الجمعة , نوفمبر 8 2024
الرئيسية / اراء / خمرة الدولة!!

خمرة الدولة!!

 

بقلم / احمد الشاوش –

تنشأ الدول وتمارس السلطات اختصاصاتها ، ويلجأ الرؤساء والملوك و القادة العسكريين والسياسيين الانتهازيين الى اسكار الشعوب بالخطابات الحماسية والشعارات الرنانة تحت ايقاعات الوطنية والقومية والايدلوجيا وسهام راية التوحيد وسرطان الأقليات والتفاخر بالعادات والتقاليد ، لكن الايام والاحداث سرعان ما تكتشف زيف تلك الأسطوانات المشروخة.

ويزداد تأثير تلك الجرعات المخدرة التي تفقد المواطن نعمة التفكير في حالات السلم و الحرب ، لدغدغة العواطف والسيطرة على العقل وتكوين رأي عام مؤيد لبعض القضايا التي تتبناها ” حانات” الدول المفلسة و” كباري” مراكز القوى العابثة التي تستخدم خلطة أفيون الشعوب لتخدير وتضليل المجتمعات وتنفيذ مصالح خاصة خارجة عن القانون والدستور والقيم والإنسانية ، ومشاريع خارجية تحمل أكثر من علامة تعجب واستفهام

بينما الدول العظيمة التي تنجب القادة النبلاء ، لا يبيعون الوهم والاساطير ولا يحولون الشعوب الى حقل تجارب ويتاجرون بها أو يُخدرون الجماهير بالكلام المعسول أو يهددون المجتمع بلغة القمع وأساليب اللف والدوران والاغراءات المالية ، لان السواد الأعظم من حكامنا لا يملكون إرادة حرة ومصداقية وثقة كبيرة وأهدافاً سامية ورؤى ناضجة واستراتيجيات واضحة ومشاريع ناجحة واخلاقاً رفيعة ترتكز على قاعدة صلبة أساسها العلم والفكر والابداع والجمال وآفاقها التفاؤل والامل والطموح للانطلاق نحو الغد المشرق المتمثل في عملية بناء الانسان واطلاق العنان للقوة الخلاقة في التنمية البشرية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية والتكنولوجية والطبية والعسكرية والهندسية وغيرها من مجالات الحياة.

واذا ما كان الهدف الذي تؤمن به تلك القيادات المؤثرة ينطلق من الإرادة الحرة والمسار الصادق ونابع من القلب ويحاكي العقل كُتب له النجاح وكسب قلوب الشعوب ، وعكس الترجمة الحقيقية لتلك الطموحات والاهداف الإنسانية النبيلة وحقق نقله نوعية في جميع مجالات الحياة وأحدث نقلة في الحضارة الإنسانية ، ولنا في الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين و اليابان وماليزيا وسنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية والدول الغربية أسوة في عالم التنافس العلمي والتألق الفكري والحضور الدولي الطاغي .

ورغم تطور الشرق والغرب واستفادة المجتمع العربي والدولي من تلك العلوم ، إلا ان بعض العرب والمسلمين المخدرين أو المغلوبين على أمرهم تحت ايقاعات الإسلام السياسي وخطابات الهلوسة والنظريات القومية المفلسة والعلمنة ،، قد تحولوا الى وحوش لقمع الشعوب وتكميم الأفواه ومصادرة حرية الرأي والتعبير وتدمير البيوت والمؤسسات وقطع الرؤوس وذبح الأطفال واغتصاب النساء تحت فتاوى ما ملكت اليد وتجارة الرقيق ، ونكاح الجهاد وزواج الفريند ، ونهب الثروات وبيع الأوطان والاستقواء بالأعداء ما أدى الى صدمة كبيرة في الوطن العربي والعالم الإسلامي ، لم تفق منها الشعوب حتى اللحظة.

لذلك مازلنا وسنظل نحلم بالدولة المدنية التي تحترم العلم و تؤمن بالرأي الاخر وإنسانية الانسان والعمل بالدستور والقانون الذي يتساوى تحت سقفها جميع أبناء الشعب اليمني دون استثناء .. نريد الا يتحول الرئيس والقائد والوزير الى انتهازي ، وعضو النيابة الى رجل متسلط ومحقق البحث الجنائي الى وحش مفترس ، والقاضي الى خبير في تلغيم الأحكام الشرعية بالثغرات ، والجندي الى مأجور والحزبي الى ناقم من المؤسسة العسكرية والموظف الى مرتشي والطبيب الى جشع والتاجر الى محتكر ورجل الدين الى دجال ،، ، وفي غياب هذه الامراض المستعصية والثقافة المارقة ، والعودة الى لغة العقل نُثبت مداميك الدولة العادلة ونمضي نحو المستقبل المنشود .Shawish22@gmail.com

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

تحليل..قضية فلسطين والجهاد الأفغاني وإيران..!

مطهر الأشموري* بعد أول “كامب ديفيد” جاء مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى المنطقة، وكان بين …