الأربعاء , يناير 15 2025
أخبار عاجلة
الرئيسية / اراء / نداءات حواء

نداءات حواء

سهير السمان
أُتهمتْ حواء على مر العصور أنها أخرجت آدم من الجنة وأنها مارست إغواءها، لتنتهي بذلك حياة نعيم الإنسان إلى الأبد، ولكن ما نعرفه من خلال تاريخ البشرية يثبت عكس ذلك.
فها هو الرجل يمارس إغواءه لصناعة الحروب في كل مكان، لتتحمل عواقبها حواء، وخلال هذه المعاناة تحاول حواء إطفاء نارها المستعرة، لا تجد وتداري شمعة الحياة لئلا تنطفئ. امرأة منعت إشعال الحرب بعد أن خبرت بحكمتها، عواقبها المدمرة لتبقى جملتها التاريخية قانونا للنساء إلى الآن ” إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة”.
والمرأة اليوم هي من تقف بإصرارها وتنادي مستغيثة “أن أوقفوا حمام الدم هذا”.
ورغم هذا فإن مشاركة المرأة في تغيير هذا الواقع المؤلم أثبت مدى قوتها وقدرتها على الصمود والإنجاز، وهو ما نلمسه بشكل كبير من خلال مشاركتها في منظمات السلام والإغاثة، حيث تعتمد المنظمات الداعية إلى السلام والجهات المسؤولة عن الإغاثة الإنسانية بشكل أساسي على مجموعات النساء. وهذا الجانب الذي أثبت تواجد المرأة العملي على الأرض.
ومن جانب آخر نراه أشد ظهورا في الجانب الفكري والأدبي الذي برزت فيه المرأة اليمنية بقوة في السنوات الأخيرة، حيث عبرت من خلال قلمها عن ألمها ومعاناتها وواقعها الظالم واستلهمت من تاريخها وحضارتها قصصا وحكايات.
وتأتي الكلمة اليوم، وتبرز المرأة اليمنية لتحمل سلاحا مختلفا، وهو القلم، لتخرج حاملة مشاعل السلام، به تكتب الشعر والقصة والرواية، وتنادي بكل ما تمتلك من غواية لحبرها قلوبا قست، وقتلها صلفها.
وتعتلي النساء اليمنيات اليوم عرش الكتابة، والإعلام، عبر وسائل عديدة، تكشف الواقع المدمر وتبحث عن أفق للضوء و تصارع دعاة الحروب، فظهرت سرديات المرأة تحمل الوجع والألم، وتستدعي الحياة.
لقد خطت المرأة خطوات واسعة في تأكيد حضورها في المشهد الثقافي، ساعيةً لإيجاد مساحة لإبداعها الإنساني وقد شكَّل حضورها اللافت ضمن هذا الإبداع، تزايدًا مطرداً كماً ونوعاً، سيما في العقد الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، إلى جانب بروز أنشطتها الأخرى في المجال الحقوقي والإنساني والسياسي .

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

جحيم الصواريخ اليمنية!

عبدالمنان السنبلي. ناس قلوبهم مع إسرائيل.. وسيوفهم كذلك.. يكرهون المقاومة.. ويتمنون لغزة الهلاك والفناء.. قد …