بقلم/ احمد الشاوش –
ظهرت جماعة الحوثي على السطح كقوة صاعدة بلا منازع، مستفيدة من الخلافات والثارات والحقد السياسي بين حزب التجمع اليمني للإصلاح والاشتراكي والناصري واولاد الأحمر مع الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ، الذي استطاع ان يدير دولة خلال 33 عاماً من الحكم بسلبياتها وايجابياتها بمشاركة المكونات السياسية والثقافية والاجتماعية وصهرها في بوتقة واحدة حكمت اليمن في ظل الكثير من العواصف الداخلية والصدمات الإقليمية والزوابع الدولية ، ورُغم حالة تقاسم السلطة والجبال والأراضي والبحار وشركات النفط والغاز والوكالات التجارية ، إلا ان جشع مراكز النفوذ والفجور السياسي والظلم عجل بالنهاية المأساوية لمراكز النفوذ العابثة.
والعجيب في الامر ان بعض الأدوات التي خرجت من رحم جمهورية السلال والارياني والحمدي والغشمي وعفاش وهادي وسالمين وفتاح وياسين سعيد والمخلافي ،، وموسكو والقاهرة رغم استفادتها إلا انها لم تقوم بدور المعارضة الشريفة لبناء دولة المؤسسات وانما كانت تحط رجل في السلطة كشريك مطيع يلهث وراء المصالح الشخصية وأخرى في الشارع لتغذيته بالكراهية والكلام الاستهلاكي الذي أدى الى قيام الدولة الرخوة في الشمال ، والجنوب المتشظي بالألغام السياسية والاحقاد الاجتماعية والولاءات .
وكثيرة هي الألغام السياسية التي زرعت في جسد ومؤسسات ولجان واعلام الحوثيين ، لدواعي اختراق الجماعة والنخر في جسدها من الداخل ، بعد ان ألتف حولها آلاف المنظرين والانتهازيين والفوضويين وشهود الزور والكثير من خلايا وعناقيد الناصريين والاشتراكيين والاصلاحيين والمؤتمرين الذين تحولوا في طرفة عين الى ملكيين أكثر من الملك ، وهاشميين أكثر من الهواشم ومتحوثين اعظم من الحوثيين ومطبلين أكثر من ” ملاطف” ، الذين يرون في الاندماج والتكيف والتغلغل مع جماعة الحوثي تحقيق مصالح آنية تتمثل في الحصول على مناصب وان كانوا مجرد ديكورات وحوافز مالية وسلطة لإيذاء الاخرين وتشويه المسيرة والانتقام السياسي ضد الاخرين كطابور خامس ينتظر الفرصة للانفجار من الداخل عند اول حالة ضعف أوغفوة جفن أو ثورة قادمة ضد الحوثيين .
كما ان بعض الحوثيين والهاشميين مارسوا العبث بمؤسسات الدولة وصناعة الازمات والاثراء الغير مشروع والتلذذ بمعاناة المواطنين نتيجة للثقافة المتوارثة بدلاً من لغة التسامح والتعايش وتحكيم العقل ، بينما البعض الاخر من الحوثيين والهاشميين المتحررين من العقد والاساطير أكثر تعقلاً ورؤية للواقع وتوقاً الى الدولة المدنية التي تمثل سفينة النجاة.
ولذلك قد يستغرب القارئ الكريم او المثقف الحر والحزبي المؤدلج من هذا الطرح وقد يوافق او يخالف ذلك الرأي ، لكنها الحقيقة والخطر القادم الذي سيطيح بالحوثيين ، ان لم يبادروا الى قياس الرأي العام ووضع الحلول الناجعة وتقبل النقد البناء وعمل إصلاحات ضرورية لتحسين الصورة وإعادة الثقة والقيام بوظائف الدولة وتقديم خدمات الكهرباء والغاز والماء وصرف المرتبات ، وتحقق المساواة والعدالة، بعيداً عن الغرور والمزايدة والكلام الاستهلاكي .
لست معنياً بالدفاع عن الحوثيين ، أو لفت انظارهم والحش على الاخرين ولكن هذا هو واقع الحال ، فالكثير من الاشتراكيين والناصريين والاصلاحيين والمؤتمريين وصاحب كل قلم وصوت مسموم ،يؤمن بالثقافة الانتهازية والبيع عند أول صفقة ، مهما تظاهر بالولاء ، فالخبرات المتواضعة للحوثيين ونسبتهم البسيطة مقارنة بالشعب اليمني ، وعدم الاستماع الى الأصوات الصادقة والمتزنة والتحول الى نظام جباية في ظل غياب القانون وانعدام العدالة والاعتقالات والسجون وغلاء الاسعار كل ذلك يؤدي الى زرع العديد من الألغام السياسية و الاجتماعية ولكم في الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الدليل القاطع على العلاقة الكبيرة بينه وبين حزب الإصلاح والمشايخ والقوى التقدمية بعد ان تقاسموا الجبال والأراضي والبحار وشركات النفط والوكالات التجارية ، وصار قادة الإصلاح والاشتراكي والناصري وزيراً وقائداً وأمنياً وقاضياً ومخبراً ورجال اعمال ، ورغم تلك المصالح والتزاوج والمصاهرة السياسة والاقتصادية والقبلية ، خرج الجميع على صالح تحت ايقاعات الفساد والتوريث والثورة ، رغم ان الجميع كان فاسداً حتى اخمص قدميه ، فهل يعي الحوثيون والهواشم دروس الخيانة والمزاج الشعبي المتقلب لبناء دولة العدل والمساواة والرفق بالمواطن ، وان الدولة حقوق وواجبات ، وليست مجرد جباية وتجويع أملنا كبير.
Shawish22@gmail.com