الثلاثاء , أكتوبر 15 2024
الرئيسية / أخبار / تحليل ..لبنان كيف كسرت “الإرادة الثلاثية” القوية الحصار الأمريكي دون اطلاق رصاصة واحدة؟ وما هي خيارات واشنطن وحلفائها بعد هذه الهزيمة المذلة؟

تحليل ..لبنان كيف كسرت “الإرادة الثلاثية” القوية الحصار الأمريكي دون اطلاق رصاصة واحدة؟ وما هي خيارات واشنطن وحلفائها بعد هذه الهزيمة المذلة؟

اليمن الحر الاخباري/ متابعات
تابع الملايين حول العالم اسطول شاحنات الصهاريج المحملة بالمازوت الايراني وهي تعبر الحدود السورية الى منطقة البقاع حيث ستفرغ حمولتها في مخازن لشركة تابعة لحزب الله اللبناني تمهيدا لتوزيع حصة كبيرة منها مجانا على المستشفيات الحكومية ودور العجزة والايتام، وما يفيض منها سيباع للمستشفيات الخاصة والافران بأسعار منخفضة اقل من سعر التكلفة، ودون أي تمييز طائفي او عرقي.
رغم ان السيد حسن نصر الله طالب أنصاره بعدم الاحتفال، لعدم احراج الطرف الآخر المهزوم واستفزازه، الا ان الفرحة كانت طاغية في أوساط مجموعات صغيرة من السيدات والمواطنين البسطاء تجمعوا على جانبي الطريق، وكان بعضهن “يزغردن” ويرمين سائقي الشاحنات بالورود والرياحين احتفالا بهذا النصر المعنوي والسياسي الكبير.
مشاعر هذا الفرح مشروعة، ولا يمكن ان يفهمها الا من عاش في ظلام دامس لأكثر من ستة اشهر بسبب توقف مولدات الكهرباء العامة والخاصة لانقطاع المازوت، او جاع ولم يجد الدواء والخبز لأطفاله لتوقف افران المخابز، او وقف لساعات في طوابير الانتظار امام محطات الوقود للحصول على بضعة ليترات من البنزين لسيارته.
***
كثيرون من الذين يقفون في الخندق الأمريكي شككوا في وصول الناقلة التي حملت الوقود الى ميناء بانياس السوري، وراهنوا على ضرب أمريكا وحليفتها إسرائيل لها في عرض البحر، او في الميناء السوري المضيف، او حتى قصف الصهاريج التي نقلت حمولتها الى البقاع اللبناني، ويتابعون بحرقة ليل نهار، انباء هذه الضربات، ولكن خابت آمالهم، وجميع هذه الرهانات سقطت، وجرى كسر ثلاثة حصارات أمريكية دفعة واحدة، للنفط الإيراني، وللموانئ السورية، وللشعب اللبناني، وبدأ قانون “قيصر” سيء الذكر يلفظ أنفاسه الأخيرة.
“حزب الله” الذي جاء هذا الحصار الأمريكي على لبنان لإضعافه، ونزع سلاحه، وتحريض اللبنانيين، او ومعظمهم، للثورة ضده، وتفجير حرب أهلية تستنزفه وقاعدته لعقود، خرج الرابح الأكبر، يليه حاضنته الإيرانية، والحليف السوري الشجاع الذي لم يتردد في فتح موانئه لتخفيف معاناة الشعب اللبناني الشقيق رغم انه أولى بهذه المحروقات بسبب الازمة التي يعيشها تحت الحصار، وقدم لبنان على نفسه الامر الذي يؤكد امرين أساسيين:
الأول: وجود قيادة مقاومة قادرة على اتخاذ قرار التحدي ممثلة في السيد نصر الله تملك قدرة وروح قتالية عالية، وتحمل كل ما يترتب عليه من تبعات، جنبا الى جنب مع قدرة إدارية عصرية لترتيب الإجراءات اللوجستية اللازمة، سواء تلك المتعلقة بتوفير الشاحنات، او إمكانيات التخزين والتوزيع.
الثاني: سوء تقدير الإدارة الامريكية للوضع وقدرات الطرف الآخر، وحجم معاناة الشعب اللبناني، وردود فعله الغاضبة، واتخاذ القرارات الخاطئة، والمتأخرة، لتخفيف هذه المعاناة، مما ينسف كل الادعاءات الكاذبة التي كانت ترددها هذه الإدارة دائما من انها لا تهدف من عقوباتها إيذاء الشعوب بل الأنظمة الحاكمة.
الحصار الأمريكي الظالم الفاجر المدعوم ببعض القوى السياسية اللبنانية الداخلية للأسف سقط بعبور اول شاحنة الحدود اللبنانية السورية محملة بالمازوت، وفقدت الإدارة التي فرضته هيبتها وسمعتها، ومنيت بهزيمة سياسية وإنسانية كبرى.
عدم التصدي لسفن المازوت، ومنع وصولها الى الشعب اللبناني الجائع المحاصر، سواء من قبل أمريكا واساطيلها، او إسرائيل وطائراتها التي لا تتوقف عن خرق الأجواء اللبنانية وقصف اهداف في العمق السوري بمعدل مرة او مرتين في الأسبوع، يؤرخ لمرحلة ردع جديدة مختلفة، عنوانها الأبرز انتصار محور المقاومة في “حرب السفن”.
انتوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي الذي هدد بانتقام جماعي ردا على الهجوم على السفينة الإسرائيلية في خليج عمان قبل شهرين بالطائرات المسيرّة الانتحارية الملغمة بلع لسانه، لم تجرؤ حكومته على تنفيذ تهديداتها هذه، والأكثر من ذلك انها لم تجرؤ على تنفيذ تهديداتها الأحدث بمنع وصول المحروقات الإيرانية وسفنها لطمأنة طابور طويل انصارها، الذين ما زالوا يثقون بمظلة الحماية الامريكية، ويأملون بعقوبات أمريكية على بلدهم لاستقباله الوقود الإيراني المحرم، وهذا رهان ساقط مثل كل الرهانات السابقة، ولو افترضنا ان الإدارة الامريكية ستقدم عليه، أي العقوبات، فإنها سترتكب “ام الأخطاء” وستحول معظم الشعب اللبناني، ان لم يكن كله، الى شعب مقاوم يترفع عن كل الاعتبارات الطائفية ويقف في خندق المقاومة، وهناك امثلة عديدة في هذا المضمار.
***
تتوالى الهزائم على أمريكا، بعد هزيمتها الكبرى في افغانستان، وانهيار آمالها في التوصل الى اتفاق نووي مع ايران، وقبل هذا وذلك انهيار عسكري لحليفتها اسرائيل في حرب غزة الأخيرة، وجاءت رابعة الاثافي في هزيمة منع وصول ناقلة المازوت الإيرانية وافراغ نفطها “الحلال” في ميناء بانياس السوري بكل امان ودلال.
أمريكا احترقت اصابعها وارجلها في منطقة الشرق الأوسط، وفشلت جميع خططها ومشاريعها ولم يعد امامها الا البحث عن رحيل آمن يقلص حجم خسائرها.. وبما يجنبها كارثة مطار كابول أخرى..
رأي اليوم

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

اعلان أسماء الفائزين بمسابقة أجمل صورة للعلم الوطني بصنعاء

اليمن الحر الاخباري/ متابعات أعلنت وزارة الإعلام، عن أسماء الفائزين في مسابقة أجمل صورة للعلم …