الأحد , ديسمبر 14 2025
الرئيسية / اراء / هل تبدّدت شروط التطبيع بين السعودية والكيان؟

هل تبدّدت شروط التطبيع بين السعودية والكيان؟

د. جاسم يونس الحريري*
يبدو أن الكيان الصهيوني منزعج جدا من موقف السعودية تجاه التطبيع معه ويبدو أن هذا الانزعاج يعود الى شهور سابقة من عام 2025على زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحالية الى واشنطن وأعلانه زيادة الاستثمارات السعودية في أمريكا وتعهد ترامب الى تزويد السعودية بأخر الاسلحة المتقدمة الى الرياض.
ويمكن الاشارة الى الانزعاج الصهيوني من موقف السعودية منذ أبريل 2025 ففي الخامس من ابريل2025 كشفت آنذاك القناة “12” العبرية في تقرير لها عن تصاعد المخاوف داخل الأوساط السياسية والأمنية في الاحتلال الصهيوني، إزاء تقارب محتمل بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في موازين القوى الإقليمية، دون الأخذ بمصالح تل أبيب.
وذكر التقرير أن السعودية، وخلال أسبوع واحد فقط، وجّهت خمس إدانات شديدة اللهجة ضد الاحتلال الصهيوني ، على خلفية الحرب في قطاع غزة ((طوفان الاقصى))202 ، مظهرة تحوّلًا لافتًا في خطابها السياسي، الذي تخلى عن اللغة الدبلوماسية التقليدية لصالح موقف أكثر صرامة، كما حدث عقب قصف مستشفى المعمداني في غزة، والذي وصفته وزارة الخارجية السعودية بـ”الجريمة النكراء والانتهاك الصارخ للقوانين الدولية”.القناة الصهيونية سلطت الضوء على ما وصفته بـ”الفجوة العميقة” بين المواقف الحالية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من جهة، وتصريحاته السابقة التي تحدث فيها عن إمكانية إبرام اتفاق تطبيع “تاريخي” مع الاحتلال الصهيوني.وأثار التقرير أيضاً مخاوف الاحتلال الصهيوني المتزايدة بشأن المفاوضات آنذاك بين السعودية وإدارة ترامب حول اتفاق نووي مدني، قد يسمح للرياض بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها. حيث صرّح وزير الطاقة الأمريكي ((كريس رايت))آنذاك بأن المحادثات مع السعوديين “تسير في اتجاه يسمح بإمكانية التخصيب”، مؤكداً أن “الفرصة لتحقيق اتفاق متاحة بالفعل”.هذا التطور، بحسب القناة، أحدث صدمة في بعض دول الخليج، نظراً لما قد يشكله من سابقة إقليمية،لاسيما أن إيران قد تستند إلى هذا الاتفاق لتبرير استمرارها في تطوير برنامجها النووي. ووفقاً للمصادر الصهيونية ، فإن إدارة الرئيس الأمريكي السابق ((جو بايدن)) كانت قد ربطت بشكل واضح بين أي اتفاق نووي سعودي وأي تحالف دفاعي مع واشنطن، وبين إبرام اتفاق تطبيع مع الاحتلال الصهيوني .
غير أن التطورات الأخيرة تشير إلى إمكانية تجاوز هذا الشرط، الأمر الذي يعتبره الكيان الصهيوني “تهديداً استراتيجياً”.وفي هذا السياق، حذّر زعيم المعارضة الصهيونية ((يائير لابيد))من السماح للرياض بتخصيب اليورانيوم، ودعا حكومة نتنياهو إلى التحرك السريع لمنع إتمام مثل هذا الاتفاق.وأعربت جهات أمنية صهيونية عن قلقها العميق من احتمال فقدان تل أبيب حجتها التقليدية ضد برنامج إيران النووي، إذا ما حصلت دولة عربية كالسعودية على حق التخصيب، معتبرة أن أي سابقة في هذا الإطار ستقوّض الموقف الصهيوني إقليمياً ودولياً.واختتم التقرير بالإشارة إلى تجاهل مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لما وصفته القناة بـ”التطور الدراماتيكي”، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على أن واشنطن والرياض تمضيان قدماً في مسار تفاوضي لا يتطلب موافقة أو شراكة صهيونية .
تحليل وأستنتاج:-

1.نحن نتمنى على المملكة العربية السعودية الاستمرار في هذا الطريق لقطع الطريق أمام الكيان الصهيوني المجرم لتوريط دول المنطقة في أتفاقيات لاتخدم سوى مشاريع ذلك الكيان التوسعية والاجرامية بحق الشعب العربي الفلسطيني المجاهد الذي لازال يتعرض لحملة منظمة من الابادة الجماعية((الجينوسايد))من قبل تل آبيب والتي تحتاج من دول المنطقة الى تقريعه وفضح جرائمه ضد سكان غزة .
2.على المملكة ان تضع مصالحها القومية ومصالح شعبها فوق اي اتفاق قد يحاول الكيان الصهيوني ابرامه معها من خلال الاستمرار بكسر الردع الصهيوني نوويا وعسكريا لانه بهذه الخطوات سيتاكل مشروعه الاستيطاني وستنفضح غاياته ومد حدود ذلك الكيان اللقيط الى دول الطوق وما زيارة المجرم نتنياهو البارحة الى المنطقة العازلة مع سوريا الا دلالة جديدة على استهتار ذلك الكيان بالاعراف والقوانين الدولية التي تحرم السيطرة على اراضي دول مستقلة وعضوة بالجمعية العامة للامم المتحدة بدون تفويض دولي من مجلس الامن لان بخلاف ذلك يعد هذا الفعل عدوانا حقيقيا وصريحا للعدوان وفق المادة51من ميثاق الامم المتحدة ومن حق سوريا الدفاع عن نفسها من هذا العدوان الهمجي على اراضيها بدون وازع وتفويض دولي .
*كاتب وبروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

عبدالقادر هلال : رجل ترك بصمة في قلب صنعاء

  بقلم / عادل حويس في كل عام عندما يحل الثاني عشر من ديسمبر تلتقط …