السبت , ديسمبر 13 2025
الرئيسية / اراء / اليمن بين الشعر والشعير ونُخب آخر الليل !!

اليمن بين الشعر والشعير ونُخب آخر الليل !!

 

بقلم/ احمد الشاوش*

هذه المرة سأتحدث عن مدخل الى مؤلفة كتاب آخر الليل وفي رواية “امرأة مومس” .. تلك المرأة الجميلة والفاتنة والمنحرفة التي أصبحت دولة داخل الدولة وصاحبة قرار وبعد ان كبرت وعجزت تخلى عنها جميع القادة والمسؤولين والسياسيين والنُخب الذين مارسوا الرذيلة ورفعوا شعار الفضيلة زوراً!!؟.

وبعد أن كونت لوبي من المنحرفين رصدت الكثير من الدقائق والتفاصيل والاسرار والمعلومات الشخصية والرسمية من خلال سيناريو آخر الليل .. كأس وكيس وفاتنة.. وكل زير شبحت عليه ذلة وزلة وأصبح الجميع تحت رحمة عاهرة.

وبمرور الوقت أستهلكها الزمن والسهرات الماجنة مثلها مثل السيارة أو أي وسيلة أخرى انتهى موديلها وعنفوانها وجمالها الساحر فتخلت عنها مراكز القوى العابثة والفاسدة وممن كنا نعتقد بانهم صفوة المجتمع وذهبوا الى غوااااني وصبايا جديدة لممارسة نزواتهم الجنسية خلف القصور ، فحصل لها حالة كساد وانهيار وافلاس مثل رجال المال والاعمال وانفقت مدخراتها وأموالها وسياراتها وفساتينها واثاثها و باعت شققها وفلست من البورة والسمعة السيئة والسقوط المذهل والنهاية المأساوية .

وبعد ان فقدت كل شيىء قالت ” عليا وعلى اعدائي ” ..بدأت تتصل بكل قائد ومسؤول ورجل اعمال .. لحضور جلسة من جلسات آخر الليل الجديدة وما ان حضر جميع المسؤولين والنُخب الفاسدة حتى أعطت كل واحد ملف بسيرة حياته من طأ طأ الى السلام عليكو .. وهددت بفضحهم وان كل شيء موجود وبأشارة أصبع أو رنة تلفون سيفضح الاعلام جرائمهم السيئة وسيرتهم المنحرفة وصورهم الخادشة للحياء ومخالفاتهم وثرواتهم الغير مشروعة.

فما كان من القادة العظام وكبار القوادين وسراسرة النُخب الفاسدة ومراكز القوى العابثة والخائبة والعميلة الا ان لبوا طلباتها على وجه السرعة وسارعوا الى الخضوع وتقديم الهديا والاموال والشقق والسيارات خوفاً من الفضيحة وهدم المعبد على من فيه وانقلاب الشارع عليهم

والحقيقة ان هذه الصورة هي جزء من تاريخ اليمن والشعوب العربية المشين في كل زمان ومكان .. نرى عقود يظهر فيها التافهون والقوادون واللقطاء والخونة والمرتزقة وسماسرة الاوطان عندما يغيب العقلاء والحكماء والشرفاء والوطنيين والمثقفين والقادة والنُخب الصادقة وقبل ذلك القيم الدينية ومنظومة الاخلاق.

وهكذا تتحطم الدول والحكومات والمؤسسات والنسيج الاجتماعي بسقوط التربية والتعليم وانهيار التنمية والبناء والاعمار بتدمير الاخلاق والقيم والقمم وصعود مخلفات الشعوب وحقراءها الى القمة تحت عناوين خادعة لكن الايام والممارسات كشفت لنا تلك الاقنعة والمساحيق القبيحة بكل ألوانها.

