د. محمد أبو بكر*
الوحدة 8200 التجسسية الصهيونية مازالت تبثّ سمومها بين أبناء الشعب الواحد عبر ضفتي نهر الأردن ، وهي الذراع الألكترونية في دولة الإحتلال ، وتقوم باستخدام أسماء وهمية لأردنيين وفلسطينيين تتبادل الشتائم والإتهامات المختلفة ، وبما يشير إلى الهدف الصهيوني نحو زرع بذور الفتنة بين أبناء شعبنا الأردني والفلسطيني .
وأجزم بأن الغالبية العظمى تدرك أهداف تلك الوحدة ، غير أن قلّة قليلة تنساق وراء نزواتها ، وترى في ذلك مجالا للإساءة، ولا يمكن اعتبار تلك الشرذمة جزءا من أبناء الشعب الواحد ، الذي يؤكد دوما وحدة الدم والمصير ، وأن الأردني الشريف يعلم تماما بانّ بوصلته هي نحو فلسطين والقدس ، واسألوا عن ذلك الشهيد ماهر الجازي.
في العام 1929 وصلت الإشتباكات ذروتها بين الفلسطينيين من جهة واليهود والإنجليز من جهة أخرى، وخاصة إبّان ثورة البراق، حيث صدرت تهديدات من العدو اليهودي البريطاني للمسلمين بعدم التوجّه للصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
وفي تحدّ للقرار ؛ قام الشيخ ماجد سلطان العدوان بدعوة شيوخ العشائر في كل من الأردن وفلسطين للتوجّه إلى القدس والصلاة في الأقصى ، حيث تمّ ذلك بالفعل ، وأقاموا صلاة التحدّي في ساحات الأقصى الخارجية ، رغم أنف المحتل الصهيوني والإنجليزي.
نحن اليوم بحاجة لأنواع أخرى من التحدّي الأردني الفلسطيني المشترك، الذي يضع نصب عينيه ما يجري على أرض فلسطين اليوم من جرائم صهيونية بتواطؤ أمريكي أوروبي مع عربان الردّة المتصهينين ، والتأكيد على أن العلاقة الأردنية الفلسطينية ستبقى هي الأقوى رغم كل ما تقوم به وتمارسه الآلة الدعائية في كيان العدو.
إلى الأهل في الأردن وفلسطين ؛ عدوّنا واحد ، والأرض مستهدفة شرقي النهر وغربيه، اقرأوا بعمق ماجاء في الفكر الصهيوني مجددا ، والأطماع التي لا تنتهي في شرقي النهر وغربيه ، وأعيدوا لنا مجد صلاة التحدّي ، وأمجاد شيوخ رفضوا الظلم والضيم ، ودافعوا عن الأقصى وفلسطين والأرض الطاهرة.
*كاتب فلسطيني