السبت , ديسمبر 13 2025
الرئيسية / اراء / غزّة تُباد بأيدينا!

غزّة تُباد بأيدينا!

فؤاد البطاينة*
العنوان العريض متبلور. الهدف هو الوطن العربي والاسم الخادع هو الشرق الأوسط. والثمن أبادة أكثر من مليونين فلسطيني. الإبادة مستمرة والقانون الدولي معطل في غزة وكل فلسطين. صمت العالم بين التواطؤ والجبن. لكن جمهورية مصر العربية مشاركة أساسية ومباشرة في الجانب الأقذر من حرب الإبادة وهو القتل بالتجويع حين تغلق الحدود على غزة بلا مسوغ قانوني أمام دخول أية مساعدات دولية غوثية ليموت الفلسطينيون جوعا وعطشا ومرضا. وحين تنتفض شعوب العالم على هذا الحصار ويبقى الضمير ميّت. وقف مصر لحصارها يوقف هذا النوع من الإبادة الوحشية والمهين للإنسان والإنسانية، ولا أتحدث عن دورها الإستخباري الرهيب بحق المقاومة .
لا أبرئ حاكما عربيا أو مسلما، ولكن عندما أتحدث عن المصري، فلأنه من يستطيع وقف الموت والقتل المحرم بمجرد احترامه للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني بفتح طريق الخبز والدواء وأسباب البقاء لأكثر من مليوني غزي يحاصرهم النظام المصري بغيا وعدواناً. ولن تتجرأ أي دولة في العالم على لومه إن فعل بل سترفع من شأنه. هذه مسؤولية الشعب المصري، فحاكمه يمثلهم ويرتكب باسم مصر جرائم إبادة ضد أطفال غزة وأمهاتهم وأباءهم وكل مدنيي القطاع . لا أخاطب المصريين كعرب ولا كمسلمين أو مسيحيين، ولكن فقط كشعب مصر بعظمته وعظمتها التاريخية. بل والأكثر تضحية على ثرى فلسطين.
مع استمرا وتعميق الإبادة على وقع التفاوض والإدانات الجبانة، يصبح المشارك بذبح وإبادة الفلسطينيين والساكت سياناً. والحكام العرب كلهم من هذا الصنف أو ذاك باستثناء اليمن. هم بكليتهم لا يهمهم ولا يعنيهم ما يحدث في غزة لأنه ليس على أرضهم، ولأن غضب أمريكا أو الكيان عليهم أهم من إبادة غزة. العنوان العريض في هذا، هو أن أصحاب ثقافة الإجرام وإنكار حق الحياة للغير والمطلوبين للعدالة الدولية، يرهبون العالم ويسيِّرون حكام الوطن العربي. ردة فعل بعض هؤلاء الحكام هو التطنيش بالنأي الناعم عن النفس تجنبا لتداعيات غضب المجرمين. وردة فعل بعض أخر هي الاستجابة للعدو والتلذذ بمشاركته. وردة فعل أخرين كالأردن المُستهدف بالنص هي عبارات التوجع والاستغاثة على المسرح الدولي الأصم بينما هؤلاء يُدركون بأنه لو كان جاداً بكلامه أو أن المسألة تهمه فعلا لبدأ بنفسه وفعل الحد الأدنى والتافه بتعليق علاقته الدبلوماسية مع “اسرائيل”. فالأطراف الثلاثة بالمحصلة خاضعة.
الطريق مسدود وشعوبنا تريد حلاً والحل بأيديها وتتمنع. فصرت أكره البكاء والتفاؤل والتشاؤم، صرت أكره قول غزة ستنتصر من متفرجين. كل هذا هروب، وهروب أو هروب من المسؤولية، فكلنا وطنجية أي منافقون. كيف لي أن أفرق بحكمي على الخونة من جهة، والشعوب الصامتة عليهم من جهة أخرى؟ أليس الصمت هنا من أعمال الخيانة. صرت أكرهكم وأنتم تعيشون حياتكم بأفراحها بالدف والمزمار، وأتراحها بطقوسها، وأكره النعمة التي بين أيديكم وما تأكلون وتشربون من المحيط إلى الخليج، كله نار في بطونكم. ألم يتخيل واحدكم لوكان قد خلق في غزة؟

غزة لن تنتصر بكم أيتها الشعوب العربية والإسلامية ولن تنكسر بحرب الابادة، ولكن نحن الشعوب سيطبع التاريخ على ظهورنا وصدورنا “أنا خائن لله وللوطن والقيم أنا شريك في ذبح شعب غزة “. المقاومون رجال صدقوا االله، ولعنتهم التالية عليكم. فلا تتنافخوا شرفا تبرأتم منه. نعم ديمومة المذبحة بسبب صمتكم والحل بأيديكم، فلم يبق أمل بحاكم ولا بدولة ولا بقيت ذريعة لكم. أنتم شعوب خمس وخمسين دولة، أنتم الكتلة الحرجة ومرجعية الأوطان والحكام، تستطيعون بخروجكم إلى الشارع فقط أن تنسفوا عروشهم على رؤوسهم وتنصروا الدين والخلق والقيم من غزة وفيها .
*كاتب اردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عبدالقادر هلال : رجل ترك بصمة في قلب صنعاء

  بقلم / عادل حويس في كل عام عندما يحل الثاني عشر من ديسمبر تلتقط …