اليمن .. فساد بلاحدود
أكثر ما صدمني وهي حقيقة مُرة ، ان امرأة عربية في قمة الجمال والاناقة والاثارة وعلى صنجة عشرة .. رائحة العود الفواحة تَجّلَس جبل عَيبان والمكياج بألوانه المثيرة والعيون لوزية والخدود وردية الى وزارة الثقافة بصنعاء تريد ان تحصل على اجازة طبع “ديوان شعرررري” ، تقول انه أول أصدار من أعمالها الادبية .. وبعد ان جلست وتجاذبت الحديث مع احد المدراء المختصين أنها ألفت ديوانها الاول وانها تريد ان تجيز طباعة الديوان فرد عليها الرجل المهذب والشريف .. أعطيني فرصة اليوم أقرأ الديوان وأراجعة ان كان هناك بعض الملاحظات ومن ثم أرد عليك بأجازته ان كان متوافقاً مع المعايير الادبية حتى يكتمل العمل .. فلم يعجبها الرد وبدأت بالغزل العفيف والعنيف وحاولت ان تجذبه ببعض الحركات وان تشده اليها وان تصرعه ولكن المسؤول القدوة الذي يحتفظ بمنظومة الرجولة و الشرف والقيم الفاضلة لم يضعف اويغرق في بحر الهوى والغرام الزائف .

ثم حاولت ان تعطيه رقم تلفونها والمرور الى شقتها الا انه أعتذر بطريقة مؤدبة وما ان يأست منه ، حتى سارعت بالقووول .. أعدك انني سأجيزه واطبعة وانشره ممن هو اعلى منك رتبة ومنصب وسترى بأم عينيك .. فرد عليها ” اهم شيء انني لم أخالف المعايير والشروط القانونية ولم اخون امانتي وضميري..

وما ان خرجت من المكتب كان هناك من يسترق السمع كالشياطين من بعض الشخصيات الفنية تلقفها بالترحيب وعرض عليها خدماته وأخذ رقمها واعطاها رقمة واكد لها انه سيخرج لها امراً بالموافقة على طباعة الديوان الشعري…

وفي لحظة أرك طروباً وغمضة عين وابو عيون جريئة اخذ منها فنان شهير وذئب بشري ملزمة الديوان وذهب اليوم الثاني الى شاعر يمني كبير وشريف ومحترم ولكن عيبة كان انه من وصل اليه بكتاب او ديوان بتوصية شخصية يجيزه ويعمل له مقدمه أو كلمة اشادة من باب المجاملة دون قرأه الديوان مكتفياً بلمحه عنه ..

ذهب الرجل المتيم والرومانسي والمرأة المتدفقة مشاعر الى العميد علي الشاطر رئيس دائرة التوجية المعنوي رحمة الله عليه وأستغل علاقته الشخصية بالدكتور الشاعر الكبير والعميد الشاطر وجه بطباعة الديوان الجديد رغم أخطائه اللغوية الكبيرة وبحوره الفاضحة.

بعد أسبوع تأتي المرأة العربية والشاعرة التي لا تعرف التفريق بين الشعر والشعير سوى الرومنسية الناعمة الى وزارة الثقافة والى نفس المسؤول الشريف والمحترم في قمة الاناقة والغرور وتعطية 10 نسخ من الطبعة الجديدة للايداع وفقاً لقوانين الجمال والاناقة .. وقالت لاستاذنا الجليل والعزيز والشريف بالحرف الواحد أجزززززت الديوان من اعلى قامة شعرية وطبعته في اكبر مطابع عسكرية بدون رأيك ومعاييرك ومن أعلى سلطة فوقك..

قال الموظف المختص فأخذت النسخ بسخرية ورميتها على رف السقوط متخيلاً أقتراب نهاية الدولة والمؤسسات بالمجاملة وعالم النفاق وسقوط الاخلاق وغزو البلد بمثل هذه الظواهر الناعمة الى مراكز القيادة ..

وقلت لها بهدوء أهم شيء انني لم أفرط في واجبي أو اخون عملي وامانتي او افرط في ضميري .. يبدو ان الليالي الحمراء تهد دول وحكومات ومؤسسات وأن النُخب الفاسدة والمجاملات على حساب الوطن تسقط كالكلاب أمام فرائس الجمال والحرب الناعمة في غياب الامن القومي..

