يحيى نشوان*
آثار الاعتداء الإجرامى الذى إنتهك سيادة قطر أدى لتذمر الجميع وليس تذمر قطر والسعودية والخليج فحسب ورب ضارة نافعة .
ربما تفوق السعودية والخليج الذين يغطون بوهم الإنبهار بأمريكا والغرب ويغضون الطرف عن المخاطر المحدقة بهم وتحدق بالأمة كما يغطون الطرف عن اليقظة والتوجه الشعبى لردع المحتل وداعميه وإنهاء الإحتلال وهذا محطة انتظار الصحوة واليقظة من الجميع فى آن واحد .
اتذكر يوما كنت فيه ضيفا على الهواء مباشرة بقناة الأولى التلفزيونية السعودية أثناء توقيع وثيقة العهد والاتفاق بالأردن برعاية ولى العهد السعودى الملك /عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وذلك لمتح هادى تولى الحكم بمبادرة من الرئيس صالح ؛على غرار اماتم إيضاحه بالمقابله تم عمل إستفتاء شعبى لهادي فلم يكن من المهم التوقيع على الاتفاقية بقدر مايهمنا مابعد الاتفاقية وحدث ماحدث ختى وصلنا لما وصلنا له اليوم .
فى تلك المقابلة مثلما أشرت الى ان ذلك الاجراء يعتبرخرق للدستور لان الدستور قرار الشعب فعملت تلك الملاحظة دورها و تم عمل الاستفتاء لهادي(استفتاء شعبى ) كمرشح دون منافس ولولا تلك الملاحظة لما حدث الاستفتاء وكل الأنظار كانت صوب الشاشة وقبل التوقيع بلحظات يعنى أن الأفكار الجديدة تنقذ هفوات الساسة وتنقذ المواقف حتى فى اللحظات الأخيرة.
طبعا كانت دولةا لبحرين قبل ذلك ببضعة ايام قد شهدت صراع داخلى وتناحر واشتباكات وعنف ..فلم يشفع لدولة البحرين بان سكانها عزل من السلاح ولم تتدخل القوات الأجنبية الموجودة فى البحرين لأنقاذ الموقف ومنع التناحر ولم تتدخل السعودية بحكم عمقها الامنى لمنع الإقتتال والتناحر أيضآ بمعنى أن كل العوامل التى توفرت لحفظ الأمن والاستقرار والسلم الإجتماعى بالبحرين لم يتحقق وكان ما كان … وتفاجأت ثانى يوم من المقابلة بخروج غضب شعبى إيجابى فى البحرين ضد القواعد الأجنبية المتواجدة فى البحرين يقولون جئتم لحمايتنا .هاه .ويقذفونهم بالحجارة .
نففس المشهد يتكرر اليوم بقطر فالكل تعجب من تفعيل الدفاعات الجوية بقطر حين هاجمت إيران قاعدة أمريكية معادية بقطر سبق واستهدفت إيران وعدم ظهور أى رد مضاد لهجوم إسرائيلى على قطر استهدف الفريق المفاوض لحماس ..ربما .نجحت المخابرات القطرية فى نقل المستهدفين لموقع آخر وربما كان تواجدهم بغير المكان المستهدف بمحض الصدفة والراى الآخر هو الأرجح نظرا لوجود ضحايا الا إذا كان الأمر يشبه نوم الإمام على فراش النبى عليه السلام لكن المفارقة بوجود ضحايا.
مالذى حدث ؟؟ أين دور مخابرات السعودية وعمقها الامنى فى لخليج العربى ??واين دور الدفاع الجوى القطرى الذى سكت عن الكلام ؟؟ واين دور القواعد الأمريكية أو الأجنبية بصورة عامة التى تذرعت ان تواجدها لحماية مصالحها ولحماية السعودية والخليج ?? كل ذلك تبخر ولم يبقى الاتفسيرا واحدا على صلة بالقواعد الأجنبية أنها تحمى مصالحها ولتحقيق مخططاتها الاستعمارية فى المنظور البعيد .
طبعا من الواضح أن أمن الخليج هو أمن مصالح الغرب وبينهم إتفاقيات ومواثيق وعهود ..الخ .
لكن مالم تدركه السعودية والخليج أن كل ذلك وهم وان ماحك جلدك مثل ظفرك ودوام الحال من المحال ..تغيرت المشاهد وترعرعت الأجيال وتبدلت المواقف وتكشفت الحقائق ولكن البلادة فى العجز عن التغيير من خلال الاستمرار بالمضى فى النهج والسلوك الذى تعود عليه النظام السعودى والخليجى فى تبعية الغرب والقبول بإملائاته بوهم التحالفات وتبادل المصالح …الخ وهنا حدث الخلل من خلال ظهور الوهم .الذى يؤدى الى الضياع ما لم يؤدى الى الهلاك .
