الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / من يحمي الاجواء السعودية؟

من يحمي الاجواء السعودية؟

سمير البرغوثي*
اثار قرار الولايات المتحدة سحب منظومة الدفاع الجوي باتريوت من الاراضي السعودية وبلدان اخرى في الشرق الاوسط قلقا بالغا لدي دوائر القرار في السعودية, الامير تركي الفيصل احد صناع الاستراتيجيات في المملكة عبر عن استياءه في مقابلة لمحطة امريكية الاسبوع الماضي بقوله ان سحب الصواريخ ليس مؤشرا على نية الولايات المتحدة مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها, بعض الامراء ذهب بعيدا بالتلويح ببدائل اخرى في اشارة الى روسيا والصين اما الذباب الالكتروني “بعنترياته” عبر عن غضبه بطريقته بالقول ان القرار السيادي السعودي المستقل قادر على مواجهة الضغوط والاملاءات الامريكية
منذ ان بدأ النفط يشكل شريان الحياة للاقتصاد العالمي راود قادة السعودية فكرة “الزعامة الاقليمية” في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي دشنوها بمواجهة المد القومي الناصري في مطلع ستينات القرن الماضي ومن ثم التهديد السوفيتي لمنابع النفط بعد اجتياح القوات السوفيتية لافغانستان ولاحقا التهديد الايراني.ومنذ ذلك التاريخ ومن عام 1960 وحتى نهاية عام 2020 انفقت السعودية تقريبا ما مجموعة 1775 مليار (الف وسبعمائة وخمس وسبعون مليار دولار) بالاسعار الجارية على شؤون الدفاع والعسكرة وفقا لاحصائيات معهد استوكهولم لابحاث السلام ويضع هذا الانفاق السعودية في المرتية السابعة مع قوى عظمى عسكريا او اقتصاديا مثل الصين والولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا واليابان وفرنسا
ويتفوق الانفاق السعودي على انفاق دول عظمى بعضها يمتلك ترسانة نووية ومنتج ومصدر للسلاح وعدد سكانه يتجاوز عشرات المرات سكان السعودية مثل روسيا والهند وايطاليا واسبانيا وكوريا الجنوبية والبرازيل وغيرها.
المؤسف أن كل هذا الانفاق تمخض عن حرب يتيمة وحيدة تشارك فيها السعودية في اليمن (عاصفة سلمان الحزم) دائرة منذ اكثر من 6 سنوات وانجازاتها العملاتية والعسكرية ظاهرة للعيان ! وجهود التصنيع العسكري تمخضت عن اتفاقية مع روسيا لتصنيع بندقية كلاشنكوف هذا في الوقت الذي بات العدو اللدود للسعودية ايران والذي يخضع لحصار مشدد منذ اكثر من 40 عاما على عتبة نادي الدول النووية اما كوريا الشمالية المحاصرة منذ الحرب الكورية ويعيش معظم سكانها تحت خط الفقر باتت قادرة منذ عدة سنوات على قصف كبرى المدن الامريكية بالصواريخ النووية.
واذا ما اصرت الولايات المتحدة على استكمال سحب منظومتها وعدم اعادتها وبالرغم من الانفاق العسكري الهائل ستضطر السعودية للبحث عمن يحمي اجواءها والخيارات الاكثر فعالية المتاحة هي منظومة الصواريخ الروسية أس أس 400 او منظومة القبة الحديدية الاسرائيلية. لا اعتقد ان الولايات المتحدة التي تمتلك اوراق ضغط هائلة على السعودية ستسمح بمجرد التفكير في الخيار الاول وتجربة تركيا ماثلة للعيان رغم اهميتها لحلف الناتو ونفوذها الاقليمي والعالمي واقتصادها المنتج غير الريعي الذي يفوق الاقتصاد السعودي باضعاف وكذلك عدد السكان.منذ اتفاقية النفط مقابل الحماية بين الملك عبد العزيز ال سعود والرئيس الامريكي روزفيلد ” توثق” الولايات المتحدة صناع القرار في بلدان الخليج بشبكة متقنة من الحبال العسكرية والمالية والاقتصادية والاستخبارية والمخابراتية بل تهيمن على الامن الشخصي لهم ولا تتردد بتهديده وخبايا اغتيال الملك الراحل فيصل بعد قرار قطع النفط عام 1973 واصراره على تحرير القدس لم تتكشف بعد
الولايات التي تعيد هيكلة مصالحها ونفوذها العالمي وفقا لمبدأ الاولوية ما زال لها مصالح حيوية في منطقة الخليج أبرزها تدوير عائدات النفط في الاقتصاد الامريكي على شكل ودائع وسندات واستثمارات وشراء اسلحة ولكنها لا ترغب بالتواجد المكلف المباشر واغلب الظن ستبحث عن “تعاقد من الباطن” لادارة هذه المصالح والحفاظ عليها ومن المفروغ منه ان يرسو العطاء على اسرائيل.رئيس وزراء اسرائيل التقط الفرصة وبادر في زيارته الاخيرة الى واشنطن لعرض خدماته من خلال المشروع القديم الجديد انشاء تاتو الشرق الاوسط متعدد المهام العسكرية والامنية والاستخباراتية وبتحصيل حاصل ستكون الغلبة للقبة الحديدية وليس أس أس 400 وستكون الولايات المتحدة مسرورة بذلك علما ان الجيش الامريكي ذاته المشارك في تمويلها وتطويرها رفض امتلاكها !
*عن راي اليوم

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …