الثلاثاء , أبريل 30 2024
الرئيسية / اراء / العصفورة الحزينة (76) .. أطفالنا من المدارس الى الشوارع ..

العصفورة الحزينة (76) .. أطفالنا من المدارس الى الشوارع ..

حسن الوريث
طلبت صديقتنا العصفورة من الأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة ان تخرج اليوم بمفردها وقد وافق الجميع على طلبها ولكن بشرط أن تعود إليهم بموضوع هام لطرحه على الفراء والمتابعين الكرام .
صديقتنا العصفورة كانت عند وعدها لنا وجاءت إلينا بعدة مواضيع سنفرد لكل موضوع حلقة خاصة به وستبدأ صديقتنا العصفورة بطرح موضوع هذه الحلقة وتتمنى ان يشاركها الجميع وان تصل رسالتها هي والاصدقاء الصغار إلى من يهمه الأمر .
قالت صديقتنا العصفورة سنبدأ الحديث عن فضية مهمة جدا وظاهرة تنتشر وتتوسع بشكل كبير وهذه الظاهرة تتمثل في أطفال الشوارع اطفال الشوارع التي تتوسع بشكل مخيف ومزعج وفي جولتي اليوم شاهدت الآلاف منهم في كافة الجولات والأماكن والأسواق وبمختلف الأعمار من سن الثالثة إلى سن الثامنة عشر البعض منهم يتسول بشكل مباشر والبعض منهم يبيع مناديل ورقية أو أعواد الأسنان والكثير منهم يعملون في المطاعم والبوفيات والورش وفي أعمال لا تتناسب مع أعمارهم .
قلت لصديقتنا العصفورة طبعا هذا الأمر ليس وليد اللحظة لكنه ازداد وتوسع بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للناس جراء العدوان والحصار وقطع الرواتب وهذه الظاهرة تشكل لوحة مخزية ومزعجة ومؤلمة فبالتأكيد أن ما يحز في النفس هو مشاهدة هؤلاء الأطفال خارج المنازل والمدارس وخارج نطاق الرعاية الحقيقية لأسرهم وللدولة في نفس الوقت .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة مما لاشك فيه أن الجميع سواء في وسائل الإعلام أو الأجهزة المعنية بدء من وزارة الداخلية مروراً بوزارة الشئون الاجتماعية وصولاً إلى منظمات المجتمع المدني يشاهدون الفيل الكبير في شوارعنا لكنهم يتغافلون عنه ويبعدون أنظارهم إلى الناحية الأخرى وكأن الأمر لا يعنيهم إطلاقاً باستئناء بعض المحاولات الخجولة من عدد ضئيل من المنظمات التي ربما لا يهمها من الأمر سوى تقديم مشاريع لمنظمات دولية لتستفيد فقط لأننا لم نجد أي مفعول لبعض تلك المشاريع والبرامج التي تنفذها تلك المنظمات على الأرض وفي الواقع الميداني لكن الأمر الأهم هو الدور الحكومي الغائب تماماً عن هذا الأمر وهذه الظاهرة بل أننا نستغرب من أن الأمر صار طبيعياً لدى الحكومة وأجهزتها المعنية بالموضوع .
في ختام حالتنا لهذا اليوم نتمنى دراسة هذه الظاهرة بشكل حقيقي عبر كافة الأجهزة المعنية سواء الحكومية أو منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ووضع المعالجات اللازمة لها وأن يتم التّعاملُ مع أطفال الشّوارع بطُرقٍ وأساليب خاصّة والعمل على توفير نظامٍ اجتماعيٍّ يهتمّ بتفعيل آليّةٍ لرصد أطفال الشّوارع المُعرَّضين للخطر ويمكن ان تقوم هذه الاجهزة بإنشاء مؤسَّسات اجتماعيّة تهتمّ بالتّدخل المُبكّر لحماية الأطفال وأُسَرهم من أنواع العنف والاستغلال المختلفة وكذا التّدخل لحماية الأطفال ضحايا الأُسَر المُفكَّكة والأطفال العاملين في بيئات ضارّة وغير آمِنة ومنذ سنّ مُبكّر وكذا تطوير برامج مكافحة الفقر وتأهيل أطفال الشّوارع نفسيّاً ومهنيّاً وكما نتمنى ان يتم تفعيل دور الإعلام بوسائله المختلفة والإرشاد والتوجيه لزيادة وعي المجتمع وتحريك الرّأي العامّ حول هذه الظّاهرة وأهميّة مُكافحَتها لأن إهمالنا لهذه الفئة سيتركهم فريسة سهلة للعصابات الإجرامية والمنظمات الإرهابية وهذا بدوره يؤثر على مستقبل الوطن وفي نهاية الأمر كانت هذه مشاهدات صديقتنا العصفورة وأمنياتنا انا والاصدقاء الصغار التي نأمل ان تجد أذانا صاغية وعقولاً واعية .. فهل وصلت رسالتنا ام ان الوضع سيبقى ويستمر كما هو ونساهم بتغافلنا وهروبنا من معالجة الوضع في ضياع مستقبل بلدنا وتحويل شبابه إلى عصابات إجرامية وإرهابية والأمر بين يدي من يهمه الأمر ؟.

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

عندما تشهد الأشلاء على الإبادة في غزة!

اسيا العتروس* “لقيتو … هوابني … قلتلكم أنو هون هذي جاكته “.. تنحني لتقبيل جبينه …