فإن تظن مثلا انك حليفا لأمريكا فذلك وهم وان تخشى العمل بمعزل عنها ضعف وان تعجز عن فرض إرادتك عليها استسلام وغياب سيادة الدولة وقدرتها على صنع القرار وتنفيذه ..وتلك العوامل وغيرها وقائع حدثت وأحدثت تحولات تظهر شيخوخة انظمة. إنتهى عمرها الافتراضي فمايحدث لتلك الدول هونتائج طبيعية لسؤ التصرف لدرجة عجزها عن الرد ..كل ماحدث ويحدث هو نتيجة طبيعية ايضا لعدم الإصغاء لإرادة الشعوب والعمل على تحقيق آمالها وتطلعاتها وبذلك فالنتيجة الفشل الذى يؤدى الى سحب البساط فالسيادة ليست فى الاستقواء على شعبك وفرض عضلاتك عليه ولا بالتخلص من أنظمة وحكام تخشى تفوقهم عليك فى المشهد العربى كى تقدم نفسك بديلا أفضل كماتظن ولم يحدث ذلك بفعل التجربة .فما حدث استغله عيرك وليس انت فى غالب الأمر فقد ظهر ذلك من اجل ارضاء عدو تخشاه الامة وتعرف مراميه العدوانية بل شئ آخر .
السيادة أن تلجم العدو وتكسب شعبك وتسد الثغور ونقاط الضعف لدى دولتك والتى يستغلها العدو لإهلاك نظامك واستعباد دولتك والاستبداد بشعبك فلا يكون الا الصراخ والعويل وتنازلات لاحصر لها حتى ضاقت الدائرة وضاق الخناق على الأمة وانظمتها فلم تكن الانظمة محطة سخرية من العدو والصديق فحسب بل جرت الأمة الى نزعة ثورية تجرف كل شى فى طريقها بتضحيات كبيرة وكثيرة لاتقوى جبال الألب على تحملها ولاحتى جبال سراة ونجد ونقم ..الخ
بينما لو نزل القرآن على جبل واحد لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وهذا هو الحل .
مصر اليوم تدعو إلى عمل عربى مشترك وتشكيل قوات عربية مشتركة لمواجهة إسرائيل والرد على عشان إسرائيل ربماعلى قطر وهذا الراى نسمعه فى القمم العربية منذ نعومة اظافرنا وكانه للتخدير وليت الدعوة تضم ايضا مواجهة إسرائيل وإنهاء الاحتلال وهو قول حسن وياليت يتحقق .
المهم مصر تخشى المواجهة مع إثيوبيا بسبب سد النهضة وتعلم تمام العلم من يدعمون إثيوبيا ويشجعونها على مصر ومن وراء إثيوبيا والداعم لها.
ولا تجرؤ مصر على قيادو الأمة ومساندة المقاومة فى حربها مع إسرائيل ولاحتى بإيجاد تسهيلات لإيصال المساعدات لغزة والمساهمة فى حصار إسرائيل حتى اقتصاديا ومواقفها مثبطة حتى قبل الخلاف مع إثيوبيا .
والسعودية قولها سليم حين ادانت العدوان على قطر واكدت أنها مع قطر وخير داعم لقطر فى الرد على الاعتداء الإسرائيلي وفق ماتتخذه قطر من قرار بهذا الصدد ..ويظل مشهد إمتلاك القدرات والإمكانيات والاستشعار عن بعد …وو الخ محطة تأمل أنها لاتسمن ولاتغنى من جوع طالما قال المتنبي.
السيف أصدق إنباء من الكتبى.
ويظهر أن الانظمة والشعوب الفقيرة أقوى من الدول الغنية فاليمن البلد الفقير ماديا الغنى بقيمه وصوره وحكمته ورباطة جأشه ظهر أقوى وفرض إرادته ولعبها صح وأصبح حديث العالم وفخر الأمة.
فطريقة السيسى تاخذ وقت وقد لا تتحقق ولها مالها من حسابات .
لكن المأمول فى ان تمتلك مصر شئ من الشجاعة وتتخذ موقف قوى فالظروف تغيرت والاولوية مواجهة إسرائيل الخطر الأكبر والذى يهدد مصر ويهدد المنطقة ومن ثم يحلها حلال بعد أن نفرغ من إنهاء إسرائيل وتحرير فلسطين ياتى دور معالجة الخلافات مع إثيوبيا مهما كان حجمها لان إثيوبيا بعد زوال إسرائيل لن تجرؤ على التالى كما هو حالها اليوم .
