الأحد , ديسمبر 14 2025
الرئيسية / اراء / صحيفة الثورة.. سيرة وطن في زمن التشظي!

صحيفة الثورة.. سيرة وطن في زمن التشظي!

 

بقلم/ كفاح عادل

في زوايا الذاكرة الوطنية تقف ذكرى التأسيس شاهداً على زمن مضى كان الحبر فيه يقاوم البندقية والكلمة تشيد وطناً. اليوم تحل الذكرى الثالثة والستون لصحيفة الثورة لكنها ذكرى مغبونة تحمل مرارة التيه بين “أنصار” لم ينتصروا لها و”مهاجرين” هجروها إلى مصير مجهول.

ما أشبه صحيفتنا بوطن صغير يحمل كل أمراض الكبير.. منبوذة من أبناء جلدتها مبغضة من الذين حطوا رحالهم في أمكنة السلطة ومهددة من عدوٍ غاشم يتربص بها في ظل غياب أي حصانة تحميها من جنونه وأحقاده.

وسط هذا العراء يصارع صحفيوها وموظفوها معركة البقاء.. معركة إنسانية قبل أن تكون مهنية. كيف يطلب منهم أن ينتجوا كلمة الحق وهم يعانون الجوع والخوف؟ كيف يكتبون عن حرية الوطن وهم مقيدون بقيد العوز والنسيان؟

لقد تحولت الصحيفة من منبر ثوريٍ يرفع الصوت إلى جريدة تتوسد الغبار في زمن صارت فيه الكلمة الحرة جريمة والصدق تهمة والوفاء للتاريخ حماقة.

إنها مفارقة تؤلم القلب: صحيفة حملت اسم “الثورة” تحاصرها الثورات ومؤسسة كانت جزءاً من ذاكرة الدوله ترمى في سلة النسيان. فأين المروءة؟ وأين الوفاء للتاريخ؟ وأين مسؤولية الحفاظ على إرث صحافي كان يوماً صوت اليمن الأول؟

في ذكراها الثالثة والستين لا تحتاج الصحيفة إلى بروتوكولات التهنئة بل إلى ضمير حي يستعيد بعضاً من روح الثورة التي سميت بها. تحتاج إلى من يذكر أنها كانت صوتاً عندما اختنقت الأصوات وأنها كانت نوراً عندما احتلت الظلمات.

اللهم لا شيطان إلا شيطان النفس.. ولا عدو إلا عدو الوطن ..ولا قوة إلا بقوتك.. فكن لهم عوناً في زمن أعوزهم فيه البشر وارحم كلمتهم في زمن طغت فيه أصوات المدافع.

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عبدالقادر هلال : رجل ترك بصمة في قلب صنعاء

  بقلم / عادل حويس في كل عام عندما يحل الثاني عشر من ديسمبر تلتقط …