وكم من قضايا الفساد والافساد المالي والاداري والامني والعسكري والاخلاقي والرشاوي وحق ابن هادي دمرت اوطان ، وكم عالمنا مليء بالمجاملات والنفاق والصفقات واختراق القوانين واللوائح والمجون والدعارة السياسية التي تجعلنا نقول لماذا تم تدمير اليمن وتجزأة الوطن وضرب المؤسسات وانهيار البلد ..

والحقيقة انه بعد تدمير القيم والاخلاق تجاوزت مراكز القوى العابثة والفاسدة وبعض السفهاء القوانين واللوائح والمعايير ومنظومة الاخلاق ، وهو ما جر البلاد الى الهاوية بغانية أومال أو كأس او لجنة خاصة أو سفارة اقليمة او دولية وأدى الى دخول النفق المظلم.

القصص والفضائح كبيرة في اليمن والعالم العربي ، واسقاط الانظمة والدول والحكومات لا يتم أحياناً بطائرات اف 35 أو صواريخ كروز أو دبابة ميركافا ولكن بالعمالة والارتزاق والخيانة وجلسات الانس والمال الحرام وصدور الفاتنات ونهود الغواني ونشوة الكؤوس ودخول عالم المخدرات القاتلة .

لقد سمعت من بعض القياديين وموظفين ومختصين في قمة الشرف والامانة والسمعة الطيبة من فضائح في مؤسسة تعني بالادب والشعر والثقافة ، وكيف كان يحكمها احد الحراس بصميل هندوان عمنا ” عبده ” رحمة الله عليه وكيف كان يتناول البعض الخمر وما بعد السكر في مقر رسمي واثناء العمل وكيف كان يسينم ويعزر ببعضهم في غياب الوعي ويتراجمون صرعى كطيور الروضة التي تسكرها عناقيد عنب البياض وكيف روض بعضهم وصور البعض ومسك عليهم ذلة من جلسة انس مريبة وكيف كان يبتزهم حتى تحول الى أسطورة تؤكد على سلبية بعض المثقفين اليمنيين مما يدعو الى الخجل وسقوط الكثير من النُخب وفي النهاية لم يفرقوا بين مؤسسات دولة أو منظمات اجتماعية او بيوت عائلية المهم اطفأ نزوة بينما هناك البعض منهم تُرفع لهم القبعات اجلالاً لقيم الفاضلة وسلوكة العظيم ومواقفه الاصيلة..

وصل الامر الى بعض من كان يُمثل اليمن من فرق فنية وادبية وفكرية وسياسية جابت العالم ورغم المشاركات العظيمة الا ان البعض كان يعكس بممارساته السلبية وتصرفاته المشينة نظرة سلبية عن اليمنيين رغم وجود مخبرين مع الوفود ، كما حصل في الاردن ومصر وبعض الدول العربية والاجنبية من ممارسات شخصية لا تعكس أصالة وقيم المجتمع اليمني ورغم ذلك لا تخضع للمساءلة واسهمت في نشر الانحراف والفوضى والسقوط الاخلاقي.

أخيراً .. لو بحثنا عن فضائح ماوراء القصور والففل والشقق والفنادق والمكاتب الحكومية والخاصة لوجدنا العجب وهو ما ادى الى حالات السقوط في كل مجالات الحياة .. والرسول صلى الله عليه واله وسلم يقول ” انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ” فأين نحن اليوم من تلك الكلمات العظيمةالتي يستقيم بها حال البلاد والعباد والذي يجب ان يكون المسؤول القدوة هو اول من يحتكم اليها ويطبقها ؟.
*رئيس تحرير سام برس
shawish22@gmaik.com

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

تحولات استراتيجية الأمن القومي الأمريكي تجاه إيران!

بروفيسور. عوض سليمية* تميزت الفترة الرئاسية الاولى للرئيس ترامب (2017-2021) بتوترات كبيرة في العلاقة مع …