حسابات مملكة اسرائيل يزاحم نتانياهو على عرشه، نعم هكذا هي الخارطة الجديدة ولا تتحرجوا من التعايش والانكفاء في المجتمعات الصامتة لتمارسوا فريضة الصمت في غرف التعذيب الخاصة بالضمير.
ad
الحقيقة التي أصبحت جليةً سادتي أنهم يضحكون علينا، نعم كلهم يضحكون علينا وكلهم شركاء في الجريمة التي خططتها الولايات المتحدة وينفذها جيشها في المستعمرة العبرية، كل المجرمين من الاتحاد الأوروبي إلى مجموعة السبع إلى الأمم المتحدة الى مجلس الأمن الى المنظمات الأممية يضحكون علينا ويخدعون وجودنا ووعينا، وكلما طالبنا بعقد جلسة لمجلس الأمن أو المحكمة الدولية أو تطبيق قرارات الأمم المتحدة كلما فرطوا من الضحك اكثر، نعم لقد تعرضنا لأكبر خديعة في التاريخ عندما صدقنا بأن الحرب على غزة هي مجرد رد فعل على طوفان الأقصى حيث يتبين الان بأننا امام خطة واحدة متكاملة من الألف الى الياء، وهذه الخطة لها مساران إثنان يسيران بجانب بعضهما، الأول هو الخداع والتهليس والتغرير المتواصل، والمسار الثاني هو الإبادة التي تنتظر الجميع من الشرق الى الغرب، لقد أصبح كل شيء واضحا والمطلوب يتبلور كل ساعة، والمطلوب منا جميعا ان نخضع بصمت للإبادة، ومن بقي حيا فالمطلوب منه هو أن ينغمس في شعوب الحيوانات والرعاع الذين يأكلون الشعير ويرقصون على أنغام الطرب ثم يشكرون نتانياهو.
في الوقت الذي تقوم فيه الدبابير الصهيونية -الأمريكية والغربية بالزنين حول ايران ومشروعها النووي وعمل فرق الزفات الإعلامية حول “خطورة حصولها على القنبلة الذرية ” للدفع بالثور الأمريكي إلى التورط بضربات عاجلة، ينسى الجميع أو يغفلون عن الحقائق البسيطة الواضحة وهي أن ايران خضعت بالتمام والكمال للتفتيش والرقابة الدائمة من وكالة الطاقة الذرية الصهيونية طيلة السنوات الماضية، بينما يرفض الكيان الصهيوني هذا الشيء منذ وجوده ولا حتى يعترف بهذه الوكالة المفصلة خصيصا للدول غير الصهيونية، ايران دخلت في كل أشكال المفاوضات والاتفاقيات المتعلقة بهذا الشأن، وخضعت لكل ألاعيب مجلس الأمن واعلنت صراحة وعلى شكل فتوى من المرشد الأعلى بأنها لن تسعى لامتلاك قنبلة ذرية، بعكس الكيان الصهيوني الذي رفض الدخول في أي نوع من المفاوضات ويعتبر امتلاكه للقنبلة الذرية جزءا حيويا من نظامه الوقائي والهجومي ولا يقدم أي نوع من المعلومات بهذا الشأن، تشير التسريبات بأن الكيان الصهيوني ربما يمتلك 200 قطعة نووية، بينما يطارد العالم بأكمله ايران لأنها (تفكر ) بإنتاج سلاح نووي متواضع، فما الذي يعنيه كل ذلك، وهل خطورة ايران تكمن في برنامج نووي أم أن هنالك مخاوف منها أشد من القنابل ؟ .
أؤكد لكم سادتي بأن ايران ليست قوية بالقنبلة النووية ولا هي قوية بالترسانة الصاروخية ولا بأي نوع آخر من الأسلحة، هذه الأدوات الحربية يتوجب توافر مؤهلات أهم قبل امتلاكها حتى تفتح شيفراتها، ايران تمتلك ما هو أهم وأقوى من هذه المكونات التكنولوجية التي يحاولون نزعها من بين يديها، وتذكروا جيدا بأنه لو كانت المسألة مسألة سلاح وتقنيات لكانت الولايات المتحدة وكيانها الصهيوني هم الغالبون بلا مراجعة، فما الذي لدى ايران إذا ؟
ad
1-يقلل الكثيرون من مزيج قوة التاريخ والثقافة والجغرافيا، خاصة تلك الدول الميكروسكوبية أو الطارئة أوالتي تتعطش لامتلاك أيٍ من هذه المكونات، إن هذا المزيج يتصرف مثل مادة لاحمة اسمنتية تصنع مواطنا منقولا في الجينات لا يمكن أن يفرط ببلده ولا حضارته ولا تاريخه، هذا المزيج هو الذي يصنع كرموسومات المواطن الايراني بعيدا عن حملات المغول الأمريكي التي تصور هذا المواطن بأنه يريد الثورة على نظام (الملالي ) وبأنه محروم من البرغر الأمريكي ونوادي التعري والويسكي وحرية الرأي والصحافة الممولة من الوكالات الغربية .
2-إن المدرسة الدينية الإيرانية سواءا نظرنا إليها بعين الاتفاق أو الاختلاف فهي مدرسة إسلامية جذورها عزة وكرامة ومنهجية دينية لا تقبل الظلم ولا الركوع ولا يوجد في قاموسها شيء اسمه الاستسلام أو القبول بالعبودية لغير الله، إنها مدرسة تقبل على الشهادة والتضحية لأجل غايات سامية بعيدة الفلسفة ضمن الرؤية الإسلامية، هذه هي العقيدة القتالية التي تقيم في ايران، يقابل هذه الروح في الكيان الصهيوني وحلفائه عقيدة الاقبال على الدنيا ومتاعها وثرواتها، هذه الروح هي التي تخيف الويلات المتحدة والمشروع الصهيوني وبريطانيا وفرنسا، إن هذه المدرسة الدينية هي جذر الخوف في العقلية الأمريكية من ايران، إن وجود الجمهورية الاسلامية كإسم بحد ذاته يتحدى الوجودية الاستعمارية الامريكية، ويتحدى العولمة ونصوص الانحلال الغربي، وينقض الديموقراطية الليبرالية التي يدعيها الغرب وكل تحالفتها و قوانينها المراوغة، إن المدرسة الدينية الايرانية التي دمجت منطقيا قرارات السياسة ضمن التشريع الديني ولدت مضادا قويا للنموذج الديموقراطي الغربي العلماني المنحل المنكر للأديان.
3-هذه المدرسة الدينية الاسلامية التي اجتاحت ايران في عام 79 لم تأت اصلا إلا كردٍ على الهيمنة الامريكية وللاطاحة بالظلم والتبعية الايرانية للامريكان والفساد الذي كان يؤسسه الشاه، إنها ثورة من الاصل جاءت لهزيمة المشروع الأمريكي والإطاحة بتلميذه الشــاه ، وها هي تعود لمواجهته مرة ثانية، إنها ليست مجرد كيان سياسي لمن يدرك بعمق، بل هي مجموعة رموز تتجمع فيها كل مضادات الامبريالية والليبرالية والرأسمالية، إنها تمثل رفضا شاملا للأسس التي يقوم عليها النظام الغربي عديم الضمير وعديم الأخلاق، لهذا السبب لا تستغربوا تجمع كل حلف الغرب ضد ايران ومحاولة بعث ابن الشاه الفاشل الخائن لبلاده .
