الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / من القدس إلى رام الله.. نبض الأمل والحنين

من القدس إلى رام الله.. نبض الأمل والحنين

ناريمان عواد*
انطلق من مدينة القدس مطلقا العنان لعجلات مركبتي اسابق الرياح لأتخطى الحواجز المنصوبة على الطرق والاحياء الملاصقة لجدار الفصل العنصري ، الشاهد على سنوات طو يلة من المعاناة يعيشها الشعب الفلسطيني ، معاناة طويلة لا يبدو أنها ستنتهي في الافق القريب.
تراودني الأحلام الجميلة بلقاء الاهل والاصدقاء خلف الجدار .
الرياح تداعب وجهي، فرحة غامرة في القلب اتشوق لرؤية ألاجواء الجميلة التي تشدني.
أصوات الباعة المتجولون والمقاهي المنتشرة في كافة أحياء ألمدينة ، رائحة النارجيلة ضحكات الصبايا والشباب وازدحام المقاهي برجال الأعمال والحواسيب المفتوحة والمجموعات المنهمكة في نقاشات العمل . يتشتت تفكيري واسرح طويلا في أوضاع المقدسيين لا ملاذ لهم فبعد ان كانت مدينتهم تعج بالحياة ..أصبحت تعاني ما تعانيه من الإجراءات والعقوبات والقبضة الحديدية التي تفرضها دولة الاحتلال على حياة المقدسيين.
تدور العجلات على الاسفلت لتصل حاجز قلنديا.
يقف حاجز قلنديا بترساناته الاسمنتية و يبدأ مسلسل التفتيش المهين تمر الدقائق بطيئة لا قيمة للوقت.
التفت بنظراتي حول الحاجز، الذي بدأ بحاجز صغير ، والان ينتصب بمظهره البشع متطاولا على الارض والسماء وحتى على اللغة حين تلجأ سلطات الاحتلال لإطلاق اسم “معبر ” لتمعن في التأكيد انه سيكون خطا فاصلا وقاسيا يمنع سكان الضفة الغربية من دخول القدس. واتساءل ما فائدة سنوات طويلة من المفاوضات لم تستطع ان تزح حاجز واحد ؟؛ مركبة عمومية برتقالية اللون تتخطاني ..اصحو من أفكاري وهمومي والعن السائق الذي كان على وشك ان يودي بحياتي.
ما ان ادخل مشارف مدينة البيرة توقفني سيارة شرطة يطلبون أوراقي الثبوتية ، لماذا هم مستفزون؟ هل لأنني اسير بسرعة جنونية ولا احترم قواعد السير ام لانني اتحدى فلا رادارات يمكن ان تمسكني ولا عقوبة شديدة ستطالني .انا ابن القدس عنتر ابن شداد التزم بقوانين السير فقط في حدود مدينتي.
اصل ال دوار المنارة مظاهرة لإسناد الأسرى أركن المركبة جانبا واخط خطواتي داخل المسيرة . انا هنا ارفع حنجرتي رفضا لسياسة التنكيل التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق اسرانا البواسل تسير المسيرة تشتد الأصوات وتغرق الجباه بالعرق حتى تصل إلى مقر الرئاسة ..اصرخ نحن هنا نحن المقدسيون أسرى ومناضلون لا تسمع اصواتنا . نسمع شعارات كبيرة لكنها أضعف من ان تنفذ مشروع حيوي داخل المدينة المقدسة، أضعف من ان ترفع الظلم والاستبداد عن كاهل المقدسيين ..فلا نرى موازنات ولا إسناد.
بينما تزهو رام الله بالمهرجانات وحفلات السمر ..تنطفئ أضواء مدينة القدس واخلص بأن ..رام الله العاصمة المؤقتة التهمت العاصمة ولم تبقي منها إلا شعارات كبيرة.
*كاتبة فلسطينية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …