بقلم/ احمد الشاوش –
في هذه المقالة لم أتحدث عن عملية خليج الخنازير، في كوبا صاحبة الجذور التاريخية والثقافية الذي وقف شعبها ضد الشيطان الاكبر” أمريكا “وأفشل رهان الخونة والمرتزقة عام 1961 م بعد ان جندت الـ CIA بعض مرتزقة كوبا لغزو جنوب كوبا وتدمير المطارات والمعسكرات والطرق والجسور ،، ومن ثم انزال قواتها في خليج الخنازير لقلب نظام فيدل كاسترو.
ما أشبه اليوم بالبارحة ، فخليج ” الخنازير” اليوم هو أصدق وصف ينطبق على الخليج العربي الذي يُجسد حالة التوحش ” السعودي ” والسُعار ” الاماراتي” بقيادة امريكا ان لم يكن أشد وقعاً من الضواري والحيوانات المفترسة التي تشبع عند مهاجمة أول ضحية، بينما لم يشبع مصاصي الدماء والثروات والموانئ والبحار والاثار في “الرياض” و”أبوظبي” من تفحم وأشلا اليمنيين.
ورغم روابط العروبة والاسلام واللغة والدين والاخاء والجغرافيا والمصير المشترك ، إلا ان اخواننا في الخليج العربي وفي رواية خليج “الخنازير” ، فقدوا الغيرة ، والمرؤة ، والنخوة ، والشهامة ، والرجولة ، والوفاء ، والعهود ، وحق الجوار ، والرحمة ، والصدق ، والمشاعر ، وصاروا بلا بوصلة ترشدهم الى الحق ولا قيم تكبح توحشهم بعد ان عجز أطباء النفس والعقل والدين ، من تشخيص حالات السُعار والعواء والنباح في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من البلدان التي صادف ان يكون قدرها الى جانب هذا الجار” المعتل” في الجاهلية والاسلام.
هنا لا أتحدث عن المواطن الخليجي الشريف المغلوب على امره ، والبدوي الأصيل ، عربي الهوى والهوية الذي يملك منظومة من القيم الدينية والأخلاق السامية والمشاعر الانسانية.
وانما أتحدث عن فساد “ووهم” صانع القرار في الرياض وابوظبي، من مسلوبي الإرادة ، الذين لا يناموا ساعة خوفاً من هبة شعبية ، ولا يستطيعون الدفاع عن شبر من سيادتهم دون الحماية الامريكية أو يرسون أمنهم واستقرارهم أسابيع دون الاساطيل والقواعد ومرتزقةCIA والموساد وشركات بلاك ووتر وداين قروب مقابل نهب تريليونات الدولارات لدعم رعاة البقر .
ورغم مسلسل الإهانة اليومي والتهديدات والالفاظ النابية التي يطلقها المعتوه ترامب على “دُمى” الخليج التي نترفع عن ذكرها ، إلا ان خنازير تحالف الشر تحولوا الى قنابل نووية تحمل من الحقد ما تعجز عنه الجبال تجاه اليمن ومعاول هدم للحضارة العربية والإسلامية وخناجر مسمومة ضد أي مقاومة شريفة ، وسفاحين لاعتقال الشرفاء بالفنادق والسجون السرية ومناشيراً لتقطيع الإعلاميين وأسواط لتعذيب الرجال وامتهان النساء وتصفيات المعارضين وأبواقاً للمؤامرات والفتن ومدارس لتصدير إرهاب القاعدة وداعش وبوكو حرام والنصرة وتجاراً للحروب وقلب الأنظمة وتشريد ونهب وسفك دماء الشعوب ، مقابل جنون السلطة ومرض التسلط منذ زراعة البذرة الخبيثة وخلاياها السرطانية في أجسادنا واراضينا الطاهرة.
لذلك يتساءل اليمنيون اليوم بكل أسى وألم وحيرة ، لماذا تغزون بلادنا وتدمرون احلامنا وبيوتنا وتسفكوا دماءنا وتيتمون أولادنا وتحرقون مزارعنا وتقصفون مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا وطرقنا وأسواقنا ومصانعنا ومعالمنا وأثارنا ، وللأسف الشديد تدمر اليمن تحت أسم شرعية الفنادق ” الزائفة ” ولافتات” حزب الإصلاح” ويافطات” الناصري” ومنجل ” الاشتراكي” وفتاوى الافاكين ، وكتائب شكراً ” سلمان” ومحمد بن زايد التي منحت المحتل” صكاً” لقصف الأبرياء ، تحت أكليشة محاربة ” الحوثي” والتوسع الايراني ، بينما جزر الامارات ، المتمثلة في طنب الكبرى والصغرى وابوموسى على مرمى حجر من خيامكم وأساطيل ” ايران ” تجوب بحاركم دون طلقة رصاصة واحده ؟ ..لماذا كل هذا الغرور والحماقة والحقد والكراهية ولمصلحة من دعم المليشيات الانفصالية في جنوب اليمن والمشايخ وسفهاء الاعلام والمثقفين ورجال الدين وأولاد الشوارع واللصوص وقطاع الطرق ومروجي المخدرات ، بدلاً من تنمية شعوبكم وتعزيز العلاقات مع ابناء اليمن والكف عن التخريب وشراء الذمم واستعدا الشعوب.
لذلك يخوض الجيش واللجان الشعبية اليمنية وكل الشرفاء من أبناء اليمني حرباً ” مقدسة ” ضد الغزاة والمحتلين والخونة ، لاسيما في ظل وجود قوة ” الردع” المتمثلة في الطيران المسير والصواريخ الباليستية التي تقصف على مدار الساعة المطارات العسكرية في جيزان ونجران وعسير وجدة والرياض وأبوظبي وتستهدف حقول النفط ، وربما القصور الملكية التي أصبحت أقرب من حبل الوريد ، ما ولد الذعر في الرياض وابوظبي ودبي والعيش تحت الأرض خوفاً من صاروخ طائش او طائرة مسيرة أو ضربة موجعة أو دعوة مظلوم تعصف بحكام اللحظة .
وما كلام عبدالعزيز جباري ، بإن التحالف السعودي – الاماراتي ذبح اليمنيين من الوريد الى الوريد ، وتصريحات ” شُريم” بتجزئة اليمن وقصف قوات الجيش واستغلال الشرعية أسوأ استغلال لتنفيذ أجندات مشبوهة ، وحديث خصروف ، عن منع امداد الجيش اليمني بالأسلحة في المعارك ومباركة احمد الميسري بصورة تهكمية للأمارات والسعودية بعد اسقاط عدن بيد الانتقالي وقصف الجيش في شبوه وحالة الفرز الطائفي الممول وتقطيع أوصال وطرق ومدن وقرى وشوارع وأحياء اليمنيين لبث الرعب على مستوى الشوارع ، إلا تأكيداً على كشفت حقائق ونوايا العدوان الخبيثة وتُعد بداية صحوة ان الشرعية غطاء سياسي لتدمير اليمن.
ان صناعة التاريخ والامجاد والانتصارات لا تُشترى بأموال النفط مهما بلغت عنان السماء ولا تمنح مجاملة مثل الدكتوراه الفخرية أو بـ” سروال ” الملك المؤسس ، وسياسة الانفتاح والديسكو ” الحلال” في الرياض وجدة ، وممارسة “البغاء” في فنادق دبي وأبوظبي ، وبناء الابراج الزجاجية وشراء الامبراطوريات الإعلامية والسياسيين والدبلوماسيين والقرارات الأممية ونقل المباريات ولعب القمار في فنادق لندن وباريس وواشنطن واشعال السيجار بفئة الـ100 دولار، وانما بالتربية الحسنة والسلوك القويم واستثمار عقل الانسان وتعزيز قيم التعايش والتسامح والعلاقات الاخوية ، لان الحضارة هي نتاج تراكمات آلاف السنين من الصبر والمعاناة والتنمية والبناء والخبرات والنقش في الاحجار والجدران والجلود والمخطوطات بدماء الشعوب الحية بينما معظم دول الخليج بلا تاريخ ولا ثقافة ولا حضارة وهو ما ولد حالة من النقص والحقد والانتقام تتناغم مع حقد الصهيونية العالمية لتدمير ونهب وتضييع تراث وتاريخ الأمم الخالدة.
واذا كان الخليج الى عهد قريب عربي الوجه واللسان والملامح والذكاء والنخوة والرجولة والغيرة والعقال والنخلة والجمال رمزاً للفطرة وهيبة البدوي الاصيل الذي يقود سفينة الصحراء ويهتدي بالنجوم رغم شظف العيش ، لكننا صدمنا من قادة رعاع ونسخ عربية مهجنة ومشوهه وأكثر إعاقة منذ الولادة بعد الطفرة النفطية وأعظم سفاهة وافلاساً من صهاينة أمريكا وتل ابيب.
وأخيراً.. سيشهد التاريخ والامم ان السعودية والامارات وامريكا اول من مارس التوحش ضد ابناء الشعب اليمني وأول من غرس الخنجر في خاصرة اليمن الموحد ، ودمر العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وأثار القلاقل في البلدان العربية والإسلامية ، ورغم تلك المؤامرات والأموال والأسلحة وجحافل المرتزقة والإرهابيين يُسطر الجيش العربي ” السوري ” وحلفاؤه ، واليمنيون الشرفاء أروع الانتصارات في معارك الكرامة والشرف والصمود فهل تعيد السعودية والامارات النظر في رهاناتها الخاسرة وتحتكم الى صوت العقل والحكمة والنجاة من المستنقع اليمني القاتل بعيداً عن المحادثات الوهمية التي تديرها مع قطيع من الخونة باعو وطنهم وشرفهم وكرامتهم بالمال الحرام ، وهل يعي اليمنيون المؤامرة ويترفعوا عن الجراح والفجور للشروع في تسوية سياسية تضم كل مشاربه الحزبية والفكرية للوصول الى السلام .. مالم فإن الخونة مصيرهم الزوال والاحتلال مصيره المقابر وعلى انصار الله تقبل النقد والعمل بروح الدولة في الحقوق والواجبات … الوطن عصي.
shawish22@gmail.com