اليمن الحر الاخباري/ متابعات
كشف جنرالٌ إسرائيليٌّ النقاب عن أنّ “الدفء الإسرائيليّ الأردنيّ ظهر واضحًا بعد سنوات من العلاقات المتوترة، فقد التقى رئيس الوزراء نفتالي بينيت في ما كان يفترض أنْ تكون زيارة سرية للملك عبد الله في عمان، والتقى وزير الخارجية يائير لابيد بنظيره الأردني أيمن الصفدي، وزادت الصادرات الأردنية إلى الضفة الغربية، ورغم أهمية هذه التطورات، فإنها ليست القصة المهمة في هذه العلاقة”، على حدّ تعبيره.
وأضاف دورون ماتسا الذي شغل سابقًا مناصب عليا في جهاز المخابرات الإسرائيلية، في مقال على موقع (NEWS1)، أنّه “حتى لو كانت هناك فائدة سياسية معينة لإسرائيل من استئناف العلاقات مع الأردن، فإنّها تشير إلى تطور مثير للقلق في إستراتيجيتها في الشرق الأوسط، فقد مرت علاقتهما بالعديد من التغييرات، لكن العامل الثابت الذي طالما أثر على هذه العلاقات، وشكل صورتها، هو القضية الفلسطينية”.
وأوضح أنّه “منذ أن أعلن الأردن انفصاله عن الضفة الغربية عام 1988 لمنع أي إمكانية لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني على حسابه، طورت المملكة إستراتيجية، تسعى لدفع نموذج حل الدولتين: الفلسطينية والإسرائيلية، على افتراض أنّ تحقيق التطلعات الوطنية للحركة الفلسطينية في الضفة الغربية سيمنع تسرب المؤثرات الفلسطينية للمملكة، وتقويض استقرارها الداخلي”.
بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، أكّد رجل المخابرات الإسرائيليّ السابِق أنّه “لا عجب في أنّ اتفاقيات أوسلو عام 1993 بين إسرائيل وعرفات، سمحت للملك حسين بالتوقيع عام 1994 على اتفاقية سلام رسمية مع إسرائيل، بعد أنْ كان مقتنعًا بأنّه بموجب مفهوم حل الدولتين، كان مضمونًا ألّا تكون مملكته جزءًا من حل القضية الفلسطينية، وأدى إزالة هذه السحابة إلى ازدهار العلاقات الإسرائيلية الأردنية خلال التسعينيات”.
واستدرك: “اندلاع انتفاضة الأقصى، وانهيار اتفاق أوسلو، أعاد الأردن لواقع المخاوف الإستراتيجية، وازدادت في العقد الماضي على خلفية تدهور القضية الفلسطينية، وفي مواجهة الانهيار الكامل لنموذج حل الدولتين الذي دفع بفرضية إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، دون غزة، بالتزامن مع حقيقة أن إسرائيل حكمتها حكومات يمينية ارتبطت بفكرة جعل الأردن “الوطن البديل” للفلسطينيين، ما زاد من مخاوف عمان”.
وأشار إلى أنه “بالنسبة للأردن، فقد شكل ذلك مؤشرا للاتجاهات السلبية، كما ظهر أمام إسرائيل تنام لعلاقاتها مع جيرانها من الدول الغنية والمتقدمة في الخليج، باعتبارها قوة نشطة وتكنولوجية واقتصادية، وبفضل ذلك انخرطت إسرائيل في العديد من التعاون مع هذه الدول، على حساب الأردن، ناهيك عن البعد الأمني على خلفية المصلحة المشتركة لمواجهة إيران”.
وشدّدّ المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ في ختام تحليله على أنّه “مع مجيء إدارة بايدن، واحتمال تراجع عملية التطبيع مع دول الخليج، لصالح إنجاز اتفاق نووي مع إيران، فإنّ الانطباع الإسرائيلي يرى أن التوقف المحتمل لهذا التطبيع الذي شهده الشرق الأوسط خلال العقد الماضي، وتركز على التطبيع العربي الإسرائيلي، قد يعيد تركيز الحديث على جوهر الصراع في المنطقة، وفي هذه الحالة قد يصبح الأردن البوابة المتجددة التي ستُوجِّه إسرائيل للمسار القديم المألوف لعملية السلام”، كما قال.