وبالنسبة للسعودية طالما أنها تمتلك القدرة على التغيير والرد فهى الأكثر حظا إن امتلكت الإرادة وعزمت على فرض سيادتها وسيادة الخليج على إسرائيل والغرب وإنهاء مهزلة التبعية وإنهاء استهتار الغرب بالسعودية والخليج وتحقيق آمال وتطلعات الشعوب العربية .
فالسعودية تمتلك المقومات والأوراق التى تؤهلها للعب والنزول بثقلها لفعل ذلك والخليج تابع للسعودية ولن يخذلها والعالم بأسره والعرب عموما بوجه خاص سيؤيدون ويساندون ذلك .
من خلال .
أولا:الضغط على دول الخليج ومصر وبقية الدول العربية والإسلامية ا لقطع علاقتها بإسرايل فورا دون شرط أو قيد وطرد سفراء إسرائيل من تلك الدول ومقاطعة إسرائيل على كافة الاصعدة والمستويات والمساهمة فى محاصرة إسرائيل على كافة المستويات لان إسرائيل أعلنت الحرب على العالم ويجب أن يحاربها العالم .
ثانيا : الرد العسكرى على إسرائيل من قطر والإنتقام من كل الأطراف التى قامت بذلك الفعل المشين .
ثالثا :دعم المقاومة ومحور المقاومة وكل دولة داعمة لفلسطين وللقضية الفلسطينية فى كل بقاع الأرض.
ثالثا :إتخاذ قرارات جريئة لمواجهة إسرائيل والانتقام منها وأن ذلك ليس قاصرا على قطر بل حق للسعودية ولدول الخليج وللعرب ولكل دولة تستهدفها إسرائيل وأن مواجهة إسرائيل عمل وحق مشروع لكل الدول وللامة جمعا..
رابعا :تعديل كل الاتفاقيات مع الأمريكان ودول الغرب بمايضمن مصالح السعودية والخليج وفرض سيادتهم على شركائهم بحيث يتضمن التعديل ما يجرم أى فعل أو قول يصدر من الأمريكان قد يؤدى الى الإنتقاص من شان تلك الدول أو يمس سيادتها بأى شكل من الأشكال وتقويض حجم التعامل التجارى مع الأمريكا والغرب وتوسيع دائرة التعامل مع البدائل سيما مع مجموعة البركس ..
خامسا :إتخاذ قرار تنفيذى يخول لكل الدول العربية والاسلامية واى دولة أخرى إعتراض أى صواريخ أو طيران أو أى مصدر خطر ياتى من إسرائيل مهما كان نوعه او صفته او مصدره يستهدف أى بلد عربى أو اسلامى وعدم إعتراض أى هجوم يخترق أجواء أى بلد ويستهدف أالإحتلال الصهيونى .ووجهته إسرائيل.
سادسا: العمل الجاد على إنهاء وجود القوات الأجنبية من المنطقة لعدم وجود مبرر قانونى أو اخلاقى أو حجة تخول لها البقاء فى المنطقة نتيجة الخروقات التى حدثت فقد ورد أن استهداف قطر كان من القواعد الأجنبية تارة ومن إسرائيل تارة وبضؤ أخضر من ترمب تارة أخرى ناهيك ان ضرب إيران كان من تلك القواعد والرد كان على تلك القواعد من إيران وجميعها مبررات وحج تخول للسعودية والخليج إنهاء تواجدها فى المنطقة .
دور السعودية الريادى فى حماية الخليج وإنهاء مهزلة الغرب فى المنطقة ممكن إذا توفرت النية والإرادة والعزم ولدى السعودية عوامل القوة التى تمكنها من تحقيق ذلك وقيادة المنطقة بأسرها الى بر الأمان.
فالمشهد السياسى يوحى بذلك وهى فرصة السعودية لفرض سيادتها وتحسين صورتها وإنهاء كل الهرطقات الأخرى.
وسيتبعها العالم بأسره حتى اليمن ستساند السعودية إذا وقفت الى صف الحق وصحت من غيبوبتها ولها القدرة على فعل ذلك وللسعودية اجنحة واسعة وقوى خفية فى كل بقاع الأرض فقط تقدم وتقدم عملا عظيما ينقذ المنطقة والعالم والكل معها .
مالم فالعاقبة للمتقين وسيرى الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون ولاعدوان الا على الظالمين فالقادم يفوق قدرة السعودية والخليج ومصر وغيرهم على التصور .
الا هل بلغت اللهم فاشهد.
*نقلا عن مدونة الكاتب على الفيس بوك .
اليمن الحر الأخباري لسان حال حزب اليمن الحر ورابطه ابناء اليمن الحر