4-لقد صنعت ايران طيلة سنوات ما يسمى ( العقوبات ) شيئا مبتكرا اسمه اقتصاد المقاومة أو اقتصاد التكيف مع العقوبات، هذا النوع من الاقتصاد لم يصنع مواطنا ساخطا مشتاقا للغرب كما تروج الماكينة الإعلامية الأمريكية، وهذا الاقتصاد لم يدفع بايران فقط لكي تصنع كل شيء بنفسها من سماد الأرض ومعجون الأسنان حتى الصاروخ الضخم، بل مكنها من إعادة صناعة المواطن الايراني وايقاظ قدراته لكي يعرف نفسه وامكاناته، لذلك تحول كل مواطن ايراني إلى عنصر منتج له قيمة ووجود ومعنى، بعكس عواصم الرماد الغارقة في الملذات والاحتفالات والتفاهات، هذا المواطن وهذه البلاد هي التي تلد المنتجين والصانعين في كل شؤون الحياة، وتصنع قادة وتصنع مرشدين ولهذا السبب فإن كان الأمريكي يظن بأن ايران ستنهار اذا قتل القادة أو سقط المرشد الأعلى أو تم قصف المواقع فإنهم واهمون.
5- إن اقتصاد المقاومة المذكور أعلاه منح الأمة الإيرانية هبة خاصة اسمها الاستقلالية وسيادة القرار، فبحكم العزل والحصار والعقوبات لم تعد ايران تعتمد على أحد أو ترتكز في قوتها لأحد، لقد أجبِرت أن تُوضع في مسار التحدي والوقوفِ على قدميها بذاتها وهي تعلم تماما أنها الان تُستَفرد كما تم الاستفراد بغزة ولبنان واليمن، هذا الاستفراد لم يعد يخيف ايران ولم يسقط قلبها رعبا أو يجعلها تجري بساقيها لتركع أمام ترامب، إن الاستقلالية والاعتماد على الذات لا يعكسان إلا الاصرار العنيد على النجاح تحت الضغوط .
6- إن نفوذ ايران وشبكة تحالفاتها المممتدة خارج حدود الحصار المفروض عليها يمثل جزءا من روح الأمة الإسلامية الإيرانية، ومهما كانت هنالك من أخطاء أو عثرات فهي روح تحالفية عقائدية ليست قسرية ولا نابعة من إكراه أو رشوة، بل هي روح المدد والعون والمؤازرة النابعة من عقيدة متينة لا تفرط بحق الأخ ودعمه لأخيه ولهذا السبب فهذا التناغم بين اليمن ولبنان وسوريا والعراق لم يأت من فراغ أو دفع أموال لشراء الولاء، هذه الروح تبيح لايران المناورة السياسية بعيدا عن القوانين وقوالب الاعرا ف الدولية المقيدة التي فصلت تفصيلا لتقييد العالم وفقا للهيمنة الامريكية، كل تحالفات ايران تعمل بشكل مستقل وقرار سيادي ذاتي ولكنها تعمل ضمن تناغم نفس العقيدة والروح حتى دون تنسيق قائم بينها .
7- لقد تمكنت المنظومة التعليمية الأساسية والجامعية داخل إيران من صناعة جيل كامل من العلماء الرواد في الصناعات المتقدمة، لم يكن للبرنامج النووي او الصاروخي او صناعة المسيرات او الحروب السيبرانية أن يتفوق او يتقدم لولا قوة تعليمية فائقة في العلوم الطبيعية والهندسة والالكترونيات والبرمجيات، لم يحدث في كل التاريخ الإسلامي التعانق المثمر والفعال بين العلم والإسلام كما حدث في حالة ايران، يعتبر الطموح العلمي الايراني شيئا فريدا من نوعه لانه تحدى منطق الاحتواء، واستعصى على التحجيم، تعتبر العلوم والنهضة العلمية من الأشياء المحظورة على بلاد العرب، وربما كان أحد أسباب تدمير العراق وسوريا وتعليب مصر هو سعي القيادات النظيفة السابقة لوضع العلم في خدمة الأمة.
8- ترابض ايران على مضيق هرمز الأسطوري، والمضائق في فقه الجغرافيا تمثل مفاتيح قوة ناعمة قد تتسبب بتداعيات اقتصادية وسياسية وضغوط متعددة المحاور تتصل بإمدادات الطاقة والغذاء والمعادن عبر شرايين العالم المائية، حرب الناقلات في ذاكرة حروب الخليج ليست غائبة ولكنها اليوم أشد تأثيرا، تدرك ايران تماما أن هذه الهبة الجيوسياسية يمكن التحكم بها في اللحظة المناسبة لخنق كل هذا العالم ومع ذلك لم تستخدمها حتى هذه اللحظة، إن رعب النفط ومشتقاته وسعر البرميل يكمن داخل العقلية الرسمالية بإشغال تام لا يمكن تجاهله ويمكن بنفس الوقت اللعب عليه.
9- ان المشروع النووي في ضمير الامة الايرانية ليس مسألة سلاح لمن يفهم بعمق كيف يفكر الايرانيون، انه مسألة نجاح امة وردع واستقلالية ورمزية لمقاومة ضغوط الغرب واذلاله، إن قوة ايران الذرية لا تقع في تخصيب اليورانيوم ولا تكثيف الصناعة الصاروخية بعيدة المدى، القوة النووية الايرانية الحقيقية تكمن في نجاح النموذج الفريد الذي جعل ايران في حالة استغناء عن قبول العالم لها ضمن مقاييسه الخاصة المنحرفة، بل هي تضع قوانينها الخاصة للعالم وفقا للثورة التي جاءت بها، لقد تحولت ايران إلى الحاضن الروحي والمتقبل لذلك الجزء من العالم الذي تعرض للظلم والمعاناة والقتل والسرقة على يد الامبريالية الامريكية والجريمة الصهيونية الغربية، إن قوة ايران النووية الإنسانية تكمن في قدرتها على تحشيد المقاومة بالإلهام وتشكيل بؤر تجمع لكل اولئك الذين يشعرون بالاقصاء والقمع وانتهاك الحقوق الشمولية في هذا النظام العالمي الامريكي ، لهذا السبب لا يمكن لأحد أن يفهم قوة الربط النووي بين حركات المقاومة العربية وجمهورية ايران التي وفرت الجاذبية الفكرية لهذا النوع من الحياة .
10-إن ايران كفكرة تمثل المقاومة الوحيدة في العالم الإسلامي ضد النظام العالمي الغربي التي لا تزال باقية على قيد الحياة رغما عن كل محاولات التحطيم والابادة منذ افتعلت الحرب العراقية الايرانية وانتهاءا بغزوة ترامب -نتانياهو الأخيرة، ايران لمن يرغب في فهم الصورة بدقة عليه أن يدرك جيدا بأن هذا الكائن المقاوم الذي يبدو ثقيلا وبطيئا أو عصيا على الفهم الدقيق لا يمكن أن يخيفها مثل ترامب او المجرم نتانياهو، لا يمكن أن يخيفها حلف الاحزاب، ولا قاذقة بي 52 المرعبة ولا قذيقة جي بي يو 57 التي صرنا نحلم بها كل ليلة ويقدمونها على طبق الخوف العربي.
لقد فشل العدو وحلفه في الإطاحة بالمقامة الفلسطينية في غزة لأسباب مشابهة، وها هو الأمر يتكرر ثانية بالمقاس الأكبر ليؤكد لكل فريق الصهاينة بأن هزيمة ايران هي شيء خارج الإرادة وخارج الحسابات مهمـــا قتلوا ودمروا ، الجرائم الاسرائيلية لم ولن تنتهي إلا بنهاية هذه العصابة المجرمة وهذا الكيان السرطاني المغتصب، أبشركم بأن هذه السنة وما يليها هي سنوات الفتوحات وتحقيق أحلام لم يكن لأي عربي أو مسلم ليحلم بها، اولها ما ترونه في خراب تل أبيب لأول مرة على يد ايران، ونهايتها هو الفتح العظيم لبيت المقدس وإلهام الشعوب كي تعيش من جديد، وإن غدا لناظره لقريب .
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

حين قالت الجامعة لا لإسرائيل!

د. محمد كرواوي* في حياة الشعوب لحظات لا تقاس بالأرقام، ولا تختزل في بيانات، وإنما …